جولات اتفاق ترسيم الحدود انتهت.. رغم الصيغ الجديدة إسرائيل تبدأ الضخ من منصة كاريش

أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالاً من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين اطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية، مؤكداً أن جولات النقاش خُتمت وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة.

صيغة نهائية لاقتراح هوكشتاين

وقال بيان الرئاسة، إن الجانب اللبناني سيدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكشتاين بشكل دقيق تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب.

وأعرب عون عن أمله في إنجاز ترتيبات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل خلال أيام، وقال، “نأمل في إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال أيام بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة شوطاً متقدماً”.

وأكد عون أن “انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز، يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.

قلق من فشل اتفاق ترسيم الحدود

وعليه تعود الإيجابية نسبياً إلى مسار التفاوض، الذي يقوده آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل في سبيل ترسيم الحدود. إلا أن مسؤولون في إسرائيل أبدوا قلقهم من عدم التوصل لاتفاق، ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن المسؤوليين الإسرائيليين قولهم “إن فشل الاتفاق قد يدفع لبنان للجوء إلى الأمم المتحدة، لوضع الخط 29 كخط للتفاوض. وهذا ما سيجعل وضع كاريش مثيراً للجدل”.

وكانت إسرائيل رفضت التعديلات اللبنانية على مسودة الاتفاق الذي تبلوّر بتخلي لبنان عن الخط 29 الذي يشمل حقل كاريش، لمصلحة الخط 23 الذي يتقاطع أيضاً مع حقل كاريش ويضم حقل قانا.

وذكرت قناة “كان 11” العبرية، بوقت سابق، أن إسرائيل لن تستجيب ولن تعدل موقفها في حال طرح لبنان تعديلات جديدة على الاتفاق المتبلور، بل ستطرح مقترحاً مختلفاً جوهرياً.

ما الملاحظات اللبنانية؟

والملاحظات اللبنانية على الاتفاق تتلخص بنقطتين أساسيتين، الأولى مرتبطة بالتعويضات التي ستحصل عليها إسرائيل من حقل قانا، والثانية تتعلق بالمنطقة الأمنية المحيطة بخط العوامات.

بالنسبة إلى التعويضات التي يطالب بها الإسرائيليون، فإن لبنان يرفض أي ورود لها في المرسوم الذي سيعده ويرسله إلى الأمم المتحدة لترسيم حدوده، لأن أي إقرار من قبله بذلك يعني أن جزءاً من حقل قانا هو في المنطقة التي يسيطر عليها الإسرائيليون. وهذا لا يمكن القبول به، لأنه سيكون له تداعيات مستقبلية، خصوصاً بحال قرر الإسرائيليون فيما بعد منع الشركات من التنقيب في الجزء الجنوبي منه. لذلك، لا يريد لبنان أن يكون هناك أي إشارة إلى حق الإسرائيليين بالتعويضات.

أما بشأن المبالغ التي تطالب بها تل أبيب، فإن لبنان يحيل الأمر عليها وعلى شركة توتال. إذ حصل تفاوض مسبق بين الجانبين لوضع آلية دفع التعويضات، من دون أن يكون للبنان أي علاقة بهذا الأمر، وفق ما أوردت صحيفة “المدن”.

العوامات والمنطقة الأمنية

أما النقطة الثانية، فهي مسألة المنطقة الأمنية وخطّ العوامات. في البداية كان الإسرائيليون يريدون أن تكون هذه المنطقة تحت سيادتهم وسيطرتهم. أي أن تكون الحدود الدولية عند خط العوامات. رفض لبنان هذا الأمر بالمطلق، ثم برز مقترح لبناني يقضي بأن تكون هذه المنطقة تحت السيادة اللبنانية، ويتم إيجاد مخرج لها من خلال عمل قوات اليونفيل وتعديل صلاحياتها لتشمل البحر. ولكن فيما بعد، تمت إزالة هذا البند من المقترح. إذ اتُفق على عدم تناول هذه المنطقة حالياً، وتأجيلها وتركها معلقة إلى فترة لاحقة. وهذا ما رفضه الإسرائيليون.

تحظى هذه النقطة باهتمام مركّز من قبل هوكتشاين، نظراً لأهميتها بالنسبة إلى إسرائيل. فيما تشير المصادر إلى أن آلية العمل للوصول إلى صيغة مرضية للطرفين، تقوم على اعتبار هذه المنطقة هي منطقة استخراج للنفط تحت سيادة لبنان، على أن تكون محمية ومضمونة بدافع الاستثمار والعمل في التنقيب. ويتم إيجاد صيغة لضمان الحماية الأمنية فيها سواء من خلال الأمم المتحدة أو من خلال آلية أخرى، إلا أن حزب الله حتى الآن يرفض توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل.

كاريش تبدأ

وعلى وقع التفاوض والتواصل بين هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، عملت شركة إنرجين باور على تجربة لتشغيل المنصة. وأعلنت الشركة عن ربط المنصة بأنابيب التوصيل وبدء عملية الضخ التجريبي العكسي من الشاطئ إلى المنصة. وأشار بيان لشركة إنيرجين، إلى أنّ تدفق الغاز على الساحل خطوة مهمة في عملية تشغيل المنصة.

مواضيع ذات صِلة : ترسيم الحدود البحرية.. إسرائيل ترفض مقترح لبناني وتُهدد “حزب الله”

وكان لبنان تبلغ مسبقاً من الجانب الأمريكي أنه خلال الأيام المقبلة سيحصل ضخ عكسي للغاز من البر إلى البحر، في إطار الأعمال التجريبية في حقل كاريش. ويأتي هذا من باب التنسيق، كي لا يحصل أي رد فعل، باعتبار أن إنتاج الغاز لم يبدأ بعد.

شاهد أيضاً : شابة لبنانية مسلحة تقتحم بنك في بيروت وتأخذ أموالها