الشأن السوري

صحيفة أمريكية – الحرب على إيران ستمتد إلى الشرق الأوسط

حذرت صحيفة “ناشيونال إنتيرست” الأمريكية، اليوم الأربعاء، من تداعيات اندلاع حرب في منطقة الخليج العربي.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تحليل إخباري لها، إن الحرب إذا ما اندلعت لن تتوقف عند إيران وإنما ستمتد إلى كامل خريطة الشرق الأوسط، وستشمل العراق وسوريا ولبنان و “إسرائيل” والسعودية واليمن وفلسطين، بالإضافة إلى مياه الخليج العربي وخليج عُمان.

وتابعت الصحيفة، أن قوس الصراع يمتد من المياه قبالة سواحل قبرص إلى خليج عُمان، حيث تم إسقاط الطائرة الأمريكية من قبل إيران، ويصل إلى مدينة أبها (جنوب غرب السعودية) التي باتت تحت نيران جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران.

وأشارت إلى أن هذا الخط الذي يمتد على مسافة ثلاثة آلاف ميل يرسم خط سير الصراع بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، ما يجعل الصراع معقدًا، وأيضًا يكشف عن مدى قدرة إيران على فتح جبهات من خلال حلفائها في حال شنت الولايات المتحدة الحرب عليها.

إيران تدعم ميليشيات في العراق وسوريا

وتؤكد الصحيفة أن إيران تدعم ميليشيات مسلحة خاصة في العراق وسوريا، كما أنها تدعم حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن، حيث تقدم طهران الدعم المالي والعسكري إلى حزب الله، من خلال ترسانة أسلحة صاروخية تصل إلى نحو 150 ألف صاروخ، الأمر الذي يجعل “إسرائيل” تحت نطاق هذه الصواريخ.

وبالنسبة لسوريا، فقد أنشأت إيران بنية تحتية لميليشياتها وقواعد ثابتة للحرس الثوري الإيراني، بعد أن قاتلا إلى جانب نظام بشار الأسد وساهما في قمع ثورة الشعب السوري التي بدأت عام 2011.

السعي إلى تقليص وجود إيران في سوريا

تم الكشف عن هذه البنى التحتية خلال التوترات مع “إسرائيل”، حيث شنّت الأخيرة نحو ألف غارة ضد أهداف في دمشق واللاذقية وحمص، سعيًا منها إلى تقليص حجم الوجود الإيراني في سوريا.

وهذه الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية داخل سوريا وضعت نظام الأسد في موضع حرج، فلم يقم الأخير بأي دور لحماية المواقع الإيرانية أثناء الاستهداف، ويبدوا أن هناك أمرًا غير واضح في هذا الموضوع، كما تقول الصحيفة.

المواجهة الأميركية الإيرانية

وبحسب الصحيفة، فإن قوس المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران سيمتد من أسفل نهر الفرات في سوريا، حيث هزمت القوات الأمريكية وشركاؤها تنظيم “داعش”، إلى قاعدة التنف الصحراوية في الأراضي السورية قرب الحدود العراقية، إلى العراق، حيث توجد القوات الأمريكية هناك.

وتضيف الصحيفة أنه في ربيع العام 2018، أشار تقرير مفصل لوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الدعم الإيراني لميليشيات معينة ضمن “الحشد الشعبي” في العراق يشكل أكبر تهديد لسلامة الأمريكيين في العراق.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام 2018، قال الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم العراق لمراقبة إيران، ما دفع المسؤولين العراقيين إلى الرد على هذه التصريحات بضرورة ألَّا يتحول العراق إلى منطقة نزاع بين واشنطن وطهران.

وتؤكد الصحيفة، أن قوس الصراع الأمريكي الإيراني لن يكون مقتصرًا على إيران، ومن ثمَّ فإن أي صفقة مستقبلية بين واشنطن وإيران يجب أن تأخذ بعين الاعتبار جميع التوترات التي تخلقها إيران، من لبنان إلى اليمن.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قالت في تقريرٍ قبل أيام إن نذر المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران بدأت تلوح في الأفق في ظل تصاعد حُمّى التصريحات المتبادلة بين الطرفين.

ففي طهران وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بأنه “مشلول عقليًّا”، منددًا بالعقوبات الجديدة التي طالت المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وكان “ترامب” قد قال في تغريدة له عبر موقع “تويتر”، إنه مستعد لمواصلة الضغط على الاقتصاد الإيراني والقيادة الإيرانية لحين تلبية “المطالب البسيطة للغاية، وهي: لا وجود للأسلحة النووية ولا رعاية للإرهاب”.

وتصاعدت حدة التوتر في منطقة الخليج العربي، عقب تعرض ناقلتي نفط في بحر عمان بالإضافة إلى أربع سفن تجارية بالقرب من ميناء الفجيرة بالإمارات لاعتداءات من جانب جهات مجهولة، خلال أقل من شهر فيما تتجه أصابع الاتهام نحو إيران.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني أعلن إسقاط طائرة استطلاع أمريكية حديثة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز الشهر الماضي، وأقر الجيش الأمريكي بما أعلنه “الحرس الثوري”، ولكنه قال إن الطائرة كانت على بُعد 34 كيلومترًا تقريبًا من المجال الجوي الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى