أخبار العالمسلايد رئيسي

صراع من نوع آخر بين الهند والصين.. ديلهي تستعد لإطعام العالم وبكين تسيطر على القمح

مع تصاعد حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا واستمراراها للشهر الثاني على التوالي، بدأت الدول التي اعتمدت على روسيا وأوكرانيا كمصدر غذائي البحث عن بدائل بدول أكثر استقراراً.

الهند تستعد لإطعام العالم

وشكّلت الهند واحدة من الوجهات التي اتجهت إليها الأنظار، بسبب موقعها وقدرتها الإنتاجية للمواد الغذائية الرئيسية للعالم.

في الأسبوع الماضي، أخبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الهند مستعدة لتوفير المواد الغذائية لبقية العالم في أعقاب أزمة الإمدادات وارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال مودي إن الهند لديها “ما يكفي من الغذاء” لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وإنها “مستعدة لتزويد العالم بمخزونات الغذاء اعتباراً من الغد” إذا سمحت منظمة التجارة العالمية بذلك.

وحول ذلك تحدث الخبير الاقتصادي في منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أوبالي غالكيتي آرتشيلايج، الذي يتخذ من روما مقرا له قائلاً: “انقطاع الإمدادات والتهديد بالحظر الذي يواجه روسيا، يعني أنه ينبغي عدم التعويل على روسيا بشكل كبير.. ويمكن أن تتدخل الهند لتصدير المزيد، خاصة عندما يكون لديها مخزون كافٍ من القمح”.

وتعد الهند ثاني أكبر منتج للأرز والقمح في العالم. واعتباراً من أوائل نيسان الحالي، كان لديها مخزون من السلعتين يقدر بـ 74 مليون طن تم الاحتفاظ بـ 21 مليون طن منها لسد احتياجات الاحتياطي الاستراتيجي لها، بالإضافة إلى حصة نظام اجتماعي يمنح أكثر من 700 مليون فقير إمكانية الحصول على الغذاء بسعر رخيص.

كما وتعد الهند أيضاً واحدة من أرخص الموردين العالميين للقمح والأرز؛ فهي تصدر الأرز إلى ما يقرب من 150 دولة والقمح إلى 68 دولة.

اقرأ أيضاً|| الحكومة الأوكرانية تتحدث عن حجم القمح الجاهز للتصدير لديها منذ بدء الحرب

وصدرت الهند حوالي 7 ملايين طن من القمح في 2020-2021. واستجابت للطلب المتزايد في السوق الدولية، وأبرم التجار بالفعل عقوداً لتصدير أكثر من 3 ملايين طن من القمح خلال الفترة من نيسان إلى تموز، وفقاً لمسؤولين. وقد تجاوزت الصادرات الزراعية رقماً قياسياً قدره 50 مليار دولار في 2021-22.

كما لديها القدرة على تصدير 22 مليون طن من الأرز و 16 مليون طن من القمح في هذه السنة المالية، وفقا لأشوك غولاتي، أستاذ الزراعة في المجلس الهندي لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية.

مصر بدأت الاتجاه للهند

وبدورها اتجهت فعلاً مصر مؤخراً إلى الهند لشراء القمح، حيث تعتبر القاهرة من أكثر المتضررين من الحرب الروسية الأوكرانية.

وعادة ما تشتري مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، الحبوب عبر مناقصات تطرحها هيئة السلع التموينية، وتذهب هذه المشتريات لإنتاج الخبز المدعوم بشدة والمتاح لأكثر من 60 مليون مصري.

اقرأ أيضاً||  السيسي يطمئن المصريين.. “مخزون القمح والسلع الرئيسية آمن”

وتحتوي كراسة شروط الهيئة حالياً على 16 منشأ معتمدا لاستيراد القمح، منها روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وكازاخستان والولايات المتحدة، وكانت لاتفيا أحدث إضافة في نوفمبر الماضي، وباتت الهند الوجهة الجديدة.

تنافس مع الصين

في الوقت الذي بدت ديلهي وبكين حلفاء سياسياً إلا أنّ محاولة سد الفجوة واستغلال الفرصة بغياب روسيا وأوكرانيا، أثار تنافس بين البلدين.

وجاءت الصين في صدارة الدول المنتجة للقمح عالمياً في عام 2020 بإنتاج 134.25 مليون طن، ثم الهند بالمرتبة الثانية بإنتاج 107.59 مليون طن، ثم روسيا بإنتاج 85.89 مليون طن، وفقاً لتقرير لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو”.

وبالوقت الذي تعد الصين مورد كبير إلا أنها أيضاً اتجهت إلى الاستحواذ على القمح الروسي مؤخراً والذي لاحقته العقوبات الغربية، حيق فيما يبدو أن بكين تريد السيطرة على سوق القمح بالعالم وهو المنتج الرئيسي لعشرات الدول.

يذكر أنّ أكثر الدول طلباً للقمح كانت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يدخل القمح بصناعة المواد الغذائية الرئيسية في هذه البلدان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى