اخبار العالمسلايد رئيسي

أردوغان يبلغ بوتين بما ستفعله أنقرة لمنع وقوع “كارثة”.. وزعيم الكرملين يقرر إنقاذ منطقة فقط

بعد أن علقت موسكو مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود دون إبلاغ تركيا بذلك، اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الثلاثاء، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأبلغه بما ستفعله أنقرة، فيما أكد زعيم الكرملين أنه سيزود منطقة إفريقيا بالحبوب والأسمدة مجاناً.

54

أردوغان يتصل ببوتين

قالت الرئاسة التركية في بيان: “أجرى الرئيس رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، مضيفاً “تم خلال المحادثة بحث القضايا الإقليمية، وخاصةً آخر التطورات في الأزمة الروسية الأوكرانية”.

وبحسب البيان، فإن أردوغان أبلغ بوتين بأن “أنقرة تبذل جهوداً مع جميع الأطراف لمعالجة تطبيق اتفاق الحبوب”، كما أبلغه أيضاً “ثقته بتأسيس تعاون يركز على الحل في ما يخص نقل الحبوب الأوكرانية”.

أردوغان يسعى لإقناع روسيا

ويوم أمس الاثنين، قال الرئيس التركي، وهو أحد رعاة الاتفاق الذي وقع في إسطنبول، إنَّ بلاده ستواصل بذل جهودها من أجل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الرغم من التردد الروسي.

وأضاف أردوغان: “حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية”.

تأتي مساعي الرئيس التركي، على الرغم من أن روسيا لم تبلغ تركيا فوراً بقرارها بشأن تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب.

وفي وقتٍ سابق من اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو بحث هاتفياً مع نظيره التركي خلوصي أكار، قرار الجانب الروسي تعليق مشاركته في اتفاق الحبوب.

بوتين يقرر إنقاذ منطقة فقط

في السياق، قال الرئيس الروسي إنَّ عودة موسكو إلى صفقة الحبوب ممكنة بعد التحقيق في الهجوم على سيفاستوبول، وضمانات أمنية من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب لأغراض عسكرية.

وأشار بوتين لأردوغان، بحسب بيان للكرملين، إلى عدم الوفاء بالجزء الثاني من صفقة الحبوب، بفتح تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

كما أكد الرئيس الروسي، استعداد موسكو لتزويد إفريقيا بكميات كبيرة من الحبوب والأسمدة مجانا، مشدداً على أن مهمة توفير الغذاء كأولوية للدول الأشد احتياجاً لم تكتمل بعد.

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

وسمح الاتفاق حتى الآن بتصدير أكثر من 9,5 مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في أواخر شباط/فبراير.

سبب تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب

أعلنت روسيا، السبت الماضي، تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي يضمن مواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوية للإمدادات الغذائية للدول الفقيرة، وذلك بعد هجوم بطائرات مسيرة استهدف سفناً روسية في شبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام: “بالنظر الى العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين ضد سفن في أسطول البحر الأسود وسفن مدنية تشارك في ضمان أمن ممرات نقل الحبوب، تعلق روسيا مشاركتها في تطبيق الاتفاق حول صادرات المنتجات الزراعية من المرافئ الأوكرانية”.

في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني، إنَّ روسيا تسعى لإغلاق ممرات الحبوب “بذريعة كاذبة”، داعياً المجتمع الدولي للضغط على موسكو للعودة إلى اتفاق صادرات الحبوب.

وكان الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، جدد في بيان “التزامه الثابت” بالاتفاقيات التي تهدف إلى ضمان وصول الحبوب والأسمدة من أوكرانيا والاتحاد الروسي إلى الأسواق العالمية بالسرعة والسعر اللازمين لتجنب أزمة الغذاء العالمية وضمان الأمن الغذائي.

وحثّ جميع الأطراف على بذل كل الجهود لتجديد مبادرة حبوب البحر الأسود وتنفيذ كلتا الاتفاقيتين على أكمل وجه، بما في ذلك التعجيل بإزالة أي عوائق متبقية أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وأعلن أن “الحكومات وشركات الشحن وتجار الحبوب والأسمدة والمزارعين في جميع أنحاء العالم يبحثون الآن عن توضيح بشأن المستقبل”.

ومن المقرر أن تنتهي فعالية مبادرة حبوب البحر الأسود، وهي اتفاقية توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، والتي تم اقتراحها لإعادة تصدير القمح والأسمدة الحيوية من أوكرانيا إلى بقية العالم، في النصف الثاني من نوفمبر الجاري، ولكن كان بالإمكان تمديدها، إذا وافقت جميع الأطراف، بيد أن قرار روسيا اليوم يضع الأمن الغذائي العالمي على المحك، مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى