علوم وتكنلوجيا

هل تصورت شكل “حروب المستقبل” كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟

“حروب المستقبل” عنوان يشغل بال كثيرٍ من الدول والقوى العظمى، التي تعمل بشكلٍ متوازٍ على تعزيز مواقفها الدفاعية وقواها الاستراتيجية، فيما تتهيأ بالمقابل بأكمل صورةٍ ممكنة لتوقع والتعامل مع أشكال الحروب المستقبلية التي تطرّق لها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في إحدى أحدث تصريحاته التي أكد فيها أنّ بلاده تستعد لصراعٍ محتملٍ مستقبلاً يختلف عن “الحروب القديمة”، يُنبئ بالتحول إلى نمط حروب غير تقليدية، كالتي استهلكت وزارة الدفاع الأمريكية لفترةٍ طويلة.

حروب المستقبل وحشد التقدم التكنولوجي

وخلال حديثه، دعا “أوستن” إلى “حشد التقدم التكنولوجي وتحسين دمج العمليات العسكرية على الصعيد العالمي”، من أجل “فهم أسرع، واتخاذ قرار أسرع، والعمل بصورة أسرع”، مضيفاً أنّ: “الطريقة التي سنقاتل بها في الحرب الرئيسية المقبلة ستبدو مختلفة تماماً”.

نمط جديد وغير تقليدي

التصريحات الأمريكية التي اتخذت طابعاً تحذيراً من الحروب المستقبلية التي أكدت بأنّها ستتخذ نمطاً جديداً وغير تقليدي، الأمر الذي يعكس وجود تصور مختلف حول صراعات وحروب المستقبل، كما يترك الخيال للمتلقي بأن يسبح في آفاق ما يمكن أن يحصل وكيف سيكون التعامل معه.

مجموعة “فاغنر” الروسيّة.. ما الذي تعرفه عن “جيش ظل موسكو” وعن زعيمها “طباخ بوتين”؟!

تطورات مطردة بالحروب العسكرية وأدواتها

 لكن بعيداً عن الخيال لو عدنا عقوداً للخلف وتحديداً إلى نهايات الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، نلاحظ أنّ مختلف الحروب العسكرية وأدواتها تشهد تطوراتٍ مطردة أقل ما يمكن أن توصف به أنها ثورية.

ففي عام 1956 م طوّرت البحرية الأمريكية وسائل التواصل والاتصالات وأنشأت الشبكة الداخلية للتواصل، والتي كانت البذرة الأولى ونواة تأسيس لما عُرف لاحقاً باسم “الشبكة العنكبوتية العالمية” أو كما أصبحت تُعرف باسم “الإنترنت” حالياً.

بدوره، طوّر الاتحاد السوفيتي ترسانة مهمّة من الأسلحة الكيميائية المعقدة، ثم تبعتها مرحلة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات متعددة الرؤوس، والتي أحدثت نقلةً نوعيةً هائلة في قدرات كل فريق، وساهمت في زيادة التهديد وقدرات التدمير لكلٍّ منهما.

وكذلك زاد الاعتماد وبشكل كبير وأساسي على أجهزة الأقمار الصناعية المنتشرة وبشكل هائل في أنحاء العالم للمعلومات والمراقبة والتحليل والتجسس.

تطورات رئيسية في نظام الأسلحة التقليدية

ومع مرور الزمن، حدثت العديد من التطورات الرئيسية في نظام الأسلحة التقليدية، والتي شملت السفن وحاملات الطائرات والطائرات النفاثة المقاتلة والغواصات والدبابات والعربات المدرعة والمصفحة والرادارات وأنظمة مراقبة الحدود، فضلاً عن زيادة الاعتماد بشكل كبير وأساسي على أجهزة الأقمار الصناعية التي تنتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم للمعلومات والمراقبة والتحليل والتجسس.

وساعد في هذا الصدد التطور المذهل الذي طرأ على مجالات الحاسبات الآلية وتطور قدرات الذكاء الاصطناعي فيها إلى الإسهام في زيادة قدرات التحليل والتقييم وفرز كافة المعلومات التي تقدّم إليها.

متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة.. تعرّف على “بلاك ووتر” والفضائح التي لحقتها

نمط الحروب المستقبلية

أمّا النمط الجديد الذي ستتخذه الحروب المستقبلية، فيعتمد على مخرجات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، التي أحدثت طفرة هائلة في الصناعات الدفاعية والعسكرية، ما سينعكس بشكلٍ مباشرٍ على جيوش المستقبل وطبيعة المهام، التي قد تقوم بها، في إدارة الحروب.

مما لا شك فيه أن الحديث عن الصراعات والحروب المستقبلية يتطلّب من جيوش العالم الاستعداد لمواكبة متطلباتهم والتعرف على أدواتهم ، حتى يكونوا قادرين على مواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات التي قد تواجههم حول الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للدول.

ويعتقد الخبراء العسكريون أنّ جيوش المستقبل ستختلف في ملامحها وطبيعة مهامها عن الجيوش التقليدية، حيث ستركز بشكل أساسي على الجودة والنوعية، سواء فيما يتعلق بالعنصر البشري أو الأسلحة ، وعلى أنّها ستكون أقرب إلى قوة شاملة صغيرة ، تمتلك عدداً كافياً من الأفراد المؤهلين والمعدات العسكرية الحديثة القادرة على هزيمة قوات العدو التقليدية الضخمة.

هل تصورت شكل "حروب المستقبل" كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟
هل تصورت شكل “حروب المستقبل” كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى