أخبار العالمسلايد رئيسي

خامنئي يوزع الأدوار في سوريا بين بوتين وأردوغان.. ويملي عليهما المطلوب (فيديو)

فيما يبدو أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، لم تكن محط رضى كل من إيران وتركيا وروسيا، فما أن أنهى الأول جولته حتى توافد رئيسي تركيا وروسيا إلى إيران لعقد قمة “أستانا” حول سوريا لبحث كيفية إخراج القوات الأمريكية منها بالإضافة إلى تنفيذ ما أملاه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على كل من بوتين وأردوغان.

خامنئي يلتقي بوتين

عقب وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له إلى طهران، في وقتٍ سابق من اليوم الثلاثاء، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي زعيم الكرملين لطرد الأمريكيين من منطقة شرق الفرات في سوريا.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن المرشد الإيراني “أكد أهمية القضية السورية ومعارضة طهران لأي هجوم عسكري على هذا البلد”.

وقال: “هناك قضية أخرى مهمة في سوريا وهي احتلال الأمريكيين للمناطق الخصبة والغنية بالنفط شرق الفرات، والتي يجب حلها بطردهم من تلك المنطقة”.

وأضاف: “الحرب أمر عنيف وقاس وصعب ولا تحبذها إيران، ولكن في القضية الأوكرانية إن لم تأخذ روسيا بزمام المبادرة، لكانت الطرف الآخر تسبب باندلاع الحرب”، حسب تعبيره.

وأوضح خامنئي أن الرئيسين الإيراني والروسي “أصحاب مبادرات فاعلة؛ لذا يجب أن يصل التعاون بين البلدين إلى ذروته في هذه الفترة”.

كما أشار إلى أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا إلى زيادة التعاون المتبادل، مبيناً أن التعاون طويل الأمد بين طهران وموسكو يصب في مصلحة البلدين.

كذلك، أيد خامنئي “سياسة استبدال العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين واستبدال الدولار”، وقال: “يجب إبعاد الدولار تدريجياً عن مسار التعاملات العالمية”.

واعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين “ضرورة تخدم مصالح طهران وموسكو لا سيما مع العقوبات المفروضة عليهما”، مشيراً إلى أن هناك العديد من التفاهمات والعقود بين البلدين، لا سيما في قطاع النفط والغاز التي يجب متابعتها حتى النهاية من اجل تنفيذها.

وشدد خامنئي أنه من الضروري التمسك باليقظة ضد السياسات المخادعة للغرب، مضيفاً “الغرب لا يريد روسيا قوية ومستقلة، والناتو كيان خطير”.

وتابع: “إذا كان الطريق مفتوحاً أمام الناتو، فلا يعرف هذا الحلف حدوداً، وإن لم يتم إيقافه في أوكرانيا، لكانوا بداؤوا الحرب نفسها في وقت لاحق وتحت ذريعة شبه جزيرة القرم”.

وبحسب المرشد الأعلى الإيراني، فإن أمريكا والغرب اليوم “أضعف” من السابق، متابعاً “على الرغم من الجهود والتكاليف الكبيرة التي تحملها الغرب، فإن نجاح سياساتها في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، قد تضاءل بشكل كبير”.

كما أعرب عن إعجابه بالمواقف الأخيرة للرئيس الروسي ضد إسرائيل، وخاطب خامنئي بوتين: “الجانب الأمريكي بلطجي وماكر وإحدى العوامل التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق هو الانخداع بالسياسات الأمريكية، لكن روسيا حافظت على استقلالها خلال فترة توليكم الرئاسة”.

بوتين يلتقي رئيسي

وكان بوتين التقى نظيره الايراني إبراهيم رئيسي فور وصوله إلى العاصمة طهران.

وخلال اللقاء، أعرب رئيسي عن أمله في أن تكون زيارة الرئيس الروسي “نقطة تحول للتعاون المستقبلي” بين البلدين.

وتأتي زيارة بوتين إلى طهران في خضم تهديدات واشنطن بفرض عقوبات جديدة في حال التوصل إلى اتفاق بإرسال المسيرات الإيرانية إلى روسيا.

خامنئي يلتقي أردوغان

على صعيدٍ متصل، وجّه المرشد الإيراني الأعلى خلال لقاءٍ جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب وصوله إلى طهران في وقتٍ سابق، رسائل متعددة تحت عنوان معارضة بلاده أي هجوم عسكري تركي على شمال سوريا.

وقال خامنئي، وفق الموقع الإعلامي لمكتبه، في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إنَّ “الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم للغاية وأي هجوم عسكري على شمال سوريا يعود بالضرر حتماً على تركيا وسوريا وكل المنطقة وسيصب في مصلحة الإرهابيين”.

وأضاف: “الهجوم لن يحقق الإجراء السياسي المتوقع من الحكومة السورية”.

وشدد المرشد الإيراني على “ضرورة حل القضية السورية عبر التفاوض بين إيران وتركيا وسوريا وروسيا”.

كما وجه خامنئي انتقادات غير مباشرة لتركيا بسبب علاقاتها مع إسرائيل، قائلاً: “على الرغم من إقبال بعض الدول على الكيان الصهيوني فإن الشعوب تعارض هذا الكيان بشكل كامل وعميق”، داعياً إلى “عدم الاتكال على أمريكا وإسرائيل”.

وبشأن العلاقات الثنائية، اعتبر أن حجم العلاقات والتعاون الاقتصادي “لا يعكس الطاقات والفرص الموجودة في البلدين”.

من جهته، قال الرئيس التركي إنَّ “الموقف التركي بشأن وحدة الأراضي التركية واضح”، داعياً النظام السوري إلى “إطلاق المسارات السياسية”، وأوضح أن “القضية السورية على أجندة مؤتمر أستانا بشكل خاص ونأمل في الحصول على نتائج جيدة”.

أردوغان يلتقي بوتين في طهران

في السياق ذاته، التقى الرئيس التركي بنظيره الروسي في طهران، وتحدثا عن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وقال بوتين متوجهاً إلى أردوغان: “بفضل وساطتكم، أحرزنا تقدّماً. لم تحل كل المسائل بعد، هذا صحيح، لكن هناك حركة وهذا أمر جيّد”.

https://twitter.com/Drmahir1/status/1549459992952115201?t=klwLRRedYoqX9-mvas94VQ&s=19

وفي وقتٍ سابق من اليوم، ذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن عملية التسوية السورية بصيغة أستانا التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، ستكون في مركز الاهتمام خلال زيارة الرئيس بوتين إلى طهران.

من جانبه، أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي أن بوتين وأردوغان ورئيسي سوف يوقعون بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم في طهران، وقد تم بالفعل إعداد مسودته.

كذلك لم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن تجرى اتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد بعد زيارة بوتين لإيران.

اقرأ أيضًا: انطلاق “قمة أستانا” في طهران.. والعملية التركية شمال سوريا على الطاولة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى