اخبار العالم

“طوفان الأقصى” هل أفشلت “استراتيجية مابام” الإسرائيلية بعد أن خدّرت العرب لعقود

عمدت إسرائيل خلال العقيدن الماضيين على الأقل إلى اتباع استراتيجية مابام او ما يعرف باستراتيجية الحروب بين الحرب وهي مفهوم عسكري إسرائيلي يهدف إلى تقويض قدرات الأطراف المعادية لإسرائيل، وتأخير أو منع اندلاع حرب شاملة ضدها. 

 

وتتمثل استراتيجية مابام في شن عمليات عسكرية سرية أو نصف سرية، تستهدف مواقع أو قادة أو أسلحة أو بنى تحتية تابعة للأعداء، دون الدخول في حالة حرب مفتوحة. 

 

استراتيجية مابام تستند إلى ثلاثة مبادئ رئيسية: 

 

•  الأول: التفوق التكنولوجي والمعلوماتي، والذي يتيح لإسرائيل جمع وتحليل المعلومات عن نشاطات وخطط وقدرات الأعداء، واستخدام أحدث الأسلحة والتكنولوجيا لضربهم بدقة وفعالية.

  

 

•  الثاني: التغطية السياسية والإعلامية، والتي تتضمن إخفاء أو تبرير أو نفي المسؤولية عن العمليات التي تنفذها إسرائيل، وتشويه صورة الأعداء وتشكيك في مصداقيتهم، وترويج لصورة إسرائيل كضحية أو دولة دفاعية.

  

 

•  الثالث: التحالفات الإقليمية والدولية، والتي تشمل بناء علاقات استراتيجية مع دول عربية وإسلامية معتدلة، مثل الأردن والإمارات والبحرين وغيرها، على أساس المصالح المشتركة في مواجهة التهديدات الإيرانية والإسلاموية. كما تشمل هذه التحالفات الحصول على دعم سياسي وأمني من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من القوى الكبرى. 

 

إسرائيل تطبق استراتيجية مابام منذ سنوات ضد عدة أطراف في المنطقة، من بينها إيران وحزب الله وحماس وسوريا. وقد نفذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية أو الصاروخية أو البرية أو البحرية ضد هذه الأطراف، استهدفت مخازن أسلحة أو قافلات نقل أو منشآت نووية أو كهرومائية أو قادة عسكريين أو سياسيين. 

 

وقد ادعت إسرائيل في بعض الحالات أن هذه الضربات هي رد على هجمات أو تهديدات من الأعداء، وفي بعض الحالات الأخرى لم تعلق على هذه الضربات أو نفت مسؤوليتها عنها. 

 

هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف لإسرائيل، من بينها: 

 

•  تقويض قدرة الأعداء على شن حرب ضد إسرائيل، وتأخير أو منع تطوير أو نشر أسلحة متطورة أو خطيرة، مثل الصواريخ أو الطائرات المسيرة أو الأسلحة النووية أو الكيماوية. 

 

•  ترهيب وتخويف الأعداء، وإثارة حالة من الشك والخوف والانقسام بينهم، وزعزعة ثقتهم بقدرتهم على مواجهة إسرائيل، وتقوية رسالة الردع التي تبثها إسرائيل. 

 

•  تحسين صورة إسرائيل في المنطقة والعالم، وإظهارها كدولة قوية وفاعلة ومبادرة، وتبرير سياستها العسكرية بأنها دفاعية واستباقية، وتشكيك في مصداقية المزاعم التي تطالها من قبل الأعداء. 

 

إلا أن هذه الاستراتيجية ليست خالية من المخاطر والتحديات، فإسرائيل تواجه عدة صعوبات في تنفيذها، من بينها: 

 

•  المقاومة والانتقام من قبل الأعداء، الذين يحاولون رد الصاع صاعين لإسرائيل، وشن هجمات مضادة ضد مصالح إسرائيلية داخلية أو خارجية، أو ضد حلفائها في المنطقة أو العالم. 

 

•  التصعيد والانزلاق نحو حرب شاملة، في حال ازدادت حدة وتكرار الضربات التي تشنها إسرائيل، وفقدت الأطراف المستهدفة صبرها أو شعورها بالكرامة، وشعروا بأن لديهم خيارات محدودة سوى المواجهة المباشرة مع إسرائيل. 

 

•  التكلفة والخسارة لإسرائيل نفسها، التي تضطر لإنفاق مبالغ ضخمة على تطوير وصيانة قدراتها السيبرانية والتكنولوجية، وتتحمل خطر فشل أو كشف بعض عملياتها، أو سقوط ضحايا أو أسرى من جانبها. 

 

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن عنصر المفاجأة والصدمة الذي تعرض له إسرائيل هو الأكبر منذ حرب أكتوبر عام 1973، حيث وصل مقاتلو الفصائل الفلسطينية إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية ووصلت الصواريخ من غزة إلى تل أبيب، كما أن خوف إسرائيل من فتح جبهات متعددة زاد الذعر في الأوساط السياسية والعسكرية، وأجمع خبراء على أن معركة طوفان الأقصى دقت أسفيناً في نعش استراتيجية مابام الإسرائيلية.

 

"طوفان الأقصى" هل أفشلت "استراتيجية مابام" الإسرائيلية بعد أن خدّرت العرب لعقود
“طوفان الأقصى” هل أفشلت “استراتيجية مابام” الإسرائيلية بعد أن خدّرت العرب لعقود

 

لمتابعة عملية طوفان الأقصى لحظة بلحظة 

عبر رابط قناتنا على تلغرام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى