أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

باريس قبلةٌ للعرب في أيام.. ملفات قد تقلب موازين العالم ينقلها زعماء المرحلة 

أصبحت باريس خلال أيام قليلة، قبلةً لزعماء عرب، حيث زارها 3 رؤساء، وينتظر وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إليها في ثاني محطاتها خلال جولته الأوروبية، فيما يبدو أن تنسيقاً عربياً أوروبياً يلوح بالأفق بملفات أبرزها الطاقة التي فشل الرئيس الأمريكي بحصد إنجازات تحسب له فيه في زيارته إلى الشرق الأوسط، حيث استطاعت باريس جمع من يوصفون بأنهم “زعماء المرحلة” في الإليزيه، من بن زايد إلى بن سلمان وصولاً إلى السيسي.

بن سلمان في فرنسا

يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس غداً الأربعاء، قادماً من أثينا، في زيارة رسمية لفرنسا تستغرق يومين، تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية.

وذكرت مصادر سعودية لوسائل إعلام، أن بن سلمان سيجري خلال الزيارة مباحثات في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن، والانتخابات الرئاسية في لبنان وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار بعيداً عن التدخلات الخارجية وسيطرة المليشيات التابعة لإيران على القرار في البلاد، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

إلى جانب ذلك سيتم في المباحثات استعراض خطوات تشكيل مجلس شراكة استراتيجي سعودي-فرنسي، وتعزيز أوجه التعاون في مجالات الطاقة ومسار التعاون على صعيد تصنيع سفن وفرقاطات بالسعودية، في ضوء مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة ومجموعة “نافال” الفرنسية الموقعة بين الطرفين في فبراير 2019 .

كما سيتم خلال الزيارة بحث تأسيس تعاون تكنولوجي جديد بين الرياض وباريس، في ظل وجود اهتمام سعودي كبير بالحلول التقنية السحابية الفرنسية، إذ تتطلع الرياض إلى تعزيز مراكز البيانات والخدمات السحابية لديها لتكون قادرة على التعامل مع البيانات السيادية.

وكانت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا في عام 2018 شهدت توقيع 19 بروتوكولاً واتفاقاً بين شركات فرنسية وسعودية بقيمة إجمالية تزيد على 18 مليار دولار، شملت قطاعات صناعية مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه، إضافة إلى السياحة والثقافة والصحة والزراعة.

زعماء المرحلة يزورون باريس

وقبل أيام وصل باريس توالياً، رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس السُلطة الفلسطينية، محمود عباس.

باريس قبلةٌ للعرب في أيام.. ملفات قد تقلب موازين العالم ينقلها زعماء المرحلة 
باريس قبلةٌ للعرب في أيام.. ملفات قد تقلب موازين العالم ينقلها زعماء المرحلة 

ومع أول زيارة خارجية لرئيس الإمارات الجديد، الشيخ محمد بن زايد إلى باريس، كان أثر اختيارها مهماً على صعيد علاقة البلدين، ما حرك إشادات قوية من الجانب الفرنسي.

وعلى إثر الزيارة وقعت فرنسا والإمارات “اتفاقية شراكة استراتيجية عالمية حول التعاون في مجال الطاقة”، وأكد بن زايد لماكرون دعم أبوظبي لأمن الطاقة في فرنسا والعالم.

وبحسب بيان ستساعد الاتفاقية الجديدة بين البلدين على “إنشاء إطار عمل مستقر طويل الأجل لهذا التعاون، لتمهيد الطريق لعقود صناعية جديدة وتحديد مشاريع الاستثمار المشتركة المستقبلية”، بما يشمل “إمكانية إنشاء صندوق ثنائي لتمويل المشاريع الخضراء”.

السيسي وعباس

والأربعاء الماضي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في قصر الإليزيه، إلى استئناف “الحوار السياسي المباشر” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، المتعثر حالياً، مؤكداً “ليس لدينا بديل عن إحياء جهودنا من أجل السلام”.

وجاءت زيارة عباس إلى فرنسا بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد ولقائه إيمانويل ماكرون، ما يوضح الدور الفرنسي بالضغط على جانبي الصراع.

والجمعة الماضية، حلّ الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ضيفاً على باريس، حيث التقى الرئيس ماكرون في قمة ثنائية عكست عمق العلاقات.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن اللقاء شهد إجراء مباحثات بين الرئيسين، والتأكيد على اعتزازهما بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، والالتزام بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات على نحو بناء وإيجابي.

وأوضح المتحدث أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية ذات الصلة، سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو في الداخل الفلسطيني بما فيها جهود إعادة إعمار غزة.

الشرق الأوسط يرتّب أوراقه

خلال أزمة الطاقة الأخيرة في العالم، ظهرت أهمية منطقة الشرق الأوسط ودور دولها التي تملك معظم احتياطيات العالم من الطاقة، مما أعطى زعماء المرحلة الجديدة في تلك الدول دفعة سياسية قوية.

وزار الرئيس الأمريكي جو بايدن المنطقة لأول مرّة والتقى زعماء عرب، إلا أنّ سياسته التي تسببت بتوتر الأوضاع بين أمريكا وبلدان الشرق الأوسط، جعلت منه يعود إلى واشنطن خالي الوفاض دون تحقيق نتائج ملموسة من أهداف الزيارة.

وبذات الوقت شهدت المنطقة تحركات مكثّفة على الطرف الآخر، حيث زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دولاً خليجية، بينما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران، كما كان للصين أيضاً زيارات سياسية.

بالمقابل فإن الزعماء العرب كثّفوا لقاءاتهم التشاورية التي وصفت بأنها لتنسيق المواقف، وبدت الدول العربية عموماً بأنها صاحبة الكلمة الفصل بملفات بارزة، لا سيما ملف الطاقة.

أزمة الطاقة

رغم أن الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة لشهرها السادس، وسط تلويح روسي بملف الطاقة للضغط على أوروبا، واتجاه الدول الأوروبية للبحث عن مصادر جديدة للطاقة، إلا أنّ دول الخليج العربي خصوصاً انتهجت سياسة مرنة بالتعامل مع الملف.

حيث وافقت السعودية والإمارات على رفع كميات إنتاج النفط، إلا أنّ ذلك ضمن خطة أوبك بلس التي تعتبر روسيا جزء منها.

مواضيع ذات صِلة : ضمن جولة أوروبية.. بن سلمان الى فرنسا واتفاقات الطاقة على طاولة ماكرون

ومع استمرار رفض الدول الخليجية للطلبات الأمريكية بزيادة الإنتاج للنفط وخفض الأسعار، فإن علاقة الخليج بأوروبا يبدو أنها أكثر تطوراً وأحسن حالاً من العلاقة مع أمريكا، لذلك اتجهت أوروبا لعقد شراكات طويلة الأمد مع دول الخليج مباشرةً بدون الحاجة لوجود الوسيط الأمريكي الذي كان يلعب دوراً كحليف تقليدي لتلك الدول.

شاهد أيضاً : الأميرة نورة .. المرأة التي دعمت الملك عبد العزيز ( أخو نورة ) في تأسيس الدولة السعودية الحديثة

باريس قبلةٌ للعرب في أيام.. ملفات قد تقلب موازين العالم ينقلها زعماء المرحلة 
باريس قبلةٌ للعرب في أيام.. ملفات قد تقلب موازين العالم ينقلها زعماء المرحلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى