الشأن السوري

مخيّم “زوغرة” شرقي حلب، انعدام سُبل العيش ووعودٌ متكررة للأهالي دون تنفيذ!!

عشرات المناشدات وجههّا سُكان مخيّم “زوغرة” شرقي حلب المُهجّرون من حي “الوعر” الحمصي خلال شهر مارس العام الفائت، لـ انقاذ أهالي المخيّم نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، وسط عدم توافر أبسط السبل الأساسية للعيش، من شبه انعدام الإعانة الإغاثية التي باتت تدخل المخيم كل 3 أشهر، وقلة توفر المياه الصالحة للشرب، والعديد من الاحتياجات الأساسية الأخرى.

 

وللوقوف على التفاصيل بشكل أدق، التقى مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في ريف حلب “فيصل أبو عزام” مع السيّد “محمد عبد الحي” عضو مجلس إدارة المخيم، والذي قال: إنَّ مخيّم زوغرة “يقطنه حوالي 1750 عائلة، ويعاني المخيم من سوء الخدمات العامّة، وخصوصًا أرضية المخيّم الطينية التي تُفاقم معاناة الأهالي النازحين صيفاً وشتاءً مما يشل الحركة داخل المخيم أثناء وبعد كل هطول للأمطار”.

 

وتابع، أنَّ المخيّم “عبارة عن تجمّع خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء وتمرر أسقفها وجدرانها ماء المطر مغرقة ساكنيها بشكل شبه يومي، فضلًا عن أنَّ معظم سكان المخيم يعيشون تحت خط الفقر بسبب عدم توفر فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى أنَّ معظم الأسر معتمدة على بعض الرواتب التي تقدمها الفصائل بشكل غير منتظم وغير كافية”.

 

وعن دور المنظمات المعنيّة بتوفير أساسيات العيش قال، “تمَّ التواصل مرارًا مع الجهات المحليّة المسؤولة لـ حلِّ هذه المشاكل وتذليل الصعوبات، إلّا أنَّ التجاوب كان غائبًا، أو دون الحد المطلوب، أمّا الجمعيات الإغاثية فهي تتذرع غالبًا بكثرة عدد سكان المخيم وعجزها أمام هذا العدد الكبير من السكان”.

 

وأشار إلى أنَّ هناك “وعود بإنجاز مشروع الصرف الصحي الخاص بالمخيّم، رغم طول المدة الزمنية الذي قد يستغرق عاما، وهذا يعني عام إضافي على الأمراض والأوبئة نتيجة الحفر الفنيّة البديلة”.

 

ومن جهته تحدّث الممرض “أبو جمال الحمصي” أحد مهجّري حي الوعر الحمصي لـ وكالة “ستيب الإخبارية” أنَّ المخيّم “يحوي مستوصفا مقدّما من الجانب التركي، وهو عبارة عن خيمة كبيرة وبجانبه غرفتين مسبقات الصنع للفحص، ويوجد عيادة متنقّلة بالمخيم، يرافقها طبيب وصيدلي وممرض جراحي، كما أنَّ سيارة الإسعاف الوحيدة تم سحبها منذ نحو شهر، من قبل المجلس المحلي لـ مدينة جرابلس”.

 

وأوضح أنَّ المخيم يبعد عن المناطق الحيوية الشاملة، بـ مسافة عن مدينة جرابلس (25 كم) وعن مدينة (الباب 65 كم)، ولهذا فمن الضروري تأمين سيارة اسعاف للحالات المستعجلة، كما أنَّ المستوصف مهيئ لإجراء اسعافات أولية ومعاينة طبية بسيطة، مع عدم توّفر عيادة سنيّة.

 

يُذكر أنه وفي الثاني عشر من نوفمبر الجاري، وضعت امرأة مهجّرة في مخيّم “زوغرة” مولودها في الشارع بسبب عدم توفّر سيارة إسعاف لنقلها للمستشفى، وأوضح مراسل ستيب نيوز “فيصل أبو عزام” حينها أنَّ سيارة الإسعاف الوحيدة التي كانت موجودة في المخيم، تمَّ سحبها من قبل المجلس المحلي لـ جرابلس أواخر شهر أكتوبر الفائت، دون إيضاح الأسباب.

 

وفي مايو عام 2017، سُجّلت عودة 14 عائلة مؤلفة من نحو40 شخصًا، عادوا من مخيّم “زوغرة” باتجاه حي الوعر المحاصر، بسبب انعدام مقومات الحياة داخل المخيم، وغلاء أجرة المنازل في مدينتي الباب وجرابلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى