الشأن السوري

هل بدأت طبول حربٍ باردة تُقرع بين إيران وأمريكا ؟

تحدّثت صحيفة “التايمز” البريطانية في مقال افتتاحي، اليوم الثلاثاء، عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكيّة وإيران، وقالت: إنَّ “طبول حرب باردة بدأت تقرع” بين واشنطن وطهران.

وتوقعت الصحيفة “مواجهة خطيرة بين البلدين” وذلك مع اقتراب موعد فرض واشنطن حظرًا كاملًا على صادرات النفط الإيرانيّة. كما نوّهت إلى ميليشيات تدعمها إيران في سوريا تُنافس قوّات سوريا الديمقراطيّة المدعومة من الولايات المتحدة من أجل السيطرة على الحدود العراقيّة – السوريّة.

وترى الصحيفة أنّ هجمات إيران بالصواريخ البالستيّة على مواقع تنظيم الدولة “داعش” أمس الاثنين، ليس مُجرّد عملية لمكافحة “الإرهاب”، وإنّما تنبيه لإسرائيل وأمريكا بأنَّ طهران “مستعدة للهجوم من الجوّ” حيث تسعى إيران إلى “بناء الإمبراطورية الفارسيّة في نسخة عصريّة، أمّا الولايات المتحدة فهدفها هو “تكبيل يدي حكم الملالي”.

وتضيف التايمز: أنَّ مضيق “هرمز” يُمكن أيضًا أن يُصبح نقطة مواجهة، إذ أنَّ البحريّة الإيرانيّة كفيلة بأن تجد أساليب لعرقلة حركة ناقلات النفط من الخليج العربي إلى الغرب، فقد أجرت طهران مناورات عسكريّة بالمنطقة في شهر أغسطس/ آب الماضي، وتعرّضت مُنشآت أمريكيّة في العراق إلى هجمات بالصواريخ في مدينتي البصرة وبغداد في العراق.

وتُشير الصحيفة إلى أنَّ الدبلوماسيين الإيرانيين لا يكادون يُخفون سعادتهم العارمة بأنَّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا التحقت بالصين وروسيا بهدف إيجاد سبل لتجاوز العقوبات الأمريكيّة. وترى أنَّ واجب الغرب اليوم هو قطع الرابط بين روسيا وإيران، وهي خلافات بين البلدين ينبغي استغلالها بدل الانقسام.

وأمس، أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانيّة “محمد باقري” أنَّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا. مشيرًا إلى أنَّ المرحلة الأولى من الانتقام لهجوم الأحواز تمّت، وهناك مراحل ستأتي لاحقًا. واعتبر أنّها المرّة الأولى التي “تعبر طائراتهم المسيّرة كل هذه المسافة وتنفذ مهماتها بنجاح قرب مواقع سيطرة الجيش الأمريكي”.

ومن جهتها، وصفت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) استهداف إيران بالصواريخ البالستيّة، مواقع شرقي نهر الفرات في سوريا بأنّه “تهديد للطيران المدني والعسكري، وغير مسؤول ويُصعّد التوتر”. وأكد المتحدث باسمها “سين روبرتسون” للأناضول، أنَّ إيران نفذّت هجومًا صاروخيًا ضد أهداف شرقي سوريا دون التنسيق مع التحالف الدولي. موضحًا أنَّ هكذا هجمات تُعرّض “القوّات التي تكافح داعش بشكل فعّال في سوريا للخطر”. وأشار إلى وجود قنوات تواصل لدى واشنطن مع روسيا من أجل فصل القوّات في سوريا، لكن لا يوجد تدابير مشابهة مع إيران.

المصدر: (BBC)

bbf

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى