الشأن السوري

تعرّف على أسباب الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، وما هي تداعياته!!

سرعان ما بدأت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ قرارها بشأن سحب قوّاتها من مناطق شمال شرق سوريا، حيث قال مصدر أمريكي إنه سيتم “سحب جميع موظفي وزارة الخارجية الأمريكية من سوريا خلال 24 ساعة القادمة”.

 

في حين، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض “سارة ساندرز” في بيان أصدرته اليوم الأربعاء: “بدأنا بإعادة القوّات الأمريكية إلى الوطن فيما ننتقل إلى مرحلة جديدة من هذه الحملة”.

 

وأضافت، “قبل 5 سنوات، كان داعش تنظيمًا قويًا وخطيرًا للغاية في الشرق الأوسط، والآن هزمته الولايات المتحدة، هذه الانتصارات على داعش في سوريا لا تعني نهاية التحالف العالمي أو حملته، واشنطن وحلفاؤها على استعداد لإعادة الانخراط على جميع المستويات للدفاع عن المصالح الأمريكية، وسنواصل العمل معا لحرمان الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين من التمويل والدعم وأي وسيلة لاختراق حدودنا”.

 

ومن جانبه، وصف الجناح السياسي لميليشيا الوحدات الكردية القرار الأمريكي بـ “الخيانة، والطعن بالظهر”، كما اعتبرت أنّه خنجر في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال التنظيم وخصومهم، ومن الواضح أنه لم يتم إعلامهم من قبل الإدارة الأمريكية بالقرار.

 

وتحدّثت وكالة “ستيب الإخبارية” مع عضو الائتلاف الوطني الممثل عن المجلس الكردي ورئيس حزب اليسار الديمقراطي “شلال كدّو“، الذي قال: إنَّ “القرار الأمريكي لم يكن مفاجئًا بالنسبة لنا كمجلس وطني كردي وحتى الائتلاف السوري، كونه أنَّ استراتيجية أمريكا منذ تولي ترامب وسمت بالتذبذب ولم تكن ثابتة أبدًا، وبالتالي هذا الانسحاب كان متوقعًا بين الفينة والأخرى”.

 

وأضاف، أنَّ “القرار لم يكن فقط للانسحاب من مناطق شمال شرق سوريا فقط، وإنما التواجد الأمريكي من كل سوريا، خصوصًا بعد تصريحات ترامب مؤخرًا نيّته بسحب القوّات الأمريكية من سوريا، وتراجع عنه لاحقًا”.

 

وعن ردّة فعل (قوّات سوريا الديمقراطية) من القرار، قال كدّو: إنَّ “القرار شكّل صدمة بالنسبة لقيادات قوات سوريا الديمقراطية، على الرغم من تحذيراتنا المستمرة بألا تثق باستراتيجية أمريكا، كما أننا طرحنا مسألة بقاء القوّات الأمريكية وتعاونها مع عموم الأكراد مع العديد من المسؤولين الأمريكيين، الذين بدورهم أكدّوا مرارًا أنَّ علاقاتهم مرتبطة حتى إنهاء  تواجد تنظيم داعش، ونقلنا هذا الأمر لقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي، وللأسف لم يكن هناك آذان صاغية لهذه النداءات”.

 

واعتبر أنَّ “الانسحاب سيشكّل تعاظما للدور الروسي، على اعتبار أنَّ القرار الرسمي لحكومة الأسد هو بيد الروس، ووجود واشنطن في سوريا كان يزعزع الوجود الروسي، وبعد هذا القرار ستكون كلمة الفصل بيد موسكو وبالتالي ستبسط سيطرتها على معظم أنحاء سوريا”.

 

ورأت الباحثة السياسية الدكتورة “سميرة مبيض” خلال حديثها مع وكالة “ستيب الإخبارية“، أنَّ واشنطن “حددّت أهدافها في سوريا في محاربة داعش، وخروج الميليشيات الإيرانية، ودعم العملية السياسية لتغيير جذري في نظام الحكم”.

 

وأردفت، أعتقد أنَّ “خروج قوّات الولايات المتحدة الأمريكية ينبئ بانتهاء خطر داعش من المنطقة المعنية، وبالتالي التواجد العسكري المباشر يصبح أقل أهمية، وقد يكون التوجّه بشكل أكبر اليوم وفي المستقبل القريب نحو دعم العمليّة السياسية، التي تفضي إلى تغيير سياسي مرتبط أيضًا بتحييد خطر تمدد إيران في المنطقة”.

 

وأكملت، “أعتقد أنَّ هناك استراتيجيات طويلة الأمد في المنطقة للدول المؤثرة في الشأن السوري، وهي غير متعلقة فقط بتواجد عسكري مباشر، بل بخلق حالة توازن بين القوى الفاعلة لغاية الحصول على استقرار مستدام”.

 

من جهته قال الصحفي “مسعود الفك” المختص بشؤون إيران والشرق الأوسط لـ ستيب، إنَّ “قوّات سوريا الديمقراطية تمتعت في حربها مع داعش، بدعم عسكري حاسم، ولكن لا أعتقد أنَّ التنظيم يشكّل خطرا حقيقيا لقوات سوريا الديمقراطية، وبالرغم من إعلان الانسحاب، فقد أعلنت وزارة الدفاع الاميركية بأنها تدعم حلفاءها، لأن التنظيم لم يبق منه إلّا جيوب وهي في وضع دفاعي في سوريا”.

 

وأضاف، “طبعًا حاولت وزارة الدفاع الأميركية تغيير موقف ترامب حسب ما أعلنت (نيويورك تايمز) لأنَّ الوزارة ترى بأنَّ هذا القرار ليس لصالح القوات الكردية السورية، ولكن رغم ذلك، لا أظن بأنَّ داعش يشكل خطرا على الأكراد، وقد يأتي الخطر من تركيا، ولكن واشنطن لديها أدواتها الدبلوماسية للضغط على أنقرة بهذا الخصوص ولا تحتاج قوّات عسكرية على الأرض، وأعتقد أنَّ أميركا ستستمر في دعمها السياسي واللوجستي للأكراد ومواصلة الضغط على الأطراف لأخذ الوضع الكردي بعين الاعتبار”.

 

بدوره، قال الشيخ “خالد الحماد” أمين عام جبهة الأصالة والتنمية لـ وكالة ستيب، إنّه “جرت اجتماعات بين قيادات قسد والنظام السوري في مدينة عين عيسى، حيث عرض الأخير انضمام قسد له والسماح للجيش الدخول إلى مناطق سيطرتها، بهدف حماية وجودها من الهجوم التركي”.

 

وأضاف الحماد أنه كان هناك “اقتراح أمريكي لدخول الميليشيات (البرزانية)، المعارضة للنظام السوري وعلى علاقة طيّبة مع تركيا، ويبلغ عددهم نحو 10 آلاف مقاتل، مدرّبين ومدعومين من أمريكا، وبحال دخولهم سيكون هناك قوّة عسكرية جديدة بديلة عن فصائل المعارضة في هذه المنطقة.

 

وأشار الحماد إلى أنَّ” هناك اتفاق دولي سري، ستظهر تفاصيله قريبا، يعطي النظام الضوء الأخضر للسيطرة على الرقة وأجزاء من الحسكة مقابل دخول للأتراك بعمق 20 إلى  40 كم على طول الحدود”.

 

usa19122018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى