اخبار العالم

مسيحية عربية مارست دوراً استثنائياً في أفغانستان.. من هي السيدة الأولى السابقة التي تمردت على التقاليد الأفغانية

تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً السيرة الذاتية للسيدة الأولى السابقة في أفغانستان، رولا سعادة غني، وتأثيرها في سياسة البلاد، عبر نشاطها الاجتماعي ودفاعها عن حقوق المرأة، رغم محاربتها من قبل فئات عدة لأنها عربية مسيحية اعتبرت “طارئة” على المجتمع الأفغاني.

السيدة الأولى سابقاً في أفغانستان

تحدى الرئيس الأفغاني السابق، أشرف غني، العادات والتقاليد المحافظة في بلاده، عند امتداحه لزوجته علناً خلال خطاب تنصيبه رئيساً، حيث تطرق إلى الدور الذي لعبته زوجته رولا في حملته الانتخابية، ومن ثم قام بتخصيص مكتب لها في القصر الجمهوري تمارس منه دوراً غير مألوف في أفغانستان، باعتبارها “السيدة الأولى”، في تحدٍ للتقاليد التي التزمت بها زوجات الرؤساء السابقين في أفغانستان من الابتعاد عن الأضواء، لتكون رولا غني، أول زوجة لزعيم أفغاني تخرج إلى العلن وتقوم بدور ظاهر في الحياة العامة منذ نحو 100 عام.

وأدركت سيدة أفغانستان الأولى منذ الساعات الأولى لتنصيب زوجها بأنها تفعل شيئاً استثنائياً، في بلاد طالبان وأن أفعالها ونفوذها السياسي لن يمرر مرور الكرام، حيث كان ينظر إلى الدور الذي تقوم به بعين الجرأة لكونها سيدة أجنبية غريبة عن أفغانستان.

وكانت رولا غني قد عاشت مع أهل زوجها في بيت واحد لمدة ثلاث سنوات إبان السبعينات، ولديها خبرة غنية واطلاع مباشر على العلاقات الاجتماعية المحافظة في أفغانستان، لذلك كانت تدرك تماماً كيف توظف دورها لتعزيز موقع المرأة الأفغانية في العائلة والمجتمع، دون أن تستفز خصومها، وذلك باستخدامها طرقاً تختلف عما انتهجته الملكة ثريا التي حكمت أفغانستان مع زوجها الملك أمان الله، من 1919 إلى 1929 فلم تحاول إحداث تغيير جذري في المعايير والقيم الاجتماعية السائدة في أفغانستان، فكانت تؤكد في مناسبات مختلفة على أنها تتطلع إلى دعم “كل امرأة تريد تحسين وضعها، ورفع مستواها المعيشي في السياق الاجتماعي الذي تعيش فيه الآن”.

اقرأ أيضاً : بعد إحكام سيطرتها.. طالبان توجّه نداءً للمواطنين الأفغان وتكشف مصير السفارات الأجنبية

نشأة رولا سعادة

نشأت رولا سعادة، المعروفة في أفغانستان باسم “بيبي جول”، في كنف عائلة لبنانية مسيحية، وعاشت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فرنسا، وتعرفت في بيروت على زوجها، أشرف غني، الذي شغل في ما بعد منصباً رفيع المستوى في البنك الدولي قبل أن يصل إلى سدة الرئاسة في بلده خلفاً، لحميد كرزاي.

وفي العام 1974، كانت سعادة تتابع دراسة الماجستير في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت حين تعرفت على غني. وتزوج الثنائي في العام 1975 ولديهما ولدان: مريم غني، وهي فنانة تشكيلية مقرها بروكلين، وطارق، ولدا في الولايات المتحدة وهما يحملان الجنسية الأمريكية فيما تحمل سعادة الجنسيات الأفغانية واللبنانية والأمريكية. 

درست سعادة أيضاً في كلية العلوم السياسية في باريس، وعملت لوقت قصير في مكتب وكالة “فرانس برس”  في بيروت في سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتسبت “الصرامة والسرعة والدقة” كما تقول، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتعيش فيها ثلاثين عاماً. 

وينظر إلى الدور الذي مارسته السيدة الأفغانية الأولى السابقة بعين الجرأة لكونها سيدة أجنبية ومسيحية في بلد مسلم محافظ، وشكل كونها مسيحية واحدة من النقاط التي هوجم زوجها بها أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية.

وعلى عكس سابقاتها اعتادت سعادة التواجد مع زوجها خلال المناسبات وإلقاء خطابات في أخرى، وذلك بخلاف، زينات كرزاي، زوجة الرئيس الأسبق، الذي تولى رئاسة البلاد بعد الإطاحة بحكم حركة طالبان في العام 2001.

وفي العام 2015، تم تصينف سعادة واحدة ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم بحسب مجلة “تايم” الأمريكية.

وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده، يوم الأحد الماضي، مع دخول حركة طالبان العاصمة كابل، وصرح غني بأنه اتخذ هذه الخطوة “لتفادي إراقة الدماء”.

وبدوره، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه يقف “بشكل مباشر” وراء خروج قوات الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، وذلك وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها بسبب سيطرة حركة طالبان بسرعة فائقة على البلاد.

وأضاف أنه على الرغم من الانسحاب “الفوضوي”، “لم يكن هناك وقت مناسب أبداً لانسحاب القوات الأمريكية”، متسائلاً: “كم يستحق الأمر من أرواح أمريكية إضافية؟”.

مسيحية عربية مارست دوراً استثنائياً في أفغانستان.. من هي السيدة الأولى السابقة التي تمردت على التقاليد الأفغانية
مسيحية عربية مارست دوراً استثنائياً في أفغانستان.. من هي السيدة الأولى السابقة التي تمردت على التقاليد الأفغانية

اقرأ أيضاً : “كذبة استمرت 20 عاماً”.. انتقادات لبايدن بعد انتصار طالبان وأوباما يُقدم على خطوة “تحت الضغط”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى