حورات خاصةسلايد رئيسي

باحث إسرائيلي يكشف إمكانية توقيع اتفاق سلام مع هذه الدول العربية وما حققه “اتفاق إبراهيم”

وصلت الخميس، أول طائرة تجارية من دولة الإمارات إلى إسرائيل، بعد توقيع اتفاق سلام بين البلدين في الـ 13 من الشهر الفائت، وكانت قد سبقتها قبل أيام طائرة إسرائيلية حطّت في الإمارات، ليكون بذلك قد بدأ عهد جديد من العلاقات العربية الإسرائيلية.

5 دول عربية كسرت الجمود بـ”اتفاق سلام” مع إسرائيل

ويأتي ذلك مع استمرار الجولات بين الوفود السياسية والدبلوماسية بين إسرائيل والبحرين أيضاً التي بدورها وقعت اتفاق سلام آخر معها، فيما ترجّح الأنباء أن دولاً عربية أخرى بصدد إنهاء القطيعة مع إسرائيل قريباً.

تطلق إسرائيل اسم “اتفاق إبراهيم” على الاتفاقية مع الإمارات والبحرين، وتعتبر هي ثالت اتفاق سلام عربي بعد اتفاق مصر عام 1979 والأردن عام 1994، فيما تبع ذلك اتفاق آخر مع السودان في 23 من أكتوبر الفائت، لتكون بذلك 5 دول عربية قد أنهت صراعاً مستمر منذ عقود.

ويتساءل البعض ماذا كسبت الدول العربية التي وقعت تلك الاتفاقيات وماذا كسبت إسرائيل، وماذا عن باقي الدول العربية ورؤيتها حيال ذلك، وماذا عن فلسطين وقضيتها المصيرية.

وللحديث عن أبعاد اتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل التقت وكالة ستيب الإخبارية مع الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي، إلحنان ميلر، والذي وضّح الرؤية الإسرائيلية حيال الاتفاق.

انتصار سياسي واقتصادي

ويقول ميلر: ” إنه بالتأكيد انتصار سياسي لإسرائيل ولم يكن يمكن تحقيقه بدون الدعم الأمريكي، ولطالما سعت إسرائيل إلى الاعتراف بها من قبل الدول العربية في المنطقة، لذا فإن اعتراف ثلاث دول عربية في مثل هذه الفترة القصيرة يعد إنجازًا كبيرًا”.

ولكن ماذا عن “القدس” التي تُصرّ إسرائيل على اعتبارها عاصمتها، فيما كان العرب يؤكدون مراراً أن لا تنازل عن سيادة دولة فلسطين عليها في ظل حلّ الدولتين.

الموقف الفلسطيني وماذا عن “القدس”؟

يشير ميلير إلى أن اتفاق السلام الذي وقعته دول عربية مع إسرائيل ويعرف أيضاً باسم “اتفاق إبراهيم” لم يشر بأي بند حول “القدس” والعلاقة الإسرائيلية – الفلسطينية، لافتاً أن الاتفاق تمحور حول مصالح البلدان الموقعة عليه فقط.

ويقول الباحث الإسرائيلي: “لا أعتقد أن إسرائيل ستطلب من الدول العربية الاعتراف بالقدس، فباستثناء الولايات المتحدة في عهد ترامب، لم تعترف أي دولة غربية بالقدس، فلماذا مطالبة العرب بذلك؟ لا تحتاج إسرائيل هذا الاعتراف حقًا على أي حال”.

بدورها كانت السلطة الفلسطينية قد نددت بداية بالاتفاق، إلا أنّ اجتماعاً جرى بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة أفضى إلى قرار إعادة العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في 17 من الشهر الجاري.

حيث أعلن ذلك رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ على صفحته في تويتر، بتغريدة قال فيها إن “السلطة قررت إعادة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي إلى ما قبل 19 مايو/أيار الماضي، وذلك بعد تأكيدات بالتزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة”.

وحسب الشيخ، فقد توجهت السلطة مؤخراً برسالة رسمية مكتوبة للإسرائيليين تستفسر عن التزامهم بالاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتلقت رداً مكتوباً يعلن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.

وأكد الشيخ أن “الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة يعني أن صفقة القرن لم تعد موجودة على الطاولة”، ووصف ذلك بأنه “انتصار عظيم وثمرة صمود الفلسطينيين وقيادتهم”.

دول عربية قادمة لـ اتفاق سلام مع إسرائيل

وعن إمكانية انضمام المزيد من الدول العربية لاتفاقيات مشابهة بعد كسر الجمود السياسي والدبلوماسي بينها وبين العرب مؤخراً، يتحدث عن أن هناك دولاً في الخليج العربي ليس لديها عداء تجاه إسرائيل ولا يزال بإمكانها الانضمام، مثل عُمان.

ويتابع: “أعتقد أيضًا أن المغرب وموريتانيا منفتحان على السلام لأن علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل موجودة بشكل ضيّق في الماضي”.

مواضيع ذات صِلة : ماذا كسب السودان وماذا خسر بإتفاق السلام مع إسرائيل.. القصة كاملة

وكانت قدر خرجت تقارير إعلامية مؤخراً من إسرائيل تؤكد تقارباً مع السعودية، وسط أنباء عن زيارة غير معلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ولقائه قيادات سعودية، إلا أن موقف المملكة لا يزال حتى اللحظة متشدداً تجاه إسرائيل في المرحلة الراهنة.

وبحسب المحللين فإن موقف السعودية يتمثل بضرورة الانفتاح على “حل الدولتين” والإشارة إليه في اتفاق جديد مع إسرائيل.

ويؤكد “ميلر” بأن هذه الاتفاقيات كانت مصدر قوّة لإسرائيل، اقتصادياً وسياسياً، ولعل أبرز الإنجازات من خلالها، إنهاء ملف القطيعة والعداء بين العرب وإسرائيل والذي كان قبل التسعينات.

إسرائيل لا تحلم بالتوسع “من النيل إلى الفرات”

على الرغم من أن قياديين بإسرائيل لطالما تغنّوا بـ”أرض الميعاد” التي تمتد من الفرات إلى النيل، وحلموا ببناء الدول اليهودية هناك، يشدد الباحث الإسرائيلي في حديثه لوكالة ستيب الإخبارية على أن إسرائيل لم تحلم قط بالتوسع من النيل إلى الفرات، معتبراً أن هذا في الغالب كان في الخيال العربي.

ويقول: “نعم، تتحدث أجزاء من الكتاب المقدس عن تلك الأرض كجزء من أرض الميعاد ولكنها لم تكن أبدًا جزءًا من أي خطة سياسية، ليس قبل وجود إسرائيل وليس بعد تأسيسها”.

الاتفاق سيقرّب الديانات “الإسلام واليهودية”

وبالحديث عن اليهودية التي تشكّل الديانة الرسمية في إسرائيل يضيف “ميلر”: “آمل أن يقرّب هذا الاتفاق بين الديانات اليهودية والإسلام، ويعتمد هذا في الغالب على تصحيح المناهج المدرسية في العالم العربي لتدريس اليهودية بشكل أفضل وأكثر عدلاً، وقد بدأ المغرب بالفعل في القيام بذلك”.

ويعرب “إلحنان ميلر” عن تفاؤله بهذه الاتفاقيات بين الدول العربية وإسرائيل، ويأمل من أن يواصل الرئيس الأمريكي الجديد جهود إحلال السلام في المنطقة والعمل على توقيع المزيد من اتفاقيات السلام.

ويقول: “آمل أن يكرس الرئيس الأمريكي الجديد جهوده للسلام مثل بيل كلينتون وأن يساعدنا في توقيع اتفاقيات مع الفلسطينيين وسوريا والتي ستكون أهم اتفاقيات السلام بيننا”.

وينتظر عدد من الدول ما ستؤول إليه الأمور بعهد الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن”، حول إمكانية استمرار دعم التقارب العربي الإسرائيلي، وهل يمكن إعلان حلّ نهائي للصراع العربي الإسرائيلي خلال فترته الرئاسية، قد يعلن من خلاله حل “الدولتين” والتي انتظرها الإسرائيليين والفلسطينيين لعقود.

مواضيع ذات صِلة : إسرائيل توقع اتفاق السلام مع الإمارات والبحرين برعاية ترامب.. ووعود بانضمام دول أخرى

باحث إسرائيلي يكشف إمكانية توقيع اتفاق سلام مع هذه الدول العربية وما حققه "اتفاق إبراهيم"
باحث إسرائيلي يكشف إمكانية توقيع اتفاق سلام مع هذه الدول العربية وما حققه “اتفاق إبراهيم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى