الشأن السوري

تزايد عمليات الخطف والقتل بين درعا والسويداء، تعرف على الجهات التي تقف وراء ذلك

ارتفعت حدّة التوترات مؤخراً بين محافظتي درعا والسويداء، نتيجة قيام عصابات مجهولة بعمليات خطف لمدنيين من كلا المحافظتين، وطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنهم أو قتلهم، ولعبت بعض الجهات دوراً هامّاً بإثارة الفتنة بين المحافظتين لتصبح عمليات الخطف شبه يومية ومتبادلة بينهم.

وخلال الأسبوع الفائت، عثر أهالي بلدة خربة غزالة في ريف درعا الشرقي، على جثّة شاب من السويداء، يدعى “إسكندر شامخ أبو زيدان”، ملقاة على الطريق الدولي دمشق – درعا، وكان الشاب عائدًا من السعودية، حيث كان يعمل هناك، بعد غياب 5 سنوات، فيما وُجدت سيارته في مقبرة خربة غزالة.

وتحدثت شبكات إخبارية محلّية، الثلاثاء 26 من تشرين الثاني، أنّ العقيد في صفوف النظام “ظافر طرودي المخول”، اختطف في أثناء خروجه من قرية “صما الهنيدات” غربي السويداء، إلى مكان خدمته في محافظة درعا.

وفي الطرف المقابل، تعرض الطبيب الجراح “محمد الحريري”، من أبناء درعا، لاختطاف في مكان عمله بمشفى بلدة المغير بمحافظة السويداء، في 20 من تشرين الثاني الحالي، على يد مجهولين، ليبقى مصيره مجهولًا، وسط مناشدات للكشف عن مصيره.

ووجه الشيخ “محمد الحريري” من أبناء درعا، رسالة إلى مشايخ السويداء يناشدهم من خلالها بالإفراج عن الطبيب الحريري نشرتها الشبكات المحلية، وقال فيها ،”ليس الطبيب الذي يكون رهينة، فهو صاحب رسالة إنسانية، ومرضاه بأمس الحاجة إليه، ونحن لم نكن يومًا إلا إخوة متحابين لا نقدم إلا الخير للجميع، ولو كان طلبكم عندنا آل الحريري فأبشروا وكلنا فدوة لكم ولكننا لم نكن يومًا أهل خطف واختطاف وما تعلمنا إلا الإحسان للناس وكلمة السلام”، بحسب تعبيره.

وفي حديث خاص لوكالة “ستيب نيوز” قال الحقوقي ونقيب المحامين الأحرار السابق بدرعا، “سليمان القرفان”: أعتقد أنّ الجهة الوحيدة التي تقف وراء إثارة الفتنة بين السهل والجبل، هي قوات النظام والتي تخشى التوافق والتكاتف بين المحافظتين، ويعرفون أنّ كلا المنطقتين يتأثرون بالمواقف الرجولية التي تصدر عن أبنائهم”.

ويضيف: “نعلم أنّ إخوتنا في السويداء لهم موقف مشرّف بعدم زجّ أبنائهم في خدمة قوات النظام، إضافة لإيوائهم أبناء درعا المهجّرين على مدى سنوات، وهذا الأمر لا يروق للأجهزة الأمنية التابعة للنظام”.

وبيّن “القرفان” أنّ ما يجري بدرعا من توترات وخوف النظام من فقدان السيطرة على درعا مؤخراً، جهله يثير هذه الفتنة لإشغال المنطقة بها من جهة، ولتحييد السويداء خوفاً من انجراراها ضمن الصراع الذي دخلته درعا ضدّ اجهزة النظام الأمنية، معتبراً أنّ النظام يعمل بسياسة “فرّق تسد”، حسب وصفه.

وأشار إلى أنّه من الضروري تدخل العقلاء والوجهاء ومشايخ المحافظتين وإظهار القواسم والعوامل المشتركة بينهما، لمنع الانجرار وراء الفتنة المحاكة ضدّهم، ووقف عمليات الخطف الدخيلة على المجتمع، ومحاسبة من يقف ورائها ويساعد أجهزة النظام الأمنية فيها، لمنع تحقيق أهداف النظام المرجوّة منها.

ومن جانبه تحدث لوكالة “ستيب نيوز”، المعارض السياسي من أبناء السويداء “منصور خزعل” وقال: “عصابات الخطف بالسويداء ودرعا هي أذرع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وهي شبكة واحدة ومعروفين بالاسم لدى أبناء السويداء، حيث شكلوا ميليشيات تحت مسميات متعددة”.

ويضيف: “هدف هذه الميليشيات زرع الذعر والخوف ودفع الناس بالمحافظة للرد المسلح عليها الذي ينتج صراع اهلي يحاول الناس تجنبه ولكنّه بات واقعاً لا محالة،  لأنّ الأوضاع تزداد سوءاً”.

وبيّن أنّ الجميع واعي للعبة حول ما يجري بين درعا والسويداء، مؤكّداً أنّه لن يحدث صراع أو قتال بينهما، مشيراً في الوقت نفسه أنّ الوضع الداخلي بالسويداء أصبح سيئاً، وازداد التململ لدى الناس من هذا الوضع، متوقعاً أنّ الانفجار هناك بات قريباً، حسب وصفه.

الجدير ذكره أنّ قوات النظام وأفرعها المتمثلة “بالمخابرات الجوية والأمن العسكري” إضافةً للقطع العسكرية لقوات النظام المنتشرة بين المحافظتين، وعشرات معسكرات الميليشيات “الإيرانية” تنتشر بشكل مكثّف بالمنطقة بين درعا والسويداء والتي تشهد عمليات الخطف اليومية، فيما تؤكّد مصادر محلّية هناك عن أنّ هذه الأطراف تسهّل عمل العصابات في الخطف والخطف المتبادل بتلك المنطقة.

30112019 8

اقرأ أيضاً :

بعد غيابه لعام.. علم الثورة يُرفع مجددًا في مظاهرات درعا (صور)

خاص لستيب|| إيران تُعزز دعم ميليشيا “الدفاع الوطني” بالسويداء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى