الشأن السوريسلايد رئيسي

مبعوث أمريكي سابق لسوريا يحذر..الوجود العسكري لواشنطن “مقلق” ومبادرة ملك الأدرن تضرب “مصداقيتنا”

أطلق مبعوث أمريكي سابق لسوريا تصريحاتٍ مثيرةً حول الوجود العسكري لواشنطن فيها، كما علّق على مبادرة العاهل الأردني حيال رفع عقوبات “قيصر” بشكل جزئي عن النظام السوري واصفاً إياها بأنها تضرب المصداقية الأمريكية.

الوجود العسكري لواشنطن
الوجود العسكري لواشنطن

الوجود العسكري لواشنطن “مقلق”

وفي التفاصيل، وخلال مقالٍ نشره “مركز ويلسون للأبحاث”، قال المبعوث الأمريكي الأسبق إلى سوريا جيمس جيفري، إنّ الوضع العسكري الأمريكي في سوريا “مقلق”، إلا أنّه استبعد في نفس الوقت الانسحاب من سوريا على خلفية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مشيراً إلى “الحاجة لإظهار العزيمة والقوة ضد الإرهابيين، خاصّةً المنتمين لتنظيم “داعش”.

وتطرق المبعوث السابق إلى أنّ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، أمام أزمة مصداقية حيال التزاماتها نحو الشرق الأوسط على نطاقٍ واسع، مشيراً إلى أنت هذه الأزمة قد تعمّقت عقب انسحاب واشنطن من أفغانستان.

إلى ذلك، أشار “جيفري” إلى أنّ إدارة بايدن تعاملت بطريقةٍ سلبيّة مع الوضع في سوريا إذا ما تمّت مقارنتها بالإدارتين السابقتين، للرئيسين ترامب وأوباما، الأمر الذي ترك شركاء واشنطن في حيرةٍ من أمرهم، وعزّز الشكوك حيال انسحابٍ محتمل للقوات الأمريكية من سوريا.

اقرأ أيضًا: متخذةً صفقةً عربية “ذريعة”.. الإدارة الأمريكية تتجه لرفع عقوبات “قيصر” عن نظام ” بشار الأسد”

 

وفي الأثناء، اعتبر “جيفري” أنّ هناك وعياً وإدراكاً متزايدين حيال ما يتوجب على بلاده أن تفعله من أجل الوصول إلى حلّ مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا للإطار، لافتاً إلى أنّ “وقف إطلاق النار في معظم أنحاء سوريا لن يدوم لفترةٍ طويلة، في ظل وجود 5 دولٍ (منخرطة عسكرياً فيها) إضافةً إلى قوات المعارضة السوريّة.

وفي معرض تعليقه على المبادرة التي طرحها الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، اعتبر جيفري أن الزيارة منحت إدارة بايدن فرصةً، تجسدت باقتراح العاهل الأردني “جهداً عالمياً جديداً يضم مجموعةً من الدول المعنية لتقديم تسويةٍ وسطية من خلال روسيا، لافتاً إلى أنّه أمرٌ لاقى إشادةً من قبل قادة أمريكا من حيث المبدأ.

ولفت “جيفري” إلى أنّ فكرة الملك الأردني من شأنها المساعدة في استقرار الصراع السوري من دون دور مركزي مفرط للولايات المتحدة، إلا أنه رأى بأنها بحاجة لدعمٍ واضح وصريح من قبل البيت الأبيض.

وتحدث في مقاله عن “الروافع” لحمل بشار الأسد، على التعاون مع عملية السلام بقيادة الأمم المتحدة وفقاً للقرار الدولي 2254، وتشمل الوجود الأمريكي والتركي في سوريا، والغارات الإسرائيلية والعقوبات وتجميد إعادة الإعمار والحظر البحري والعزلة الدبلوماسية.

ولفت إلى أن الأردنيين “يدركون أن المجتمع الدولي لا يستطيع الضغط من أجل تحقيق أهداف قصوى مثل رحيل الأسد أو تخلي روسيا عن موقعها العسكري، إلا أنه في مقابل التخفيف التدريجي للضغوط عن الأسد، يمكن لدمشق وموسكو التنازل عن القضايا السورية المهمة لتلك الدول التي تمارس الضغط”.

ووفقاً لـ “جيفري” فإنها قضايا تشمل كلّاً من “نزع السلاح الاستراتيجي الإيراني. وتغيير سياسات الأسد تجاه شعبه بما يكفي لتشجيع عودة 12 مليون لاجئ ونازح، والتعبئة ضد “داعش”، وإنهاء برنامج الأسد للأسلحة الكيماوية”.

وأضاف: “يمكن أن يؤدي سلوك الحكومة السورية الأفضل إلى إعادة دمج قوات المعارضة المسلحة بما في ذلك حلفاء أمريكا الأكراد، الأمر الذي من شأنه تهدئة مخاوف تركيا”، ويمكن دمج هذه الحزمة بأكملها في عملية السلام الأممية، وفق جيفري.

وأشار إلى أن مفتاح النجاح الأردني سيكون دوراً أمريكياً أكثر فاعلية في حشد دعم الدول الأخرى لعمان، لافتاً إلى أنه لا يمكن لواشنطن إعطاء الأولوية لمصالحها الفورية في سوريا (محاربة “داعش” والمساعدات الإنسانية) وتجاهل مصالح إسرائيل وتركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والأردن ودول عربية أخرى.

وفي ختام مقاله، أكد على ضرورة استمرار واشنطن بالضغط على الأسد، وحشد الدول لذلك، في سبيل تحقيق ما سبق، محذراً من أن النجاح الاستراتيجي الإيراني والروسي في سوريا، الذي يأتي في أعقاب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، سيعرض نظام الأمن الإقليمي الأمريكي للخطر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى