اخبار سوريا

تلة الكابوسية وانتهاك خان الشيح من خلالها.

تقع تلة الكابوسية في ريف دمشق الغربي , وتحديدا في الجهة الشمالية من مخيم خان الشيح , ويقع شرقها دروشا وتطل على أوتوستراد دمشق القنيطرة القديم , وخلفها يمر أوتوستراد السلام { دمشق – القنيطرة } الجديد , وهي تطل على خان الشيح بالكامل .

قبل بداية الثورة كانت عبارة عن تلة جرداء ليس عليها شيء ولا تشكل أية أهمية للناس مثلها مثل أي جبل أو تلة أخرى.

مع بداية الثورة وتحديدا بعد تحرير مخيم خان الشيح من قوات النظام ووقوعه كاملا بيد الثوار, كان لابد للنظام طبعا من مكان مرتفع يقصف به المخيم كعقوبة لأهله على تحريره , فلم يجد أنسب من هذه التلة , فقام كعادته باختيار الأماكن المرتفعة  وتمركز على تلة الكابوسية , ونصب بين ليلة وضحاها مدفعين ميدانيين 130 ونصب سواتر ترابية لهم وأقام غرف محصنة لعساكره ونصب أيضا دبابة فوقها بالإضافة لأسلحة أخرى .

بدأ بعد ذلك بقصف المخيم وأغلب مناطق الغوطة الغربية بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات بالإضافة لقذائف الهاون من كتيبة الاستطلاع الواقعة خلف تلة الكابوسية من جهة أوتستراد السلام .

شكلت التلة هاجساً موجعا ومؤرقا للمجاهدين والمدنيين على حد سواء , نظرا للضرر الذي أحدثته بقصفها الهمجي دون تفريق بين مقاتل و مدني حيث لم تترك مكانا بخان الشيح لم يطله أذى المدفعية وقذائف الدبابات والهاون .

حاول الثوار أكثر من مرة الصعود إليها وتحريرها دون نجاحهم لعدة أسباب منها صعوبة تحرير أي مكان مرتفع وأيضا لتحصينها القوي من قبل النظام ولوقوع أبنية الطحطوح في دروشا يسارها واحتلالهم من قبل النظام وقيامه بحماية الجزء الشرقي من التلة عبر الأسلحة الرشاشة حيث سقط عدد من الشهداء بآخر محاولة لاقتحامها من هذه الأبنية .

نجح الثوار في تخفيف ضررها أكثر من مرة فمنذ عدة أشهر استطاع عناصر تحالف الراية الواحدة ضرب دبابة للنظام بصاروخ كونكورس أصابها اصابة مباشرة وتم سحبها , وبعد فترة أصابت احدى قذائف الهاون أحد المدفعين مما أدى لإعطابه فقام النظام في اليوم التالي بسحبه .

حاليا يرى فقط المدفعان ولكن الأغلب وجود دبابة وعربة بي ام بي عليها بالإضافة لعدد لا بأس به من الجنود .

للتلة أهمية كبيرة للطرفان , فالنسبة للنظام تعتبر من خطوط الدفاع الأولى عن العاصمة دمشق ومن ناحية أخرى تؤمن له التلة الطريق الوحيد المتبقي لديه بين دمشق والقنيطرة , وأيضا تعتبر خط دفاع عن دروشا وابنية الطحطوح الهامة جدا بالنسبة له بالإضافة لوقوع كتيبة الاستطلاع بالجهة الخلفية منها .

بالنسبة للثوار أيضا تعتبر التلة هامة فهي أولا تؤرق الثوار في خان الشيح وما حولها من قصف يومي وعنيف , وثانيا إن سقطت التلة بيد الثوار ستقط بلدة دروشا كاملة بيدهم ومعها أبنية الطحطوح الهامة وسيصبح أوتستراد السلام { دمشق – القنيطرة } تحت سيطرة الثوار, بالإضافة لكتيبة الاستطلاع وما تحويه من مدافع هاون وذخيرة كبيرة , هذه بالإضافة لما تحويه من مدفعين ميدانيين 130 وهو سلاح نوعي هام نظرا لمداه الذي يصل لحوالي 28 كم .

لا شك أن أية معركة قد يفتحها الثوار نحو تحرير التلة يجب أن تكون مدروسة بشكل جيد وخصوصا من ناحية الذخيرة الكافية واشغال أكثر من منطقة للنظام بذات الوقت , وفيما لو استطاعوا تحريرها يكونون قد قطعوا شوطا كبيرا وهاما جدا نحو العاصمة دمشق.

1_First_Frame 2_First_Frame

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى