علوم وتكنلوجيا

حروب الفضاء أقرب من أي وقتٍ مضى والمقذوفات الفضائية “الطائشة” تهدد بتدمير كوكبنا الأزرق

يوماً بعد يوم يتعزز التصور المستقبلي لكثيرٍ من الدول العظمى أنّ حروب الفضاء باتت أقرب من أيّ وقتٍ مضى، خاصّةً في ظل تركيز جهودها على توسيع نطاق تلك الحروب التي لم تستثنِ الفضاء الخارجي، الأمر الذي روّج لتطوير الأسلحة المستخدمة في هذا النوع من الحروب بالتوازي مع تطوير أدوات التصدي لها.

تعريف حروب الفضاء وأنواعها

وتعرّف “حروب الفضاء” على أنّها الحروب التي تجري في الفضاء الخارجي، وتشمل حرب الفضاء ثلاثة أنواعٍ من المعارك: الأولى منها: “أرض- فضاء”، مثل مهاجمة القوات البرية للأقمار الصناعية، والثانية: معارك “فضاء- فضاء”، مثل الأقمار الصناعية التي تهاجم الأقمار الصناعية الأخرى، والثالثة: معارك “فضاء- أرض”، مثل الأقمار الصناعية التي تهاجم أهدافاً أرضية.

معركة الفضاء.. روسيا تدمر قمراً صناعياً وأمريكا تحذّر من “العواقب”

حروب الفضاء مؤطرة ضمن اتفاقيات تنظيمية

وكغيرها من أنماط الحروب، تمّ تأطيرها ضمن اتفاقياتٍ تنظّم هذا النوع من الصراعات التي تحدث في الفضاء، والتي تهدف كذلك إلى الحدّ من إقامة أنظمة الأسلحة الفضائية، خاصّةً النووية منها.

فمنذ ثمانينات القرن الماضي، وتحديداً في عام 1985 م، تأسست قيادة القوات الفضائية الأمريكية، ثم انضمت إلى القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة في عام 2002، تاركةً قوات الفضاء الأمريكية (قيادة قوات الفضاء الجوية سابقاً) لتكون القوة الفضائية العسكرية الأساسية للولايات المتحدة.

هل تصورت شكل “حروب المستقبل” كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟

تاريخ تأسيس قوات الفضاء الروسية

في حين تأسست قوات الفضاء الروسية في تاريخ الـ 10 من شهر آب/ أغسطس عام 1992 م، ثم بعد ذلك تحوّلت إلى قطاعٍ مستقلٍّ داخل الجيش الروسي من تاريخ الـ 1 من شهر يونيو/ حزيران عام 2001 حتى تم استبدالها بقوات الدفاع الجوي والفضائي الروسية التي بدأت العمل بتاريخ الـ 1 من شهر ديسمبر 2011، ثمّ أُعيد إنشاؤها ثانيةً لتكون تابعةً للقوات الجوية والفضائية الروسية يوم الـ 1 من آب/ أغسطس عام 2015.

تمّ وضع نظرياتٍ لمختلف تصاميم الأسلحة التي يمكن استخدامها في الحروب بالفضاء الخارجي، وتم اختبار العديد من هذه التصميمات في أواخر السبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي.

اعتبرت حرب الفضاء في البداية امتداداً للحرب النووية، واستندت العديد من الأنظمة النظرية على تدمير الصواريخ البرية أو البحرية أو الدفاع عنها، فيما لم تحاول أيُّ دولةٍ تصميم صواريخ تطلق من الفضاء بسبب معاهدة الفضاء الخارجي ، التي تحظر استخدام أو اختبار أو تخزين أي أسلحة نووية خارج الغلاف الجوي للأرض.

تنوعت أنظمة الأسلحة المقترحة في هذا النوع من الحروب، وذلك بدءاً من الوسائل المشابهة للأنظمة المضادة للصواريخ الأرضية والفضائية من حيث البساطة، حتى وصلت إلى أنظمة “الريلغان” (مطلقات قذائف كهرومغناطيسية )، والليزر الفضائي، والألغام المدارية والأسلحة المماثلة.

وقد تم اتخاذ إجراءاتٍ جادة لنشر هذه الأنظمة العسكرية في منتصف الثمانينيات تحت شعار “مبادرة الدفاع الاستراتيجي”، التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان عام 1983 ، والتي استخدم فيها مصطلح “إمبراطورية الشر” والتي كان يقصد فيها الاتحاد السوفيتي ، ولهذا عُرفت المبادرة باسمها الشهير “حرب النجوم”.

نشر أسلحة الفضاء

تعتمد معظم الاتصالات العالمية بشكلٍ كبير على وجود أقمارٍ صناعيةٍ في مدارٍ حول الأرض،  والحاجة إلى حماية هذه الممتلكات ستكون بمثابة عاملٍ مشجعٍ للدول التي تعتمد عليها على التفكير في نشر العديد من أسلحة الفضاء، خاصة في حالة النزاعات التي تحدث بين الدول المتقدمة التي لديها إمكانية الوصول إلى الفضاء.

ينفذ سلاح الجو الأمريكي ، منذ عام 2017 ، تدريباتٍ عسكريةً سنوية تسمى “راية الفضاء” في قاعدة بيترسون الجوية ، والتي تدور حول وجود فريق أحمر يحاكي محاولات مهاجمة أقمار صناعية أمريكية.

روسيا تجرب صاروخاً مضاداً للأقمار الصناعية

ومؤخراً قامت روسيا بتجربة “صاروخ” مضاد للأقمار الصناعية في الفضاء، وهو ما خلّف آلافاً من المقذوفات وقطع الحطام التي تشكل خطراً على الأرض، الأمر الذي أدانته الولايات المتحدة الأمريكية بشدة على اعتبار أنّ هذه التجربة قد أحيت المخاوف من تحوّل الفضاء إلى ساحة حربٍ بين القوى العظمى.

حروب الفضاء أقرب من أي وقتٍ مضى والمقذوفات الفضائية "الطائشة" تهدد بتدمير كوكبنا الأزرق
حروب الفضاء أقرب من أي وقتٍ مضى والمقذوفات الفضائية “الطائشة” تهدد بتدمير كوكبنا الأزرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى