الشأن السوري

تاريخ حافل بالنصب والفساد لرئيس السلطة التنفذية بمحكمة الحولة

بعد سيطرة قوّات النظام على منطقة ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في السادس عشر من مايو / أيار الفائت، بدأت الشخصيات التي كانت تعمل تحت ظلّ الثورة بكشف حقيقتها وولائها لنظام الأسد.

 

وتحدّث مصدر خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” عن المدعو “هيثم الكرو” المعروف باسم “هيثم أبو كرو” الذي تزّعم منصب رئيس السلطة التنفيذية في المحكمة الشرعية في مدينة “كفرلاها” بمنطقة “الحولة” خلال سيطرة فصائل المعارضة، وأهم مبادئ تشكيل هذه المحكمة هو عدم التدّخل في النزاعات ما قبل الثورة.

 

وأضاف المصدر: أنّ “الكرو” كان الحامي الأول لهذا المبدأ لكي لا يستطيع أحد مطالبته بالأموال التي نصبها على الناس قبل هروبه إلى ليبيا، فلديه تاريخ حافل من النصب قبل بدء الثورة، ومن المعروف عنه أنّه هرب إلى ليبيا بحجة العمل لسداد ديونه، ولكن المفارقة لم يعد إلى سوريا حتّى قامت الثورة ليحتمي بكتيبة آل “كرو” التي أنشأتها هذه العائلة لمواجهة آل “جعمور” تحت اسم الجيش الحرّ؛ وفي الحقيقة العائلتين كانتا في صراع مستمرّ قبل الثورة وأثناء الثورة اشتبكتا بالأسلحة أكثر من مرّة، وفي إحداها ذهبت ضحية الاشتباك سيّدة من آل “العباس”.

 

وتابع: أنّ الرجل عمل بجدّ ليستغلّ منصبه بشكل جيّد، حيث كان أحد أزرع عرّاب المال والمعابر “بدر حجك” الذي كان يتمتع بسلطة، ولا يُمكن أن يدخل السجن حتى لو شهدت الحولة كلها بارتكابه لأيّ جرم مهما كان، فعلى سبيل المثال: حادثة الشتم بحقّ مخفر بلدة عقرب (جنوب حماة)، وعناصره (أكبر دليل) بعد أن أدين بدر بذلك، ومن المفروض أن يمكث في السجن 15 يومًا عقوبة، وتفاجأ الناس به في عقرب، وهو يضحك ساخرًا من محاكمهم، كيف لا والمنفّذ للحكم “هيثم الكرو”.

 

وأشار المصدر، إلى أنّ “هيثم” هو الوكيل الحصري لمادة الإسمنت لدى “بدر” على غرار وكالة آل “شاليش” لتوزيع الإسمنت في سوريا، كما لا يخفى على أحد في الحولة كيف كانت مناقصات الخبز المدعوم من قبل المجلس المحلّي لمدينة كفرلاها تصب دائمًا في فرن آل كرو المملوك لهيثم طيلة فترة الحصار، منوّهًا إلى أنّ وجود هذه الأفران والسيطرة على هذا الدعم كان ضروريًا من أجل تصريف الطحين الغير مطابق للمواصفات الذي كان الشبيحة يبيعونه لـ “بدر” وعلى سبيل المثال: “صفقة الطحين الأوكراني ذو الرائحة السيئة، المقدّرة بحوالي ألف كيس طحين، حيث  أُجبرَ أهالي عقرب وطلف وحربنفسه على أكلها بحجة لا يوجد غيره في السوق” فيما يزال هيثم مستمر في عمله بالخبز بعهدة النظام حاليًا.

 

أمّا عن دوره في المصالحة مع النظام مؤخرًا، فهو لا يُمكن أن يتعارض مع دور سيّده “بدر” فقد سارع لتسوية وضعه والعودة إلى حضن “بشار الأسد” آخذًا معه مبلغًا من المال يُقارب المليوني ليرة سورية كانت في رسم الأمانة العامّة في صندوق المحكمة الشرعية في كفرلاها، وأغلبها حقوق تم تحصيلها لصالح مُعيّن، ولكن لم يتم إيصالها إلى أصحابها، وأكد ذلك أحد الإداريين في المحكمة .

 

وإزاء كيفية تصرّف “هيثم” بمبلغ المليوني ليرة، فقد أكدت عدّة أطراف متطابقة من المنطقة، أنّه قام بتأهيل مبنى البلدية وطلاء أعلام النظام في شوارع “كفرلاها” ترحيبًا بمحافظ حمص “طلال البرازي” عدا عن الذبائح والولائم التي أقيمت في ما يُسمّى “أعراس وطنيّة”.

14c5a438 4ec0 46ce bdce

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى