الاتحاد الأوروبي يتجه للغاز الإسرائيلي رداً على “ابتزاز” روسيا

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي يُريد تعزيز تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل رداً على “ابتزاز” روسيا التي قطعت إمدادات الغاز عن دول أوروبية “انتقاماً” لدعمها لأوكرانيا.

ويأتي الإعلان الأوروبي بالتزامن مع إعلان مجموعة “غازبروم” الروسية خفض شحناتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب “نورد ستريم” بأكثر من 40 بالمئة يومياً، بسبب ما قالت إنه لعدم تسلمها المعدات الضرورية من شركة “سيمنز” الألمانية.

الاتحاد الأوروبي يُبتزّ

وقالت فون دير لايين في خطاب ألقته في جامعة بن غوريون في النقب جنوب إسرائيل، “استخدم الكرملين اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي لابتزازنا”.

وأضافت أنه “منذ بداية الحرب في أوكرانيا قطعت روسيا عمداً إمداداتها من الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا والشركات الهولندية والشركات الدنماركية رداً على دعمنا لأوكرانيا”.

وتابعت أن “سلوك الكرملين لا يؤدي إلا إلى تقوية عزمنا على التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي. على سبيل المثال، نستكشف الآن طرقاً لتكثيف تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل”.

وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن “أطول وأعمق كابل طاقة تحت الماء في العالم يربط بين إسرائيل وقبرص واليونان.. والثاني هو خط أنابيب غاز وهيدروجين نظيف في شرق البحر الأبيض المتوسط”، مؤكدة أن “هذا استثمار في أمن الطاقة في كل من أوروبا وإسرائيل”.

وجاءت تصريحات فون دير لايين في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي يزور تل أبيب أيضاً، على العمل المشترك مع إسرائيل لكي تستغني بلاده عن الغاز الروسي.

احتياطات تل أبيب

وتعمل تل أبيب جاهدة لتكون قادرة على تصدير بعض موارد الغاز البحرية الضخمة إلى أوروبا، وهي مستمرة بعزمها في التنقيب عن الطاقة في مناطق متنازع عليها، آخرها حقل كاريش في الخط 29 ضمن المياه المتنازع عليها مع لبنان في البحر المتوسط.

وتُشير التقديرات إلى أن احتياطات إسرائيل من الغاز تبلغ تريليون متر مكعب على الأقل، ومن المتوقع ألا يزيد إجمالي الاستخدام المحلي على مدى العقود الثلاثة المقبلة عن 300 مليار متر مكعب.

من جهتها، قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرّار، في تغريدة على تويتر، “التقيت الليلة الماضية برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، التي شكرتني على العمل الجاد لبيع الغاز الإسرائيلي إلى القارة الأوروبية التي تواجه أزمة طاقة حادة”.

وأضافت “بالفعل في مارس/آذار، شكلنا فرقاً تعمل مع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية لبيع الغاز الطبيعي إلى أوروبا، سأستمر في العمل لخلق اقتصاد طاقة موثوق به وفعّال يكون مثالاً يُحتذى به للعالم”.

اقرأ أيضاً : السلطات اللبنانية تحسم مطالبها بمفاوضات ترسيم الحدود والمواطنون بلا جوازات سفر!

خيارات التصدير

أوضح المتحدث باسم وزيرة الطاقة الإسرائيلية، أن المحادثات تجري منذ آذار/مارس لوضع إطار عمل قانوني يسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر، مشيراً إلى أن الخيار الآخر سيكون خط أنابيب يربط حقول الغاز الإسرائيلية بكل من قبرص واليونان والمعروف بمشروع شرق المتوسط “إيست ميد” ثم إلى أوروبا عبر إيطاليا.

وتحذو دول أخرى حذو أوروبا بتوريد الغاز من إسرائيل، مثل تركيا التي تخوض مباحثات في هذا الشأن مع تل أبيب، في مسعى لخفض الاعتماد على غاز روسيا التي تستمر بحربها على أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي.

واستورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي خلال العام الماضي، أي ما يمثّل 45 بالمئة من إجمالي واردات الاتحاد من الغاز الطبيعي.

اقرأ أيضاً : مصر وإسرائيل تستعدان لتوريد الغاز إلى أوروبا