حورات خاصة

خاص|| محلل سياسي تركي يكشف لـ”ستيب” خفايا تفاصيل الإتفاق الروسي التركي بشأن إدلب

أعلن الجانبان (التركي والروسي) أمس الخميس، التوصل إلى اتفاق هدنة في شمال غرب سوريا بين الأطراف المتنازعة هناك، وجاء ذلك بعد لقاءات بين الطرفين برئاسة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان”.

يأتي هذا الإعلان بعد تقدم أحرزته قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها بدعم روسي، على حساب فصائل المعارضة السورية و”هيئة تحرير الشام”، في مناطق شرق وجنوب شرقي محافظة إدلب، الأمر الذي تسبب بتهجير الآلاف من المدنيين من هناك، بموجة نزوح ووصفت بالأسوأ منذ بدء الثورة السورية.

وفي قراءةٍ للأحداث التي تجري ومدى إمكانية تطبيق هدنة بمحافظة إدلب، وإلتزام النظام السوري وقوّاته بها، تحدّث لوكالة ستيب الإخبارية، المحلل السياسي التركي، “طه أوغلو”.

وقال: “اللقاء الذي جمع أردوغان- بوتين هذه المرّة اختلف عن اللقاءات التي جمعت الرجلين خلال الأشهر الماضية فيما يتعلق بكثرة وتقاطع الملفات التي شهدتها المنطقة مؤخراً من مقتل” سيلماني” والتصعيد الأمريكي الإيراني الأخير.

ويوضّح “أوغلو”، أنّه بالرغم من البيان (التركي – الروسي) الذي خرج عقب القمة والتأكيد على ضرورة ضمان التهدئة في إدلب عبر تنفيذ جميع بنود الاتفاقيات المتعلقة بها وضرورة الإلتزام بحماية سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها، إلا أنّ المعطيات على الأرض كانت عكس ذلك.

مشيراً إلى أنّ تصريحات “بوتين والأسد” حملت إشارات لا تبشر بالخير لأهالي إدلب، خلال لقائهما الأخير في دمشق، والذي سبق اللقاء بالرئيس التركي.

وأكّد بذات الوقت أنّ هناك تفاهمات بين الجانب الروسي والجانب التركي على مستقبل الكثير من المناطق الواقعة في شمال سوريا، سواء في الشمال الشرقي والشمال الغربي، بما فيها إدلب، وهذه التفاهمات ما زالت في طيّ الكتمان، بحسب تعبيره.

وتحدث عن أنَّ الموقف التركي بات ضعيفاً وظهر ضعفه إلى الواجهة بعد أستانا 13، وإصرار روسيا على إعادة السيطرة على كلّ ريف إدلب، مع ترك منطقة أمان حدودية للطرف التركي المتعلقة بنقاط المراقبة التركية.

ويرى من خلال تحليله للموقف التركي الضعيف حالياً أنّ النظام السوري سيواصل مدعوماً بقواتٍ روسية حملته حتى استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية مهمّة في تلك المنطقة، مثل “معرة النعمان وسراقب” بهدف السيطرة على الطريق الدولي الذي يربط حلب بالعاصمة.

ويقول “أوغلو”: “إذا وضعنا الملف الليبي في ميزان الحسابات التركية الروسية أتصور أنّ الخطوات التركية القادمة في إدلب ستكون ضعيفة، لا سيما حاجة الطرف التركي للدعم الروسي هناك، وبالتالي، لا أعتقد أنّ روسيا سوف تقدّم أيّ تنازل لتركيا في إدلب في غضون الأيام القادمة”.

يشار إلى أنّ روسيا كانت قدّ طلبت من وفد تركي زار “موسكو” قبل نحو أسبوع، عدداً من الشروط من أجل أن يوقف النظام السوري والمليشيات التابعة له حملته على إدلب، وأُجّل حينها البتّ بالأمر إلى حين اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركي، ومن أبرز الشروط التي طلبتها روسيا حينها، فرض سيطرة النظام على الطريق الدولي المار من مدينة “معرة النعمان” ويصل حلب بدمشق، إضافةً لإعادة مؤسسات النظام السوري للعمل بإدلب ورفع علم النظام السوري عليها هناك، وشروط أخرى رآها الجانب التركي بالتعجزية حينها.

ولا يزال الاتفاق (الروسي التركي) غامضاً، ولم يتضح منه سوى الهدنة المعلنة في إدلب، فيما لم يشار إلى باقي النقاط الجدلية التي تطلبها روسيا، كم لم يتناول الحديث وضع عمليات “نبع السلام” بالحسبان، حيث يتخوّف الأهالي بإدلب من مقايضة ما قدّ توقعها تركيا بين شرق وغرب الشمال السوري، بحسب الأولية والمصلحة الخاصّة بتركيا.

اقرأ أيضًا: حوار خاص|| رئيس مجموعة عمل اقتصاد سورية: “تعويم الليرة السورية وطباعة أوراق نقدية جديدة له نتائج كارثية عليها”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى