الشأن السوري

كُرد سوريا يُشعلون نار “كاوا حداد” في عيد النيروز

بعد يومين على دخول القوات التركية إلى عفرين، وإسقاط تمثال “كاوا حداد” والذي يُعتبر أكبر رمزية تاريخية وقومية للشعب الكُردي، يحتفل أكراد سوريا اليوم بمناسبة عيد “النيروز” بمناطقهم في إقليم “روج آفا” تجسيداً لمقاوتهم ووحدة صفوفهم، في حين لم تمنعهم الظروف المأساوية التي عاشوها في الأيام الماضية من الاحتفال هذا العام، رغم أنّ أهم دلالاتها الرمزية تعرضت قبل أيام لتكسير وهدم وشتم على يد القوات التي سيطرت على مدينة “عفرين” شمالي حلب، ولم تكن تلك المعركة عائقاً لمنعهم من الغناء والرقص بأهازيجهم الكردية رغم كل الصراعات التي تعصف بمنطقتهم.

وتأتي أهمية الحالة الرمزية والمحورية لـ كاوا الحداد في التاريخ الكردي على أنها رمز إلى العمل والكفاح والنضال والحرية والانعتاق من العبودية، والحالة الثورية على طغيان الحكام والملوك والرؤساء والأنظمة الإستبدادية التي منعتهم مراراً من الاحتفال بعيدهم القومي، في حين لا يغيب اسم “كاوا” من تنغيمات الأغاني الشعبية التقليدية الكردية.

وبحسب القصة التاريخية الشهيرة “الشاهنامة” التي تناقلها باحثين في التاريخ الكردي، حيث روّت القصة أنّ ملكاً فارسياً يدعى “أزدهاك” كان يستبيح الدماء الكردية عبر أكله لأدمغة الأطفال الكُرد بسبب إصابته بمرض نادر، فكان عليه أن يأكل كل يوم دماغاً لطفلين كرديين كي لا يموت، فثار عليه كاوا الحداد وقتله بمطرقته (بسبب امتهانه الحدادة)، وقام بإشعال النيران فوق قمة الجبل، وهذه كانت الإشارة التي أرسلها لقومه معلناً قتله لـ الملك الفارسي، معلناً الحرية والخلاص من ظلمه، فخرج الناس في اليوم التالي واحتفلوا وأشعلوا النار على رؤوس الجبال، حتى أمست رمزية كُردية وعيداً يحتفل به كل عام.

الصور لجانب من احتفالات أكراد مدينة القامشلي بقدوم عيد النوروز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى