يصفه الإعلام الروسي بـ”القزم السياسي”.. من هو أليكسي نافالني وكيف يشكلّ خطراً على بوتين
يعود المعارض الروسي، أليكسي نافالني، إلى موسكو مساء اليوم الأحد، قادمًا من برلين بعد تلقيه العلاج هناك من عملية تسميم بمادة “نوفيتشوك” الكيماوية.
أليكسي نافالني مهدد بالسجن
ويهدد القضاء الروسي باعتقال أليكسي نافالني، خصم الرئيس فلاديمير بوتين، حيث أكدت مصلحة السجون الروسية منذ إعلانه العودة إلى البلاد، أنها ستكون “ملزمة” باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر في 2014.
لكن نافالني ذو الـ 44 عامًا، اعتبر الأمر محاولة لـ “تخويفه”، وبدلًا من ذلك دعا أنصاره للمجيء إلى مطار فنوكوفو في موسكو لاستقباله، ومن المقرر أن تحط طائرته الساعة 19:20 مساء اليوم.
وقال أليكسي نافالني في منشور وفيديو على إنستغرام يوم الأربعاء، “إنهم يفعلون كل شيء لتخويفي. لكن ما يفعلونه هناك لا يثير اهتمامي كثيرًا. روسيا بلدي، وموسكو مدينتي، وأنا أفتقدها.”
السلطات تحتاط
وأصدرت سلطات موسكو تحذيرًا لمن يخططون للقاء نافالني في المطار، قائلةً إن المدينة تعتبر هذا التجمع بمثابة مظاهرة غير مصرح بها.
وقالت إدارة المطار بدورها إنها لن تسمح لوسائل الإعلام بالدخول إلى المدرجات بسبب فيروس كورونا.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر شرطة مكافحة الشغب وقد انتشرت في الخارج.
This is what the entrance to Vnukovo airport looks like now. Video from Russian telegram channel Baza. pic.twitter.com/Q5tvvKm99A
— Christo Grozev (@christogrozev) January 17, 2021
ويؤكد المعارض الروسي، بعدما خلصت ثلاث مختبرات أوروبية إلى أنه سُمم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفياتية لأغراض عسكرية، أن أجهزة الأمن الروسية دبرت لاغتياله بأمر مباشر من فلاديمير بوتين.
وتنفي موسكو عملية التسميم جملة وتفصيلًا، رغم نتائج المختبرات الأوروبية والتي أكدتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتعتبر هذه الرواية أنها مؤامرة غربية.
وحتى الآن ترفض روسيا فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما حصل لنافالني، بحجة أن ألمانيا ترفض نقل بياناتها إلى روسيا.
فيما قالت ألمانيا السبت، إنها أرسلت إلى موسكو غالبية عناصر التحقيق القضائي المتعلقة بقضية تسميم نافالني المفترضة، وإنها تنتظر من موسكو أن “تلقي الضوء على هذه الجريمة”.
وتقول السلطات الروسية إن نافلني لم يحترم حين كان في ألمانيا شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صدر بحقه عام 2014 والذي يلزمه بالتوجه مرتين في الشهر على الأقل إلى إدارة السجون.
وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول، فُتح تحقيق بحق نافالني بتهمة حصول “احتيال واسع النطاق”، وأشارت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاق نافالني مبلغ 356 مليون روبل، ما يعادل 3,9 مليون يورو، لأغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات عدّة، بينها جمعيات تكافح الفساد ومعنية بحقوق الإنسان يديرها نافالني.
مواضيع ذات صِلة : أليكسي نافالني ينشر رسالته الأولى بعد تأكيد ألمانيا تعرضه للتسميم.. هذا ما جاء فيها
ويرى خبراء أن عودة نافالني تطرح معضلة أمام الكرملين الذي عليه اتخاذ قرار بشأن سجنه فور رجوعه من ألمانيا أو تركه طليقًا، إذ إن ترك المعارض حرًا يعرض الكرملين لخطر الظهور بمظهر الضعف، فيما إدانته بالسجن ستشكل فضيحة جديدة.
