الشأن السوري

مناشدات متجدّدة لـ “مخيم الركبان” وواقع طبّي مرير

جدّد أهالي مخيم الركبان في الباديّة السوريّة على الحدود الأردنية مناشداتهم لإنقاذ عشرات الأطفال ممن يعانون من إسهال شديد، والتهاب الكبد الوبائي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وشُح المواد الطبيّة والصحيّة والمياه الصالحة للشرب.

وأفاد ممرضون من مخيم الركبان (رفضوا الكشف عن أسمائهم) لوكالة “ستيب الإخبارية” بأنّ النقاط الطبيّة في مخيم الركبان متفرقة، وكلّ منها يعمل على حِدة دون تنسيق، وهناك عدّة نقاط منها مستوصف “شام” التابع لمنطقة التنف وموقعه خارج الساتر السوري، ومشفى “جسور الأمل” يتواجد فيه معدات طبيّة لكنّه يخلو من الأطباء بسبب غياب الدعم، بالإضافة إلى نقطتي الحي التدمري والقريتين، وسط شكاوي مستمرّة من دخول عناصر جيش العشائر للنقاط الطبيّة، ومنع الجيش الأردني إدخال الحالات المرضية إلى أراضيه.

وأشاروا إلى أنّ أكثر الأمراض التي لا أدوية متوفرة لها هي: لسع الحشرات ولدغات العقارب، وأمراض الربو وحساسيّة الصدر؛ بسبب البيئة الصحراويّة وما يحصل من عواصف غباريّة، بالإضافة إلى أمراض نقص الغذاء بنسبة ثلاثين بالمئة من سكّان المخيم، وهناك نقص وانعدام معظم أنواع الأدويّة لكافّة الأمراض، وإن وجدت الأدوية فثمنها مرتفع جدًا، والمريض معرّض للموت مع تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بكلّ معنى الكلمة مع كثرة حالات التسمم الغذائي بسبب عدم حفظ المواد في ظلّ الحرّ. وعلى مستوى إدخال المواد الطبيّة والغذائية وغيرها، فقد انقطع الطريق منذ بدء الاجتياح الأخير على محافظة درعا في منتصف الشهر الماضي.

ويقول أحد سكّان المخيم لـ “ستيب”: إنّ “عناصر جيش العشائر تمنع المرضى من الحصول على تقرير طبّي يدخلون به إلى الأردن، وسط إعطاء الإبر أو الرذاذ من أشخاص تعلّموا التمريض وليس لديهم دراسة أو خبرة في مشفى التنف، بينما دخل عدّة مرضى للأردن عبر الواسطة”. ويُضيف: “شاهدت بعيني مريض كلى لديه تقرير طبّي ويترجّى أحد عناصر المعارضة لكن العنصر يقطع التقرير بكلّ قسوة، مع العلم تم إنشاء محكمة ليشتكي اللاجئ إليها لكن دون جدوى”. مشيرًا إلى أنّ المواد الغذائية متوفرة لكن لا يوجد مال لشرائها، ويوميًا هناك مطالبات بالخروج إلى الشمال السوري، أو إجراء مصالحة مع النظام بغية عودة المدنيين إلى مناطقهم.

368

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى