اخبار سوريا

تركيا أمام مهلة روسيّة لحسم إدلب، فما الاحتمالات المنتظرة ؟

نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر، اليوم السبت، عن مصادر مطلعة قولها: إنّ موسكو أمهلت أنقرة حتّى انعقاد القمة “الروسية – التركية – الفرنسية – الألمانية” في السابع من سبتمبر / أيلول المقبل لـ “حسم ملف إدلب”.

 

وضغطت أنقرة على فصائل معارضة في شمال سوريا للمضي في التوحّد وتشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير” بقيادة العقيد “فضل الله الحجي” وهو قائد (فيلق الشام) و”أحمد سرحان” نائباً أولاً و “وليد المشيعل” نائباً ثانياً (الثلاثة من إدلب)، إضافة إلى تعيين “عناد الدرويش” رئيساً للأركان و “محمد منصور” نائباً آخر (وهما من حماة)، وذلك ضمن خطة ترمي إلى إعطاء مهلة لـ “هيئة تحرير الشام” كي تحلّ نفسها بحيث ينضم السوريون من التحالف ضمن الكتلة الجديدة وإيجاد آلية للأجانب من المقاتلين للخروج والذين يُقدّر عددهم بين الـ “6 آلاف و12 ألفاً”.

 

ولم يبلغ المسؤولون الأتراك قادة الفصائل المتحدّة الأفكار الموجودة في ذهن أنقرة. وبحسب المعلومات، فإنّ الخطة التركية تتضمن تقديم التدريب والتسليح لهذا التشكيل الجديد بحيث يشكل “نواةً لجيش وطني”، ليكون في سوريا ثلاثة تكتلات: “قوّات سوريا الديمقراطية” التي تضم 75 ألف مقاتل ويدعمها التحالف الدولي شمال شرقي سوريا – “الجبهة الوطنية للتحرير” وتدعمها أنقرة وتضم 70 ألفاً – “قوّات النظام” وميليشياتها التي تدعمها روسيا وإيران.

 

كذلك يُواصل الجيش التركي تحصين نقاط المراقبة، وتجهيز مشافٍ ومهابط مروحيات، في ظلّ تكتم إعلامي عمّا يقوم به إزاء إدلب، وفي هذا السياق بحث وزير الخارجية التركي “جاويش أوغلو” مع نظيره الأمريكي “مايك بومبيو” ملفي إدلب ومنبج، أمس الجمعة.

 

وفي المقابل، تواصل قوّات النظام الضغط لشنّ عمل عسكري في إدلب، وبدأت بقصف مواقع معارضين شمال حماة، لكنها لا تزال حذرة في الاقتراب من مواقع تركيا، واللافت، هو ضم الصين إلى هذه الحملة؛ إذ نقلت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام تصريحات للسفير الصيني في سوريا بأنّ بلاده ستساعد النظام في إدلب. بالإضافة إلى استعداد الوحدات الكردية المشاركة في معركة إدلب، ومما عزّز الشكوك من احتمال حصول عمل عسكري هو إجلاء قريتي “الفوعة وكفريا” الشيعيتين شمال إدلب.

 

أمّا الموقف الروسي، فيظهر التباين بالتصريحات، ففي وقت أعلن رئيس الوفد الروسي ’’ألكسندر لافرينتيف‘‘ في اجتماع أستانة 10، الثلاثاء، بأنّ موسكو لا تنوي القيام بعملية عسكريّة في إدلب، أكد وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، الخميس، بأنّه يجب القضاء على “الإرهابيين” في “إدلب” بالتزامن مع حلّ مسألة عودة اللاجئين إلى سوريا. كما أنّ الإعلام الروسي يسوّق لهجوم كبير على إدلب بحلول شهر أيلول القادم، ويقلّل من قدرة تركيا على تجاوز أزمة إيجاد حلّ لـ ”تحرير الشام”.

 

وأمام هذه الصورة تظهر احتمالات عدّة:

الأول: أن يجر النظام موسكو إلى خيارها بالتصعيد العسكري في إدلب بذريعة الهجمات على قاعدة حميميم أو فشل الجانب التركي.
الثاني: أن يذهب النظام وحيداً إلى إدلب من دون غطاء روسي؛ ما يعني احتمال انضمام الوحدات الكردية والميليشيات الإيرانية إلى العملية بهجوم على عفرين.
الثالث: أن تتبع قوّات النظام سياسة “القضم” بحيث تسيطر على مواقع استراتيجية على طريق حماة – حلب، وعلى طريق اللاذقية – جسر الشغور، وسهل الغاب.
الرابع: وصول روسيا وتركيا وأميركا وإيران إلى تفاهم الكبار، ووضع ترتيبات للشمال السوري بعد الجنوب بحيث تنتشر قوّات النظام على النقاط الحدودية.

 

المصدر: (الشرق الأوسط)

DSC00191

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى