حورات خاصة

لبنان بين هشاشة الوضع الداخلي والانجرار نحو حربٍ مفتوحة.. ما علاقة بحر العرب!؟

يجمع متابعون للوضع في جنوب لبنان على خطورته، لا سيّما أن التوتر العسكري بين إسرائيل وحزب الله هو الأول منذ عام 2019، فيما يربطه آخرون بتداعيات الصراع بين تل أبيب وطهران ويرون أن الحزب يشكل ذراعها الأيمن في المنطقة.

ويأتي التصعيد، الذي لم يسفر عن سقوط إصابات، وسط توترات إقليمية أوسع مع إيران. إذ يعقب هجوماً إيرانياً مزعوماً على ناقلة نفط تشغلها شركة إسرائيلية في الخليج الأسبوع الفائت.

أطراف كثيرة طالبت بالتهدئة ولكن التصعيد لا يزال مستمراً. إلى أين يتجه الوضع في الجنوب وهل تشهد البلاد حرب تمّوز ثانية وما يحدث الآن هل هو حرب مع حزب الله أم محاولة انتقام ومناورات إقليمية مع إيران؟ للإجابة على هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” كل من مكرم رباح المحلل السياسي اللبناني والدكتور مئير مصري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي.

لبنان
لبنان بين هشاشة الوضع الداخلي والانجرار نحو حربٍ جديدة.. ما علاقة بحر العرب!؟

الوضع في لبنان لن يتجه إلى حرب

يقول الباحث السياسي اللبناني مكرم رباح، إنَّ: “الوضع لن يتجه إلى حرب مفتوحة الآن لعدّة أسباب، لأن المناوشات التي تقوم بها إيران لا سيّما بإطلاق تلك الصواريخ المحدودة عبر حدود فلسطين المحتلة ليست إعلان حربٍ كاملة”.

وأضاف: “ما يحدث ليس مناورة بقدر ما هو تشتيت نظر عمّا يحدث في بحر العرب لا سيّما أعمال القصف التي تقوم بها إيران والحرس الثوري الإيراني، وكذلك لأن ردّة فعل المجتمع الدولي كانت عنيفة جداً”، مضيفاً “من هنا يحاول حزب الله أن يشتت الأنظار وذلك دون شك بإيعاز من سيده إيران”.

هل يشهد لبنان حرب تمّوز ثانية!؟

وحول ما إذا كان لبنان سيشهد حرب تمّوز ثانية، أكد رباح أن “هناك مقومات لحرب تمّوز، كون أن أي حركة طائشة إضافية من حزب الله ستعرّضه لانتقادات داخلية”.

وتابع: “عام 2006، كان الوضع الداخلي مستقراً مقارنةً مع الوضع الحالي، من هنا لا أعتقد أن هناك إمكانية مواجهة مفتوحة مع إسرائيل”.

الباحث السياسي مضى في القول: “بكل بساطة محاولة إظهار بأن الحرب قادمة تعطي حزب الله نوعاً من مجال المناورة والاستمرار في التهريب، وفي طبيعة الحال ما يقوم به حزب الله ليس فعلاً مقاوماً، إنما هو دليل إضافي على أنه يورط لبنان بالمحاور الإقليمية”.

وفيما يتعلق بإمكانية نجاح رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي، في تشكيل الحكومة الجديدة، قال رباح: “ليس هناك من إمكانية لإنقاذ البلد من خلال تشكيل حكومة يرأسها ميقاتي أو أي أحد من الطبقة السياسية؛ هذه الطبقة هم جزء أساسي في سقوط هذا البلد، لا سيّما أن الحلف الذي عقدوه مع حزب الله وسلاح حزب الله هو الذي يحمي المنظمة الفاسدة، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي والعربي لن يغطي حكومة يسيطر عليها حزب الله”.

النظام الإيراني يتحرش بإسرائيل عبر لبنان

السياسي الإسرائيلي مئير مصري، حول الوضع في لبنان يقول: “لبنان مغلوب على أمره ولا صِلة له بما يحدث على الأرض. إن ما نشهده اليوم هو محاولة بائسة من النظام الإيراني للتحرش بإسرائيل عبر الأراضي اللبنانية المُستباحة، وحزب الله ليس إلا أداة في يد المرشد الأعلى”.

ويضيف: “على الرغم من ذلك، لا أرى الوضع متجه نحو التصعيد”، متابعاً “إسرائيل اكتفت بالرد بقوة على انتهاك حزب الله لحدودها، وأتصور أن يتوقف الأمر عند هذا الحد”.

مصري أوضح أن “حزب الله ليس إلا إحدى أدوات النظام الإيراني الإقليمية”، قائلاً: “يخشى النظام الإيراني من تدويل قضية الباخرة المدنية التي استهدفها في خليج عمان قبل أيام، في سياق أعمال البلطجة التي يقوم بها في المياه الدولية، ويحاول الاحتكاك بإسرائيل آملاً أن ترد ليظهر و كأن الصراع القائم مقتصر على إيران وإسرائيل”.

وتابع: “وهذا يذكرنا بقصف صدام حسين لإسرائيل بصواريخ سكود بالعام 1991. إسرائيل تدرك ذلك جيداً وتختار ضبط النفس، معولةً حتى الآن على تحرك المجتمع الدولي للتدخل واستصدار قرار إدانة من مجلس الأمن”.

وحول ما إذا كان هجوم إسرائيل يعتبر تعدياً على السيادة اللبنانية، أكد السياسي الإسرائيلي القول: “لم تهاجم إسرائيل لبنان ولم تتحرك إلا لقصف منصات إطلاق الصواريخ التي أطلقت عليها”.

وواصل حديثه: “الذي انتهك سيادة دولة أخرى وخرق قرار مجلس الأمن رقم 1701، هو حزب الله الذي يتواجد في منطقة محرمة عليه وفقاً للقرار الأممي، وهي المنطقة العازلة الواقعة بين الحدود الدولية ونهر الليطاني، وهو الذي حفر 6 أنفاق تصل إلى العمق الإسرائيلي بهدف خطف وقتل مواطنين إسرائيليين، وهو الذي أطلق مؤخراً قذائف على إسرائيل”، متسائلاً: “أين الدولة اللبنانية من كل ذلك؟!”.

حزب الله لن يجازف بحرب غير محسوبة مع إسرائيل

وفيما يتعلق باتجاه لبنان بعد هذا التصعيد لحرب تمّوز ثانية، قال السياسي الإسرائيلي: “لا أتصور. بعد أن استحوذ حزب الله على لبنان، وأصبحت الدولة اللبنانية رهينة في يده، لن يجازف ويدخل في مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل قد تفقده كل ما جني. كما أن النظام السوري مترهل وإيران تحتاج حزب الله في حربها للدفاع عن بشار الأسد. وأخيراً، لروسيا تواجد عسكري وسياسي متنامي في سوريا ولن يسمح الروس باندلاع حرب مفتوحة بالمقربة من منطقة نفوذهم. الوضع يختلف تماماً عن ما كان عليه بالعام 2006”.

لماذا تحاول ميليشيا حزب الله جر البلاد لحرب؟

ردّاً على السؤال المذكور أعلاه، أوضح مصري أن السبب هو “لأن حزب الله غير معني بلبنان. هو مجرد بندقية في يد النظام الإيراني”.

حاورتهما: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى