الشأن السوري

مجلس الأمن يستهجن مزاعم روسيا الكيماويّة ويُحذّر من التصعيد بإدلب

استهجن أعضاء مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الاثنين، ادعاءات روسيا المتكرّرة حول منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” في سوريا، بأنَّها تقوم بنشاطات “إرهابيّة”، أو “تعدّ العدّة” لاستخدام الأسلحة الكيماوية في محافظة إدلب وما حولها.

وأفادت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة “كارين بيرس” خلال كلمتها في جلسة لمناقشة آخر التطوّرات في سوريا وملفات السلاح الكيماوي، بأنَّ المجلس لم يُحقّق تقدمًا كافيًّا بالملف السوري بسبب “تعنّت نظام الأسد”، إضافةً لقيام الروس بإعاقة الخروج بنتائج تحقيق متعلّقة باستخدام الأسلحة الكيميائيّة في سوريا. نافيةً ضلوع منظمة الدفاع المدني بأيّ تجاوزات على الأراضي السوريّة رغم المزاعم التي تحاول روسيا ونظام الأسد بثّها.

وبدورها، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الممثلة العليا لشؤون نزع الأسلحة “إيزومي ناكاميتسو”: إنَّه “على رغم مضي خمس سنوات على اتخاذ القرار 2118 لا يزال هناك عمل يتعيّن القيام به قبل اعتبار أن القرار طبق بالكامل، وطالما بقي استخدام الأسلحة الكيماوية قائمًا، أو أنَّ التهديد باستخدامه مستمرّ، يجب أن نُحافظ على تركيزنا على هذه المسألة.
وأشارت إلى “الادعاءات المتعلّقة بإمكان حصول استخدام مخطط له للأسلحة الكيماوية في إدلب”، مكررة مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن استمرار استخدام اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوﻴﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ المخاطر الكارثية على الوضع اﻹﻧﺴﺎني في حال وقوع عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب.

ومن جهته، أشار نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة “جوناثان كوهين” إلى أنَّ “أيَّ هجوم عسكري في إدلب سيكون تصعيدًا طائشًا سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار”، قائلًا: إنَّ استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية، الذي أكدته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشكل مستقل، وآلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، هو “دليل واضح على ضرورة تحريك العملية السياسيّة التي تقودها الأمم المتحدة”، كما “يجب أن يكون هناك انتقال سياسي وفقاً للقرار 2254 الذي يضمن العدالة ويمنع أيّ شخص، لا سيما الأسد، من استخدام الأسلحة الكيماوية مرّة أخرى”.

وطالب “كوهين” بـ ”وقف الاستفزازات وإصدار المعلومات الخاطئة من قبل نظام الأسد وروسيا، بما في ذلك محاولاتهم المستمرّة لتوجيه الاتهام الكاذب لعاملي الإسعافات الأوليّة، (الخوذ البيضاء) بالتخطيط لهجمات بالأسلحة الكيماوية في إدلب أو أيّ مكان آخر، لأن هذا أمر مثير للسخرية، خصوصًا، وأنَّ الآلية المستقلة التي أنشئت في هذا المجلس ذاته وجدت أن نظام الأسد هو الطرف المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا”.

وفي ذات الصدد، رفض المندوب الفرنسي ما وصفه بـ ”الأسلوب الانتقائي” الذي يتبعه نظام الأسد، مشيرًا إلى أنَّ حادثة استخدام السلاح الكيماوي لن تمرّ من دون ردّ، كما دعا إلى بذل جهود من أجل حماية المدنيين في سوريا وإيصال المساعدات لهم، مؤكدًا أن أولوية بلاده هي المحافظة على وقف إطلاق النار بإدلب.

وكرّر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” ادعاءات روسيا ومزاعمها بقوله: إنَّ “ما يُسمّى بالملف الكيماوي لسوريا حولته بعض الدول الغربية إلى أداة ضغط على نظام الأسد”، معتبرًا أنَّ “التحقيقات التي أجرتها الآلية المشتركة السابقة بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة دخلت في التاريخ بسبب توجهها غير المهني وتسييسها، والنتيجة المنطقية لهذه التلاعبات إنهاء عمل هذه الآلية”.
أمّا مندوب النظام السوري “بشار الجعفري” فاعتبر أنَّ “الدول التي دعت إلى اجتماع مجلس الأمن هي نفسها الدول التي سهلت امتلاك المجموعات الإرهابية المواد الكيماوية السامة”.

المصدر: (وكالات)

1020387848

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى