أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

السعودية أصبحت تملك حدوداً مع إسرائيل لأول مرّة.. اتفاق تيران وصنافير مؤشرات “سلام بين السطور”

أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحديد موعد سحب قوات حفظ السلام الدولية وتأكيد اتفاق تيران وصنافير، الجزيرتان غير المأهولتان بالبحر الأحمر، تساؤلات حول كيف ستكون علاقة المملكة العربية السعودية بعد أن تصبح الجزيرتان تحت سيادتها مع جارتها في الحدود البحرية لأول مرّة “إسرائيل”، وخصوصاً بعد فتح الأجواء السعودية أمام الطيران الإسرائيلي لأول مرّة أيضاً، وهل ذلك بمثابة اتفاقية سلام “جزئية” أو “بين السطور” بدعمٍ أمريكي.

اتفاق تيران وصنافير

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس الجمعة، بعد لقاء الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أن قوات حفظ السلام الدولية، بما فيها الأمريكية، ستغادر جزيرة تيران بحلول نهاية العام الحالي، وهي الجزيرة التي تنازلت مصر عن سيادتها عليها لصالح السعودية في العام 2016، إلى جانب جزيرة صنافير.

ونص البيان الذي أصدرت السعودية والولايات المتحدة أمس الجمعة: “بعد محادثات أجراها بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على أن القوات الأميركية وقوات حفظ السلام الأخرى ستغادر جزيرة تيران التي تتمركز فيها في إطار اتفاقات أبرمت في عام 1978، والتي أدت إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر”.

وتحتل جزيرة تيران موقعاً إستراتيجياً في مدخل خليج العقبة بين السعودية ومصر على الطريق إلى ميناء إيلات الإسرائيلي.

وقال الرئيس الأميركي في كلمة عقب لقائه كبار المسؤولين السعوديين، إن قوات حفظ السلام الدولية ستغادر جزيرة تيران في البحر الأحمر حيث كانت فيها منذ أكثر من 40 عاماً.

وفي بيان للبيت الأبيض حول الاتفاق قال: “رحب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي جرى التفاوض عليه على مدى أشهر عدة، وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل”.

وذكر البيت الأبيض في البيان نفسه أن “المملكة العربية السعودية وافقت على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها”، والتي نصت أساسا على اعتبار جزيرتي تيران وصنافير جزءًا من منطقة لا توجَد فيها قوات عسكرية، وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيات.

بنود الاتفاق مع مصر

وفي عام 2017 كشفت مصر أن السعودية وافقت على الوفاء بالتزامات مصرية متعلقة باتفاقية السلام، وإشارة إلى اتفاق أردني لاحق مع إسرائيل، بعد إقرار سيادة المملكة على الجزيرتين.

السعودية أصبحت تملك حدوداً مع إسرائيل لأول مرّة.. اتفاق تيران وصنافير مؤشرات "سلام بين السطور"
السعودية أصبحت تملك حدوداً مع إسرائيل لأول مرّة.. اتفاق تيران وصنافير مؤشرات “سلام بين السطور”

وتضمن خطابات سعودية لمصر في وثائق رسمية نشرتها وسائل إعلام مصرية، إشارة إلى تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، استناداً إلى سماح المملكة في عام 1950 بإدارتهما من جانب القاهرة لتعزيز الموقف المصري ضد إسرائيل وتواجدها “الاحتلالي” آنذاك، وطلب عودة الجزيرتين بعد أن انتهت أسباب الإعارة.

وجاء الخطاب الرابع في 8 أبريل/نيسان 2016، من ولي ولي العهد السعودي حينها الأمير محمد بن سلمان، لرئيس وزراء مصر، يؤكد التزام السعودية بالقانون الدولي، وفق 5 مبادئ؛ تنص من بين أمور أخرى على عدم استخدام الجزيرتين في دعم أو تخطيط أو تنفيذ أي عمل عسكري، وقصر الوجود الأمني في الجزيرتين على الأجهزة الأمنية غير العسكرية، بما في ذلك حرس الحدود.

وكشفت الملحقات أيضاً عن ثلاثة تعهدات متضمنة في خطابات وُجهت إلى إسرائيل، تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بالترتيبات القائمة فيما يخص مضيق “تيران” وجزيرتي “تيران وصنافير”.

ووقعت مصر والسعودية في 8 أبريل/نيسان 2016 على الاتفاقية التي نقلت بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة.

تاريخ الجزيرتان

وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيادة مصر منذ 1950، واحتلتهما إسرائيل أثناء حرب السويس التي خاضتها ضد مصر مع فرنسا وبريطانيا عام 1956، وانطلقت من الجزيرتين الشرارة التي أشعلت الحرب العربية الإسرائيلية في 1967، عندما أعلنت مصر نشر قواتها فيهما، وإغلاق مضيق تيران.

واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979.

وتبعد جزيرة تيران البالغة مساحتها 61.5 كيلومتراً مربعاً قرابة 6 كيلومترات عن الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء حيث تقع مدينة شرم الشيخ، وأما جزيرة صنافير (33 كيلومتراً مربعاً)، فتقع على بعد 2.5 كيلومتر شرقاً.

وتتحكم الجزيرتان بمضيق تيران الذي يسمح بالوصول إلى مينائي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني من البحر الأحمر، منا تجعلهما تشرفان على ممر مائي دولي مهم جداً في طريق التجارة العالمية.

اتفاق جزئي بين السعودية وإسرائيل

وأوضحت مصادر إعلامية أن انتقال السيادة على الجزيرتَين إلى السعوديّة مرهون فعليًا بموافقة إسرائيل لأنّهما جزء من اتّفاقيّات السلام المبرمة مع مصر. إلا أنّ الدولة العبريّة قبل أيّام أعلنت أنّه “ليس لديها اعتراض” على تسليمهما إلى المملكة.

ويرى مراقبون أنّ الضوء الأخضر الإسرائيلي لانتقال الجزيرتَين إلى السعوديّة هو من المؤشّرات الإضافيّة على الانفتاح القائم بين إسرائيل والمملكة.

وكانت طائرة بايدن التي انتقلت من مطار بن غورين بتل أبيب إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة، جاءت كأول طائرة تنتقل مباشرة بين إسرائيل والسعودية، وأصبح بايدن أول رئيس أمريكي ينتقل بمثل هذه الرحلة النادرة.

وسبق رحلة بايدن إعلان السعودية فتح أجوائها أمام جميع الرحلات الدولية، بما في ذلك الطائرات الإسرائيلية، وهو ما اعتبره خبراء أنه أولى خطوات “السلام” بين السعودية وإسرائيل.

وسبق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن أدلى بتصريحات اعتبر فيها أن إسرائيل ليست عدو للمملكة، معتبراً أنّ الخلاف بينهما يدور حول القضية الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين.

مواضيع ذات صِلة : ما قصة جزيرتي تيران وصنافير التي تود إسرائيل نقلهما للسعودية؟

يشار إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر أن هدف زيارته إلى الشرق الأوسط عموماً والسعودية خصوصاً هو دفع عمليات السلام بين إسرائيل ودول المنطقة.

شاهد أيضاً : جزيرة يابانية يبلغ عدد القطط فيها 6 أضعاف عدد البشر.. و حديقة منزل بريطاني تحتوي على 1.4 مليون ضفدع

السعودية أصبحت تملك حدوداً مع إسرائيل لأول مرّة.. اتفاق تيران وصنافير مؤشرات "سلام بين السطور"
السعودية أصبحت تملك حدوداً مع إسرائيل لأول مرّة.. اتفاق تيران وصنافير مؤشرات “سلام بين السطور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى