تحركات عسكرية روسية جزائرية قرب حدود المغرب تثير جدلاً بعد “دلالة رمزية” فيها

أثير جدل واسع بعد تحركات عسكرية روسية جزائرية قرب حدود المغرب في إطار مناورات “درع الصحراء 2022″، والتي جاءت بتوقيت حساس نتيجة الخلافات بين البلدين الجارين من جهة والتنافس الروسي الغربي لكسب ود دول المنطقة من جهة ثانية.

تحركات عسكرية روسية جزائرية

وحسب ما نقلت وسائل إعلام، فإن التدريبات انطلقت قبل يومين وتستمر حتى 28 الشهر الجاري، في قاعدة “حماقير” بالجزائر، ويشارك بها 80 عسكرياً روسياً ومثلهم من الجيش الجزائري.

وحسب بيان الدفاع الجزائرية فإن التدريبات تهدف إلى “مكافحة الإرهاب في الصحراء، والتدريب على كشف وتدمير الجماعات المسلحة، وتعزيز التعاون بين الجيشين الروسي والجزائري”.

ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية أنه تم تحديد “حماقير” بولاية بشار كمسرح للمناورات العسكرية، كونه يحمل دلالة رمزية تعود إلى “حقبة الاستعمار”، حسب وصفها.

ومنطقة “حماقير” متاخمة للحدود الشرقية للمغرب، وتقام التدريبات بعد 50 كيلومتراً فقط من الحدود المغربية الجزائرية، وفقاً لموقع “لوديسك” المغربي.

وأكد الموقع المغربي أن الجزائر تعزز من تواجد “القوات الجوية العسكرية” بالقرب من الحدود مع المغرب، مع التركيز بشكل خاص على مطار تندوف.

تعزيز العلاقات الروسية الجزائرية

وتميل الجزائر إلى روسيا في ظل الصراع العالمي بينها وبين الغرب، وتستورد الجزائر العديد من الأسلحة الروسية منذ مدة طويلة لتعزيز قواتها.

وذكر موقع “فرانس انفو” الفرنسي أن هناك احتمالية بشراء الجزائر لمقاتلات من الجيل الخامس لطراز “سوخوي” الروسية، في ظل التقارب بين البلدين، ويعتبر ذلك صفقة مهمة لروسيا.

وكانت الجزائر حصلت على 100 صاروخ من طراز BMP-3s، بالإضافة إلى تحسين طائرتي BMP-1 وBMP-2 إلى معايير أحدث، وتحديداً لتزويدهما بأنظمة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، من روسيا.

علاقات لجني الفوائد

وذكرت وسائل إعلام روسية أن الجزائر تسعى إلى جني فوائد من المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وأوضحت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية أن الجزائر مستمرة في التحضير لزيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا. وقد أعربت وزارة خارجية الجزائر عن أملها في أن تتم الزيارة قبل نهاية العام وأن تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي لم تسمه قوله: إنه يلزم بذل جهود خاصة لوضع برنامج تعاون شامل.

اقرأ المزيد|| الجزائر تكشف تفاصيل زيارة تبون إلى روسيا

وشدد التقرير أن أبرز الملفات التي يمكن أن يحملها تبون إلى موسكو هي “توريد الأسلحة”، حيث تعد الجزائر من بين أكبر ثلاثة مستوردين للمنتجات الدفاعية الروسية.

وبالوقت نفسه يلفت التقرير إلى أن الدول الغربية تراقب تطور العلاقات الروسية الجزائرية، حيث كانت قد بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، من الحزبين، قبل نحو شهرين، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تطالب بفرض عقوبات على الجزائر رداً على اهتمامها المنتظم بالأسلحة الروسية.

وتشير الصحيفة الروسية إلى أن هناك أيضاً تطوراً بالعلاقات الجزائرية الصينية لا سيما في ملف توريد السلاح والتقنيات الصينية العسكرية، رغم أن الصين تبيع أيضاً تقنيات إلى المغرب الجارة.

كما تنقل الصحيفة عن الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، وخبير مجلس الشؤون الدولية الروسي أنطون مارداسوف، قوله: إنه لا يرى أن الجزائر ستستغني عن الأسلحة الروسية سريعاً، حتى أمام الاهتمام الوثيق من الولايات المتحدة.

توترات مع المغرب

علاقات روسيا والجزائر زادت الجدل بالمنطقة لا سيما أن المغرب يقف بشكلٍ او بآخر إلى جانب حلفائه التقليديين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، خصوصاً مع انقسام العالم بين المعسكريين الروسي والغربي بعد حرب أوكرانيا.

وفقاً لتقرير لصحيفة “ladepeche” الفرنسية، تندرج “المناورات المشتركة بالقرب من الحدود المغربية في سياق توترات مع الرباط والحرب في أوكرانيا”.

وفي 24 أغسطس 2021، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهمة الرباط “بارتكاب أعمال عدائية” منذ استقلال الجزائر في 1962، وهو ما نفاه المغرب.

ومؤخراً خلال القمة العربية التي عقدت في الجزائر مطلع الشهر الجاري زادت التوترات بين البلدين، بعد أن دعا الملك المغربي الرئيس الجزائري إلى زيارة للرباط من أجل بحث العلاقات.

وتختلف الجزائر والمغرب بملف الصحراء المغربية، الذي يعتبره المغرب خو أساس تقييم علاقاته كع باقي دول العالم، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو الانفصالية، بحسب تقارير وسائل إعلام المغرب.

مواضيع ذات صلة|| الجزائر أول دولة عربية تنضم إلى مجموعة بريكس.. الصين وروسيا ترحبان و3 دول تدرس طلبها