أخبار العالمسلايد رئيسي

مخطط روسي “خطير” في مفاعل زابوريجيا النووي لـ”ضرب عصفورين بحجر”

كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الإثنين، عن وجود مخطط روسي وصف بأنه “خطير”، وراء تعرض مفاعل زابوريجيا النووي إلى القصف قبل أيام وتبادل الاتهامات مع القوات بتعريض سلامة المحطة النووية الكبيرة للخطر.

مخطط روسي خطير

صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، قالت إن أولى العلامات التي تنبئ بحدوث المخطط قد ظهرت عندما لاحظ الطاقم المتناقص من الفنيين الأوكرانيين الذين يديرون محطة زابوريجيا أن مسؤولين وفنين من شركة الطاقة الذرية الحكومية الروسية قد غادروا المبنى دون تفسير، في الخامس من أغسطس الحالي، لتحدث بعد ذلك انفجارات في عصر ذلك اليوم مما أدى إلى إغلاق أحد خطي الطاقة المتبقيين في الخدمة، وفقًا لشهادات بعض العمال في المحطة.

مخطط روسي "خطير" في مفاعل زابوريجيا النووي لـ"ضرب عصفورين بحجر"
مخطط روسي “خطير” في مفاعل زابوريجيا النووي لـ”ضرب عصفورين بحجر”

وتنقل الصحيفة عن خبراء أن سيطرة القوات “الغازية” على محطة زابوريجيا للطاقة النووية تهدف إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، وهما حرمان أوكرانيا من خمس الطاقة الكهربائية و”سرقة” تلك الطاقة إلى المناطق التي تسيطر عليها موسكو ومن ثم إلى الأراضي الروسية.

خطوة مقصودة

وبحسب الصحيفة الأمريكية نقلاً عن خبراء قولهم، إن القصف لم يكن حادثاً من المحتمل أن يتسبب في كارثة نووية، بل كان خطوة متعمدة مقصودة في سبيل سرقة الطاقة الكهربائية عن طريق قطع اتصال خطوط إمداد المحطة ببقية الأراضي الأوكرانية.

وتقول سوريا جايانتي، وهي خبيرةٌ بسياسات أوروبا الشرقية ودبلوماسيةٌ أمريكية سابقة شغلت منصب رئيس إدارة الطاقة بسفارة الولايات المتحدة في كييف في  ما بين عامي 2018 و2020، في حديث الصحيفة: إن مصادرة مثل هذا الإمداد الضخم من الطاقة الرخيصة والموثوقة سوف يجعل أوكرانيا تعتمد على الاتحاد الأوروبي، حيث سجلت أسعار الكهرباء الأسبوع الماضي مستويات قياسية.

وتابعت: “إن سرقة روسيا لأكبر محطة طاقة نووية في أوروبا سوف يُشكّل مشكلة للقارة”.

روسيا تنفي

شركة “روساتوم” الروسية الحكومية للطاقة الذرية التي تشغل المحطة حالياً، أوضحت في بيان مكتوب أن تصريحات العمال عارية عن الصحة بشأن ما حدث في المحطة دون الخوض في التفاصيل.

إلا أن عمال المحطة، وبدعم من شهادات مسؤولين أوروبيين ومحللين نوويين مستقلين أكدوا أن القصف جاء من مواقع روسية، قائلين إن ذلك يخدم الهدف الأوسع للكرملين المتمثل في قطع اتصال طاقة زابوريجيا بالأراضي الأوكرانية المتبقية وإعادة توجيهها إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا.

قطع الطاقة عن أوروبا

وكانت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية، ذكرت أن الضربات استهدفت تدمير البنية التحتية، وإلحاق الضرر بخطوط نقل الطاقة، ونتيجة لذلك انقطعت خطوط التيار الكهربائي العابرة عبر جنوب أوكرانيا.

ويوم 5 أغسطس ضُرِبَ خط الكهرباء بقذيفة، بين المواقع الروسية والأوكرانية، وكان ثالث خط نقل من المحطة يتضرر منذ بَدْء الغزو في 24 فبراير الماضي، وبالتالي لم يتبق سوى خط إمداد واحد.

وقال العديد من موظفي المحطة النووية، بحَسب ما نقلت وول ستريت جورنال، إن الفنين الروس قد ناقشوا علنًا إعادة توجيه الكهرباء إلى الأراضي التي “تحتلها” موسكو ولتصل في النهاية إلى روسيا، علماً أن العديد من كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين، كانوا قد تعهدوا علانية بدمج محطة زابوريجيا مع نظام الطاقة الروسي، أو إجبار أوكرانيا على دفع تكاليف الكهرباء.

أوكرانيا حذرت

والأسبوع الفائت أكدت شركة “إينرغوآتوم” الأوكرانية، وفق بيان نقله وسائل إعلام، أن القوات الروسية تستعد لربط محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، محذرة من أن إعادة توجيه إنتاج المحطة من الكهرباء يهدد بإلحاق الضرر بها.

وصرح، بترو كوتين، رئيس شركة “إينرغوآتوم” المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية الأربع للتلفزيون الرسمي الأوكراني أن “القوات الروسية المتواجدة في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا تنفذ برنامجاً لشركة روسآتوم (المشغل الروسي) يهدف إلى ربط المحطة بشبكة كهرباء القرم”.

وأضاف: “للقيام بذلك يجب عليك أولاً إتلاف خطوط الطاقة الخاصة بالمحطة المتصلة بنظام الطاقة الأوكراني، ومن 7 إلى 9 أغسطس  أتلف الروس ثلاثة خطوط. وحالياً تعمل المحطة بخط إنتاج واحد فقط وهي طريقة عمل تشكل خطورة كبيرة”.

كوتين حذر من أنه” عند فصل آخر خط إنتاج، سيتم تشغيل المحطة بمولدات تعمل بالديزل، وسيعتمد كل شيء بعد ذلك على قدرة المولدات ومخزون الوقود المتوافر”.

ويوم السبت، قال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغريدة: “الهدف الروسي هو فصلنا عن زابوريجيا وإلقاء اللوم على الجيش الأوكراني.”

وقالت الحكومة الأوكرانية في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي إن المديرين التنفيذيين لشركة “روساتوم” يقودون الجهود الروسية لفصل المحطة النووية عن الشبكة الكهربائية الأوكرانية.

مواضيع ذات صِلة : “العالم يتجه للهاوية”.. خطوات روسية في محطة زابوريجيا النووية وتحذيرات من “كارثة”

وكانت روسيا قد رفضت المقترحات الأوكرانية بإرسال وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة براً عبر الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، بينما اعترضت كييف على اقتراح موسكو بأن تصل الوفود إلى المحطة عبر شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو.

شاهد أيضاً : تفاصيل اشتعال مبنى بجانب “محطة نووية أوكرانية” وتحذيرات كبيرة

مخطط روسي "خطير" في مفاعل زابوريجيا النووي لـ"ضرب عصفورين بحجر"
مخطط روسي “خطير” في مفاعل زابوريجيا النووي لـ”ضرب عصفورين بحجر”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى