أخبار العالم

شرط قبلته إيران وتراجعت فجعل الاتفاق النووي في “مهب الريح”

كشفت مصادر دبلوماسية لوسائل إعلام، اليوم السبت، أن الرد الإيراني على مشروع الاتفاق النووي المطروح كان “مفاجئاً” وشكّل “ضربة” لجولات التفاوض الماراثونية التي امتدت لأشهر بين إيران والدول الغربية.

 

سبب عرقلة الاتفاق النووي 

 

وأفاد عدد من الدبلوماسيين المطلعين عن كثب على المحادثات أن الرد الإيراني أعاد إدراج مطلب قديم كانت طهران قد تخلت عنه في ردها السابق الشهر الماضي.

 

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول أوروبي كبير منخرط بشكل مباشر في المفاوضات أن رد طهران أعاد فتح قضية تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي اعتقدت الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) أنه تم حلها.

 

كما وصف الرد “بغير المعقول على الإطلاق”، مضيفاً أنه يعيد فتح نص منسق الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، بشأن الضمانات النووية، بعد أن قبله الإيرانيون ضمنيًا في ردهم في 15 أغسطس”.

 

واعتبر المسؤول أنه “لا يمكن قراءة هذا إلا بأنهم لا يريدون إغلاق هذه الصفقة”، بحسب ما نقلت رويترز.

 

يأتي ذلك بعد أن أكد مسؤول أمريكي كبير بوقت سابق أن “إيران تخلت عن بعض مطالبها الرئيسية التي تعترض إحياء اتفاق 2015 ، ومن بينها ما يتعلق بتحقيقات وكالة الطاقة”.

 

 المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحافيين، أكدت أمس الجمعة، أنه ينبغي ألا يكون هناك أي ربط بين معاودة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة “الاتفاق النووي” والتحقيقات المتعلقة بالتزامات إيران القانونية بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”.

 

ويعتبر الانتهاء من إجراء ما يسمى تحقيقات الضمانات أمراً أساسيا بالنسبة للوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي تود ضمان ألا يستخدم أطراف معاهدة حظر الانتشار النووي المواد النووية سرا في صناعة سلاح نووي.

 

ردود على حل الاتحاد الأوروبي

 

الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من أغسطس الماضي، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) في فيينا، واستمرت 16 شهراً، نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.

 

وقد تسلم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الرد الإيراني الأول قبل نحو أسبوعين (منتصف أغسطس 2022). 

 

تلى ذلك الرد الأمريكي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي أخيراً رد طهران، مساء الخميس، والذي وضع المحادثات في مهب الريح، وسط غموض يلف مصيرها وما قد تحمله الخطوات المقبلة في هذا الملف.

مواضيع ذات صلة|| جنرال إيراني يهدد بـ”رد صاعق” بعد حديث عن اختراق طائرات إسرائيلية لأجواء بلاده

إيران تدافع عن ردها 

 

ودافع مسؤولون إيرانيون عن فحوى الرسالة، فيما تزداد مخاوف المؤيدين للاتفاق بشأن إغلاق النافذة المفتوحة منذ أبريل (نيسان) 2021، في أصعب أشواط الجهود الدبلوماسية لردع طموحات طهران النووية. 

 

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، الجمعة، إن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أكد ضرورة الحصول على اتفاق نووي جيد. 

 

وقال: إن عملية الرد الإيراني أخذت تسريع وتسهيل استخلاص النتائج بعين الاعتبار، وذلك أول تعليق له بعد إرسال رد إيران إلى واشنطن. 

 

وكتب مستشار الفريق المفاوض النووي الإيراني محمد مرندي في تغريدة على “تويتر”، أن “إيران ردت مثلما وعدت، حان اتخاذ قرار جدي من فريق بايدن في هذا المجال”. وفي إشارة ضمنية إلى تعليق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي وصف الرد الإيراني بـ”غير البناء”. 

 

بالمقابل انتقد رسول موسوي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، المواقف التي حذرت من ضياع فرصة عودة طهران إلى أسواق النفط، بينما تبحث الدول الأوروبية عن بديل للنفط والغاز الروسيين. 

اقرأ أيضاً|| اللحظة الأولى بعد توقيع الاتفاق النووي.. إيران تستعد لإغراق سوق النفط

 

وكان لافتاً أن الأوساط المؤيدة للحكومة الحالية بإيران تتحدث عن رهان طهران على شتاء أوروبا وسط أزمة الطاقة التي تواجه القارة بسبب الحرب الأوكرانية ووقف صادرات الغاز الروسية.

 

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حدّد أربعة شروط لقبول طهران بإحياء الاتفاق النووي، على رأسها إنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بآثار اليورانيوم في مواقع إيرانية غير معلنة.

شرط قبلته إيران وتراجعت فجعل الاتفاق النووي في "مهب الريح"
شرط قبلته إيران وتراجعت فجعل الاتفاق النووي في “مهب الريح”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى