علوم وتكنلوجيا

في ذكراها الثالثة بعد المئة .. الحرب العالمية الأولى قتلت الملايين وغيرت شكل العالم

الحرب العالمية الأولى أو كما كانت تُسمّى “الحرب العُظمى” وقتها، هي إحدى أعنف الحروب التي مرّت في التاريخ، فقد اندلعت في القارّة الأوروبية في تاريخ الـ 28 من شهر يوليو للعام 1914، وانتهت في تاريخ الـ 11 من نوفمبر من العام 1918.

الحرب العالمية الأولى أو “الحرب العُظمى”

أطلق عليها البعض حين نشبت بـ “الحرب التي ستنهي كل الحروب”، وانخرط فيها ما يزيد على سبعين مليون عسكريّ جلّهم أوروبيون (60 مليون عسكري أوروبي)، وذلك بهدف الانخراط في صراعٍ مسلّحٍ ترك أثراً لا يُنسى.

استمرت الحرب التي كانت القارة العجوز منطلقاً لها نحو العالمية، لمدة أربع سنواتٍ، دفعت فيها أطرافٌ عديدة أثماناً باهظة لعلّ أعظم خسائرها تجسد في خسارة نحو تسعة ملايين شخصٍ لحياتهم، فضلاً عن التغيرات السياسية الجوهرية التي تبعتها.

شاهد|| قنبلة منذ الحرب العالمية الأولى تحول حياة عروس في أوكرانيا إلى مأساة خلال شهر العسل

أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية

وتنقسم الأسباب التي تسببت في اندلاع الحرب العالمية الأولى إلى أسبابٍ مباشرةٍ وأسبابٍ غير مباشرة:

أمّا السبب المباشر المعروف تاريخياً فيتمثّل في عملية اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وقرينته على يد أحد الطلاب الصرب ويدعى، غافريلو برينسيب، في تاريخ الـ 28 من يونيو/ حزيران عام 1914، أثناء زيارتهما لسراييفو التابعة لمنطقة البوسنة والهرسك.

أمّا الأسباب غير المباشرة فمتعددة، حيث يرى الباحثون أنّها تتشعب إلى توتر العلاقات الدولية في مطلع القرن العشرين لسببٍ تراكمي يتعلّق بالأزمات المتلاحقة التي ضربت القارة الأوروبية، وأبرزها أزمة البلقان، والنزاعات الحدودية بين الفرنسيين والألمان، فضلاً عن تنامي النزعة القومية داخل أوروبا واتجاه بعض الأقليات فيها للمناداة بالاستقلال.

يضاف إلى ذلك تزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية لاقتسام النفوذ عبر العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي، والتزود بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسية وعسكرية، أدت إلى سباق تسلح بين الدول المتنافسة التي رفعت من نفقاتها العسكرية.

الشرارة التي تسببت في اندلاع الحرب

أمّا عن الشرارة التي تسببت في اندلاع الحرب فتعود لتاريخ الـ 28 من يونيو /حزيران من العام 1914، حين اغتال طالب صربي ولي عهد النمسا وزوجته خلال زيارتهما لسراييفو ما أدى لإعلان النمسا الحرب على صربيا بعد شهرٍ تقريباً من وقوع الحادثة، ما أدى إلى تمايز المواقف الأوروبية بين مناصرٍ لهذا الطرف أو ذاك، حيث أعلنت روسيا تأييدها لصربيا وأعلنت بالمقابل الحرب ضد النمسا فيما أعلنت بدورها ألمانيا الحرب على روسيا.

عارض قيام الحرب العالمية الأولى وأحدث ثورة في عالم صناعة السيارات .. قصة صعود هنري فورد

وانقسمت الدول المشاركة في الحرب إلى مجموعين، هما:

1_ مجموعة الحلفاء أو “الوفاق الثلاثي” والتي كانت تتزعمها المملكة المتحدة (بريطانيا)

2_ مجموعة دول المركز التي كانت تتزعمها ألمانيا.

ومع مرور الزمن اتسعت دائرة التحالفات حيث انخرطت العديد من الدول معلنةً اصطفافها لجانب إحدى المجموعتين.

الحرب التي استمرت لأربع سنواتٍ بدأت بكونها حرباً أوروبية ثم تحوّلت إلى عالمية، أمّا الأوروبية منها (1914_ 1916) فتقسم بدورها إلى قسمين:

1_ حرب الحركة.

2_ حرب الخنادق.

وامتازت الحرب ضمن النطاق الأوروبي بالثبات في المواقع، حيث لجأت الجيوش المتقابلة إلى حفر الخنادق وتحصينها، فضلاً عن لجوئها لاستخدم أسلحةٍ مبتكرة وأبرزها الدبابات والطائرات.

وفي العام 1915 تمكّن الألمان (متزعمو دول المركز) من تحقيق عدة انتصاراتٍ على الحلفاء، فقد ألحقوا الهزيمة بالروس وتمكّنت القوات النمساوية والألمانية من عبور نهر الدانوب بهدف قتال الصرب وبالفعل ألحقوا هزيمةً قاسيةً بهم.

إضافةً إلى ما سبق، تمكّن الألمان في العام ذاته، من تحقيق انتصاراتٍ واضحة على بعض الجبهات وبقيت جبهتهم متماسكةً إلى حدٍّ كبير أمام هجمات الجيشين الفرنسي والبريطاني.

ومع اشتداد وتيرة المعارك في العام 1916، أُجبر الجيش الألماني على التقهقر في المعارك التي خاضها على أراضي فرنسا مع ظهور الدبابة وانخراطها في الحرب، ما وجّه بوصلة المعركة نحو “الغواصات”.

و”حرب الغواصات” كانت إحدى نتائجها دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط، الأمر الذي شكّل انعطافةً كُبرى في مسار الحرب وحولها إلى عالمية، بعد أن اتخذ الألمان قراراً بإغراق أي سفينة تجارية بهدف تجويع بريطانيا لدفعها على الاستسلام، إذ تمّ إغراق عددٍ من السفن الأمريكية حينها ما دفع الولايات المتحدة إلى الانخراط بالحرب في أبريل/ نيسان من العام 1917 إلى جانب دول الحلفاء (الوفاق الثلاثي).

 واستمرت المعارك حتى سبتمبر/ أيلول، حيث أطلقت القوات الأمريكية والفرنسية هجوماً نهائياً في معركةٍ سميت “معركة غابة أرجون” على خط هيندينبيرغ، تلاها تغلغل القوتين في مقاطعة شامبانيا الفرنسية حيث اندلعت فيها معركة “بلانك مونت ريدج” التي أجبرت الألمان على التراجع نحو حدود بلجيكا، وبالتزامن اخترق الجيش البريطاني “الأول والثاني” بمساعدة الفيلق الكندي خط “هيندينبيرغ” أيضاً ووقعت معركة “كامبري” الثانية.

ومع ازدياد الضغط العسكري، انهارت “دول المركز”، حيث سارعت تباعاً على توقيع الهدنة وكان أولها “بلغاريا” في تاريخ الـ 29 من سبتمبر 1918، وتلاحقت الانهيارات وتوقيع الاتفاقيات حتّى لحقت ألمانيا بركبها ووقعت هدنة “كومبين” مع الحلفاء داخل إحدى مركبات السكك الحديدية في تاريخ الـ 11 من نوفمبر 1918، فيما دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في الساعة 11 من تاريخ الـ 11 من الشهر الـ 11 في العام ذاته.

الخسائر البشرية للحرب العالمية الأولى

الخسائر البشرية التي تسببت فيها هذه الحرب هائلة، إذ تشير التقديرات إلى سقوط ما يزيد على ثمانية ملايين شخص فضلاً عن جرح الملايين، أمّا الخسائر الاقتصادية فلم تكن أقلّ وقعاً، حيث تسببت الحرب بتفشي الفقر والبطالة وتجلّى ذلك بعد أن وضعت الحرب أوزارها بارتفاع مديونية الدول الأوروبية التي تراجعت هيمنتها الاقتصادية لصالح دولتين هما الولايات المتحدة واليابان.

في ذكراها الثالثة بعد المئة .. الحرب العالمية الأولى قتلت الملايين وغيرت شكل العالم
في ذكراها الثالثة بعد المئة .. الحرب العالمية الأولى قتلت الملايين وغيرت شكل العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى