مجموعةٌ أمنيةٌ مسلحةٌ روسيّة تعرف بمجموعة “فاغنر” الروسية، والتي يلقّبها البعض بـ “بلاك ووتر” الروسيّة،  يرتبط اسمها بعددٍ من النزاعات الدائرة في بقاعٍ عدّة، لكنّ نزاعاً واحداً هو الأكثر أهميةً لروسيا أبرز المجموعة ووضعها في مقدّمة المشهد، وذلك في عام 2014، ألا وهو النزاع الروسي _ الأوكراني حول شبه جزيرة القرم، والذي انتهى بضمها لصالح الدب الروسي، فيما أطلقت بالمقابل سيلاً من الاتهامات عن دعم هذه المجموعة المقربة من بوتين شخصياً بدعم الانفصاليين وترجيح كفة موسكو.

مجموعة “فاغنر” الروسيّة

وعلى نطاقٍ أوسع من النزاعات الحدودية الروسية الأوكرانية، ارتبط اسم “فاغنر” بنزاعاتٍ دائرة في كلٍّ من الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث توالت التقارير حول دعمٍ قدمته المجموعة لمقاتلين انفصاليين في منطقتي دونتسيك ولوغانسك ضد الجيش الأوكراني الذي يخوض حرباً معهم منذ أن ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014، والتي خلّفت وقف التقديرات قرابة 13 ألف قتيل، في وقتٍ تنفي فيه موسكو تهماً وجهتها لها كييف وحلفاؤها الغربيون، بإرسالها جنوداً وأسلحةً دعماً للانفصاليين.

في ذكراها الثالثة بعد المئة .. الحرب العالمية الأولى قتلت الملايين وغيرت شكل العالم

بريغوجين ينفي علاقته بمجموعة فاغنر

وتشير اعتقاداتٌ سائدة لدى الولايات المتحدة والغرب بأنّ مجموعة “فاغنر” الأمنية الروسية، تحصل على تمويل من رجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوباتٍ على خلفية اتهامات له بزعزعة الاستقرار في ليبيا والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، في حين ينفي “يريغوجين” أيّ علاقةٍ تربطه من قريبٍ أو من بعيد بمجموعة “فاغنر”.

واللافت أنّ “بريغوجين” يُطلق عليه لقب “طباخ بوتين”، وذلك بسبب أنّ شركة المطاعم التي يديرها “كونكورد” عملت لحساب الكرملين.

في حين تطلق منظمة العفو الدولية على منتسبي مجموعة “فاغنر” الأمنية مسمى “الجيش السري لفلاديمير بوتين”، وتضمُّ في صفوفها آلاف العناصر.

وبحسب معلوماتٍ نشرتها وكالة أنباء “تاس” الروسية الرسمية ، فإن قائد عمليات مجموعة “فاغنر” الأمنية هو دميتري أوتكين، وهو ضابطٌ سابقٌ في المخابرات العسكرية الروسية في الخمسينيات من العمر.

تعدُّ المعلومات المتوفرة حول “أوتكين” شحيحةً للغاية، فيما تمّ تكريمه في الكرملين في حفل تكريم “أبطال” سوريا في عام 2016، حيث التقط صورةً تجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

موسكو تنفي صلتها بمجموعة “فاغنر”

وعلى الدوام تنفي موسكو صلتها بمجموعة “فاغنر” خاصّةً تشديدها المتكرر على عدم وجود أيّة عناصر أمنية روسية مسلحة على الأراضي الليبية وأنّها تنشر فقط “مدربين” في جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي مزاعم دحضتها تقاريري صحفية أمريكية تقول إنّ “فاغنر” مجموعة عسكرية روسية خاصّة، تحمل صبغةً شبه عسكرية، وأوردت أنّها تتبع لوزارة الدفاع الروسية، وتعمل بشكلٍ متخفٍّ.

متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة.. تعرّف على “بلاك ووتر” والفضائح التي لحقتها

شركة الأمن الروسية متهمة بارتكاب تجاوزات

ففي الوقت الذي تواجه فيه الشركة الأمنية المقرّبة من بوتين تهماً بارتكابها تجاوزاتٍ عديدة، قال الرئيس الروسي خلال الاجتماع السنوي لـ “نادي فالداي” الذي عُقد في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021 في مدينة سوتشي ، إنّ فاغنر “شركة خاصّة لديها مصالحها الخاصة بها المرتبطة باستخراج موارد الطاقة ومختلف الموارد مثل الذهب والأحجار الكريمة، لكن إذا تضاربت أنشطتها مع مصالح الدولة الروسية… بالتأكيد يجب أن تنصرف”.

أمّا عن البلدان التي تنشط فيها مجموعة “فاغنر” فهي متعددة، لكنها تنشط بشكلٍ خاص في سوريا وليبيا وجنوب الصحراء في أفريقيا الكبرى، حيث تحصل، في مقابل المساعدات المسلحة، على احتياطيات الطاقة والذهب والمعادن الثمينة الأخرى.

ووفقاً لتقارير نشرها موقع “ليبيا أوبزيرفير”، فإنّ نشاط مجموعة فاغنر في ليبيا يشمل  دعم المشير خليفة حفتر، فضلاً عن أنّ المجموعة التي تعرّض قائدها في ليبيا، ألكسندر كوزنيتسوف، قد قامت بإنشاء قاعدتين عسكريتين روسيتين ببنغازي وطبرق “تحت غطاء مجموعة فاغنر”.