أخبار العالم العربي

من حرب الرمال إلى قطع العلاقات.. ملفات على المحك بين الجزائر والمغرب

منذ أيّام تتصدر الجزائر والمغرب عمليات البحث وعناوين الصحف والإعلام العربي، حيث أثار إعلان الجزائر، الثلاثاء الفائت، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، جدلاً كبيراً.

¶ أبرز محطات التوتر بين الجزائر والمغرب

يعود الخلاف بين البلدين إلى نحو 60 عاماً، وبالتحديد عام 1961م، عندما شهدت العلاقات خلافات و توترات ومواجهة عسكرية.

ففي عام 1963، اندلعت حرب بين البلدين عرفت باسم “حرب الرمال”، انتهت بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، وقامت الأخيرة بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964.

الجزائر والمغرب
من حرب الرمال إلى قطع العلاقات.. ملفات على المحك بين الجزائر والمغرب

الجزائر تقول إنها ردّت أطماعاً مغربية في أراضٍ على الحدود، والأخيرة تعلن أنها تدخلت عسكرياً للرد على استفزازات حدودية من الجيش الجزائري.

وعام 1976، أعلنت الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر، احتجاجاً على إعلانها الاعتراف بقرار أحادي الجانب من “جبهة البوليساريو” بإقامة “الجمهورية العربية الصحراوية”.

بعد هدوء نسبي بين البلدين، عاد التوتر للظهور عام 1994؛ وذلك بعد أن اتهمت الرباط “المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء تفجير إرهابي في مدينة مراكش، وصدرت قراراً بفرض تأشيرة دخول على الجزائريين، لتحتج الجزائر على ذلك وترد بإغلاق الحدود البرية حتى اليوم”.

ما كانت الخلافات لتهدأ بين الطرفين حتى لتعود مجدداً، ففي عام 2013، استدعى الجانبان السفراء على خلفية تنظيم شبان مغاربة احتجاجاً أمام قنصلية الجزائر بمدينة الدار البيضاء ضد تصريحات لبوتفليقة حول حقوق الإنسان في إقليم الصحراء، انتهت بحرق العلم الجزائري.

والأسبوع الجاري، قال المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، برئاسة تبون، إن “الأفعال العدائية المتواصلة من طرف المغرب، تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”، ليعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، عقب ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما سماه “خطواتها العدائية المتتالية”.

¶ ما علاقة إسرائيل بقطع العلاقات بين الجزائر والمغرب!؟

لم تتقبل الجزائر تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، خلال زيارة رسمية أجراها للدار البيضاء في المغرب في 12 أغسطس/آب الجاري، حول “قلق بلاده من التقارب بين إيران والجزائر، ورفضها قبول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب”.

وقال وزير الخارجية الجزائري، تعليقاً على ذلك: “تجب الإشارة إلى أنه منذ عام 1948 لم يُسمع أي عضو في حكومة إسرائيلية، يصدر أحكامًا أو يوجه شخصياً رسائل عدوانية من أراضي دولة عربية ضد دولة عربية أخرى مجاورة”.

وأضاف: “على صعيد الأمن الإقليمي، فإن قيام السلطات المغربية بمنح موطئ قدم لقوة عسكرية أجنبية في المنطقة المغاربية وتحريض ممثلها على الإدلاء بتصريحات كاذبة وكيدية ضد دولة جارة، يشكل عملاً خطيراً وغير مسؤول”.

إلى ذلك، ندد مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أمس الأربعاء، باتهامات الجزائر التي اعتبر أن “لا أساس لها”، قائلاً إن “ما يهم، هو العلاقات الجيدة جداً بين إسرائيل والمغرب”.

¶ دعوات دولية عربية وغربية للتهدئة بين الجزائر والمغرب

دعت باريس، الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، والرباط إلى العودة لمنطق الحوار من أجل “الاستقرار” في منطقة المغرب العربي.

وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية في بيان إن: “فرنسا تبقى بالطبع متمسكة بتعميق العلاقات والحوار بين دول المنطقة، من أجل ترسيخ الاستقرار والازدهار فيها”.

من جهتها، عبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، في بيان لها نشرته عبر مواقعها الرسمية عن أسفها لما آلت إليه العلاقات بين الجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية.

وطالبت الوزارة الدولتين بضبط النفس، وعدم التصعيد والتمسك بالمبادئ والأهداف المشتركة التي أسس من أجلها اتحاد المغرب العربي، خدمة لتطلعات شعوبهم.

بدوره، أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حرص دولة الإمارات الدائم على متانة وقوة العلاقات العربية الإيجابية ووحدتها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعوب الشقيقة ويعزز ازدهارها ونهضتها.

وقال إنَّ دولة الإمارات لطالما سعت إلى تعزيز وتمتين العلاقات العربية، ومن هذا المنطلق فإنها “تأسف للتطورات الحاصلة بين الجزائر والمغرب وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.

كما دعت السعودية، الجزائر والمغرب إلى ضبط النفس وعدم التصعيد، وتغليب الحوار لحل الخلافات بين البلدين غداة قطع علاقاتهما، فيما أعربت الإمارات عن أسفها لهذا التطور الحادث بنيهما.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان إنها “تعبر عن أسف حكومة السعودية لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المغرب والجزائر”.

بدوره، شجع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المغرب والجزائر على إيجاد طريقة للمضي قدماً في إصلاح العلاقات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحافي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، إنه تلقى أسئلة من صحافيين منذ أمس بشأن مسألة قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، وأجاب: “أستطيع أن أقول لكم إننا رأينا إعلان وزير الخارجية الجزائري أمس بشأن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”.

وأضاف المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة: “بإمكاني أن أقول لكم إن الأمين العام يشجع البلدين الجارين على إيجاد طريقة للمضي قدماً في إصلاح العلاقات، بما في ذلك السعي إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى