الشأن السوري

أبرز التصريحات السياسيّة والعسكريّة إزاء تغيير “علم الثورة” من قبل حكومة الإنقاذ!!

أثار قرار “الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري” التابعة لـ “حكومة الإنقاذ” الذراع السياسي لـ فصيل هيئة تحرير الشام، والذي يقضي باعتماد علم الثورة السوريّة كـ علم رسمي في الشمال السوري المحرّر، ولكن بعد إدخال عبارة (لا إله إلا الله) باللون الأحمر، من أجل مقتضيات المصلحة العامة، غضب العديد من السوريين.

وللوقوف على آراء بعض السياسيين والعسكريين حول هذا الموضوع، تحدّثت وكالة “ستيب الإخبارية” مع الدكتور “يحيى العريضي” الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية، “صحيح أنَّ للرموز معانٍ كبيرة، إلا أنه بالنسبة للقضية السورية لم تعد هكذا قضايا ذات تأثير كبير”.

وأضاف، “هؤلاء الذين خرجوا بهذا الاختراع الخرندعي قاموا بأمور تؤذي قضية السوريين أكثر؛ هم باستمرار وفّروا الذريعة كي يتهم العالم حراك سوريا الشريف من أجل الحرية والخلاص من الاستبداد بما يشتهيه هذا النظام ؛ وهاهم الآن يكرسون الأمر ذاته. في وقت اعتبروا علم الثورة كفرًا؛ والآن يختطفونه ويزجون فيه زورًا وبهتانًا قولًا كريما”.

وتابع “العريضي”، “على كلٍ هذا لن ينفعهم؛ علم الثورة بنجومه واضح ومعلن؛ وأن يقوموا بعملية اختطاف رخيصة كهذه لن يفيدهم. هُم أخطر من إجرام إيران والنظام ومسيرين لأمورهم. وأخطر ما يفعله المرء أن يلعب باسم الله”.

في حين، علّق العميد والمحلل العسكري “أحمد رحال” لـ وكالة “ستيب الإخبارية” عن ذات الأمر، أنَّ الحديث عن تغيير علم الثورة هو أمر خطير جدًا، لسنا ضدَّ كلمة (لا إله إلا الله)، لكن أن يوضع على العلم هو إشارة لـ لصق العلم بتنظيم القاعدة، وتغيير منهجية الثورة، ومن يريد أن ينضم للثورة فعليه أن ينضم لعلم الثورة كما هو.

وأردف قائلًا، تغيير علم الثورة بهذا الشكل يعني الإلتصاق بفكر تنظيم القاعدة، وإفقاد الثورة للكثير من الداعمين الدوليين والإقليميين، ومن المؤكد أنَّ هذا الأمر مرفوض، واعتبر أنَّ من يروّج لهذه الفكرة شريطة الانضمام لـ الثورة، (في إشارة منه للتنظيمات المتشددة) فعليه أن يغيّر من فكره ومنهجيته وأهدافه، والانضمام لأهداف ثورة الشعب السوري والقبول بـ علم الاستقلال دون أي تغيير عليه.

وأكّد العميد “رحال”، رفضه لأي تغيير قد يطرأ على علم الثورة، ورفضه أيضًا القبول بتنظيمات موضوعة على لوائح الإرهاب بالعالم، لمجرّد نيّتها في تغيير علم الثورة.

ومن جانبه، اعتبر المعارض “كمال اللبواني” في تصريح لـ وكالة “ستيب الإخبارية” أنَّ فكرة تغيير (علم الثورة) “تعكس حالة تفكك شامل، وتناقض في الرؤية لهوية سوريا”.

ورصدت ستيب نيوز تعليقاته على الموضوع حيث قال إنَّ “أول باب بالدستور هو هويّة الدولة، وأول بند فيها اسمها وعلمها، الجدل الدائر اليوم يعكس مدى الخلافات على كل شيء منذ الأساس، هذا برسم من يتنطحون لكتابة دستور نيابة عن شعب يتصارع على كل شيء، البداية ليست أبدا من الدستور، هناك الكثير يجب فعله حتى نصل لعقد وطني جديد، إذا وصلنا..”.

وأضاف اللبواني، “الجميع يريد فرض راية، ولا أحد مستعد للقبول بالديموقراطية كـ وسيلة لحل التناقضات، بغض النظر عمن طرحه”، وتساءل “ما رأيكم بهذا العلم، أليس أفضل من النجوم التي تذكرنا بالشياطين، وأنَّ هناك ١٩ دولة أوروبيّة علمانية تستخدم الصليب كـ علم لها، مثل السويد وبريطانيا والدانمارك والنرويج…”.

وتابع، “للأسف لم يهتم أحد برؤية مقدار التحول الذي رمز إليه طرح هذا العلم الجديد (التحول من دولة الإسلام، للدولة الوطنية التي تحترم الدين) الكل يتهجم على قائد هذا التحول الكبير في الطرح السياسي للمجموعات الإسلامية المتشددة، طبعًا بسبب طغيان الكراهية على التفكير المحايد، معظم من علّق كان يرى باللونين الأسود والأبيض، ولم يصل بعد لمرحلة الرؤية بالألوان المختلفة”.

“نجحت جبهة النصرة في أخذنا للمكان الخطأ، وكشفت مدى الخلط بين الإسلام وبين منهجها الإرهابي، لقد تورّط الكثيرون من خلال النقاش بكشف عدائهم وكرههم لكل ما يتعلق بالإسلام، وعدم قدرتهم على التمييز بين الدين والآيديولوجيا الإرهابية التي تتغطى به، وأثبتت وجود تحالف يهدف لشطب المسلمين جسديًا وثقافيًا، واجبارهم على التنكر لهويتهم أو الموت والرحيل، وهذا لا يقل إرهابًا عن إرهابها”.

وطرح “اللبواني” أيضًا إمكانية أن “يكون العلم فقط بالألوان الثلاثة، والذي يرمز لـ سوريا الفيدرالية على النموذج الألماني، ويكتب كل واحد على المساحة البيضاء ما يريد للتعبير عن خصوصيته”, معتبرًا أنه بهذا الشكل سيكون علم ديموقراطي.

 

fade 12 11 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى