مقاتلي طالبان يرفعون علمهم بأراضي إيرانية.. اشتباكات وقتيل تشعل حدود إيران وأفغانستان
تشهد الحدود بين إيران وأفغانستان توترات بين الحين والآخر، آخرها مع إعلان مسؤول محلي أفغاني، اليوم الأحد أن قتيلاً وجريحاً سقطا بإطلاق نار من القوات الإيرانية استهدف موقعاً حدودياً غربي أفغانستان.
اشتباكات على حدود إيران وأفغانستان
ونقلت وسائل إعلام أيرانية عن ميثم برازنده محافظ مدينة هيرمند في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية قوله: إن اشتباكات اندلعت بين قوات حرس الحدود الإيراني وعناصر من طالبان بمنطقة شغالك في مدينة هيرمند بالمحافظة.
وأوضح المسؤول الإيراني أن الاشتباكات استمرت بين إيران وأفغانستان لفترة ولا توجد معلومات وافية بشأن أسباب اندلاعها، وفق تعبيره.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية “تسنيم”، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن طالبان فتحت النار على منازل على الطرف الشرقي من المحافظة، في منطقة شقلك، عبر الحدود من ولاية نمروز الأفغانية.
وذكر تقرير الوكالة الإيرانية أيضاً أن قوات طالبان حاولت رفع علم طالبان في منطقة ليست جزءاً من أراضي أفغانستان وأن الهدوء قد عاد بعد تبادل إطلاق النار.
وبحسب المصادر الأفغانية هذا الاشتباك العاشر بين إيران وقوات من حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان منذ عودتها إلى السلطة في آب من العام الماضي.
وكان مسلحو طالبان قد استولوا على عدد من نقاط التفتيش على الجانب الإيراني من الحدود، في ديسمبر الماضي، لكنهم سرعان ما انسحبوا، ووصف الجانبان الواقعة بأنها “سوء تفاهم”.
اقرأ أيضاً|| شاهد|| ”الحدود الأفغانية الإيرانية ملتهبة”.. اشتباك بين طالبان وحرس الحدود الإيراني
طالبان وإيران
تعتبر العلاقة بين حركة طالبان وهي حركة إسلامية متشددة، اتباعها معظمهم من “المذهب السنّي”، وإيران التي يحكمها نظام “شيعي”، علاقة معقدة للغاية.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت، في وقتٍ سابق، أنها ستبني علاقات تعاون اقتصادي مع إيران، بحسب وسائل إعلام محلية أفغانية، منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إذ أعلنت الحركة أنّ “شركة الكهرباء الوطنية الأفغانية تخطط لاستيراد الكهرباء من إيران، على أمل تجنب أزمة كهرباء تلوح في الأفق في البلاد”.
وقبل شهرين أغلقت إيران معبر “دوغارون -إسلام قلعة” الحدودي بين أفغانستان وإيران بعد تصاعد التوتر والاشتباكات بين حرس الحدود الأفغاني والإيراني في ولايتي هرات ونيمروز غربي أفغانستان.
وحدث التوتر الأخير على معبر إسلام قلعة بعد أن حاولت القوات الإيرانية منع القوات الأفغانية من شق طريق بالقرب من المعبر الحدودي واستيلاء مقاتلي طالبان على سيارة عسكرية تابعة للقوات الإيرانية واحتجاز طاقهما لساعات طويلة.
ومن الأسباب التي أدت إلى بعض الاشتباكات بحسب وسائل إعلام إيرانية، هو بناء حرس الحدود الإيراني نقاط تفتيش على طول الحدود، أما الاشتباك الحدودي الثاني فكان بسبب قيام قوات إيرانية بحفر خندق قرب الحدود المشتركة وأدى الاشتباك إلى مقتل جنديين إيرانيين، أما الأخير فكان قرب معبر إسلام قلعة في ولاية هرات بعد دخول قوات إيرانية الأراضي الأفغانية.
وقبل 3 أشهر شهدت العلاقات توترات واسعة على إثر مظاهرات في أفغانستان احتجت على سوء معاملة إيران للاجئين الأفغان، وقام المتظاهرون بحرق قنصلية إيران في هرات.
وفي 13 أبريل، استدعت إيران القائم بالأعمال في السفارة الأفغانية، للاحتجاج على أعمال عنف استهدفت قنصليتها في هرات، وأعلنت إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان حتى إشعار آخر.
ورفضت إيران مثل الكثير من دول العالم، الاعتراف رسمياً بحكومة طالبان طالما أنها لا تظهر الشمولية، لكن ومع ذلك، فإن التجارة مع أفغانستان، التي تستضيف طرقاً برية متعددة إلى آسيا الوسطى غير الساحلية، لا تزال نشطة بنحو 2.9 مليار دولار أميركي سنوياً.