أخبار العالم

أخطر درجات البرودة في العالم تحرس أكبر منجم للألماس.. تعرف على الحياة المختلفة في سيبيريا

هل تستطيع التخيل بأنك تعيش في منطقة جغرافية تحكمها أخطر درجات البرودة في العالم، وتخرج إلى عملك صباحاً بينما تشير الموازين إلى درجة -41° تحت الصفر.

الحياة في ظل أخطر درجات البرودة

إنها سيبيريا الواقعة في شمال روسيا، وتعتبر قطعةً مثيرةً للفضول من العالم المتجمد، حيث طالت عزلتها عن الدول الأخرى بسبب ظروفها الجوية القاسية، واستغلت روسيا ذلك بنفي السجناء والأشخاص غير المرغوب بهم إليها، لتتحول سيبيريا آنذاك إلى المنفى الأكثر برودة في العالم.

تشرق الشمس في سيبيريا لمدة ثلاث ساعات فقط، ويطغى الضباب المتجمد على ما تبقى من ساعات النهار، لذلك فسكانها يمارسون حياتهم اليومية بما يتناسب مع تلك الظروف القاسية، ويرتدون الثياب المصنوعة من الجلد والفرو الطبيعي لتتمكن من عزل الجسد البشري الضعيف عن الصقيع في الخارج.

ويعتبر تعرض الجسد البشري لدرجات الحرارة المنخفضة تلك أمراً بالغ الخطورة، فقد يصل الأمر إلى تجمد أحد الأطراف ووجوب بتره فيما بعد.

التأقلم مع الصقيع المستمر

وتبعاً لتلك الظروف الجوية أيضاً يقوم سكان سيبيريا بتجفيف ملابسهم داخل المنازل، لأن وضعها في الخارج حينما تكون مبللة يحولها إلى ما يشبه الألواح الزجاجية.

أما المنازل فلها طريقة خاصة في البناء أيضاً، حيث تغرس الأعمدة التي تفصلها عن الأرض المتجمدة لعمق 20 إلى 30 متراً، ومن ثم يبنى المنزل فوقها، تفادياً لذوبان الأرض تحته مما قد يتسبب بسقوط المنزل على رأس أصحابه.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم مالكي السيارات ببناء ملاجئ خاصة لها كي لا تتجمد، حيث يكفي أن يطفئ السائق محرك السيارة لمدة 20 دقيقة في الخارج حتى تتعطل ويعجز بعدها عن تشغيلها مرة أخرى.

أشهر أنواع الطعام التقليدي

الغذاء المحلي المستهلك بكثرة في تلك المنطقة من العالم المتجمد هو السمك المجمد، وبالطبع لا يستخدم السكان آلات التبريد لتجميد السمك، بل إنه يتحول إلى هذه الحالة فور صيده وإخراجه من مياه النهر، ويتناولونه دون طهي، بتقطيعه إلى شرائح صغيرة وتغميسه بالملح والبهارات.

المثير للاهتمام بالفعل هو طريقة صيد السمك هناك، فالنهر أيضاً ذو سطح متجمدٍ تماماً، ولا يمكن للصياد أن يجلس على ضفافه ضمن درجات البرودة القاسية تلك، لذلك ابتكر الصيادون المحليون طريقة مختلفة للصيد، حيث يقوم الصياد بحفر حفرة عميقة في سطح النهر ويحدث فجوة مماثلة لها بأرض سيارته ليستطيع الجلوس بداخلها وتمرير سنارة الصيد من الفجوة في السيارة إلى داخل الحفرة في مياه النهر وانتظار السمك ليعلق بها، وما أن تخرج السمكة من المياه حتى تتجمد على الفور.

إقرأ أيضاً : إقامة سياحية للاجئين السوريين في تركيا بعد ترحيل 9 آلاف لاجئ خلال الشهر الماضي

أكبر منجم للألماس في العالم

وقد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال هام، لماذا يختار المرء البقاء في مكان كهذا، ضمن ظروف جوية لا تبدو ممكنة للحياة البشرية حيث تصل درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى -71° تحت الصفر.

إضافةً إلى تأقلم السكان المحليين مع تلك الظروف القاسية، فإن بلادهم تملك نوعاً مختلفاً من الرفاهية بسبب حيازتها على أكبر منجمٍ للألماس في العالم، الواقع في مدينة ميرين تحديداً، حيث يستخرج ربع الألماس في العالم من هناك.

ومنجم “مير” عبارة عن حفرة كبيرة جداً يبلغ عمقها 525 متراً بقطر 1.2 كيلومتر، اكتشف في عام 1953 وبنيت بجانبه مدينة “ميرني” التي يبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة.

وبلغ إنتاج الألماس من منجم مير في عام 1960 2 كيلوغرام، 20% منها ذات جودة عالية استخدمت في صناعة المجوهرات، والباقي 80% استخدم في أغراض صناعية أخرى.

وبلغت قيمة الألماس المستخرج من عام 1957 وحتى عام 2001 بحدود 17 مليار دولار أمريكي، وتوسع المنجم على مر السنين حيث يتطلب من الشاحنات قطع مسافة 8 كم على شكل دوائر للوصول الى قاع المنجم.

ويحظر على طائرات الهليكوبتر الاقتراب منه خشية امتصاصها إلى قاع الحفرة الكبيرة، بالإضافة إلى أن روسيا تحذر السكان بشكلٍ دائم من بناء المنازل والمنشآت قرب المنجم لوجود مخاطر بانهيارات أرضية يمكن أن تبتلع الجزء القريب من الحفرة.

أخطر درجات البرودة في العالم تحرس أكبر منجم للألماس.. تعرف على الحياة المختلفة في سيبيريا
أخطر درجات البرودة في العالم تحرس أكبر منجم للألماس.. تعرف على الحياة المختلفة في سيبيريا

إقرأ أيضاً : السياحة في إسطنبول .. أهم المناطق الأثرية والمعالم السياحية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى