حورات خاصة

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا والعراق.. الأهداف والخلفيات

لم تتأخر أنقرة في تنفيذ وعيدها في شمال وشمال شرق سوريا، وكذلك في مناطق تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني “PKK” في شمال العراق، حيث أطلقت، اليوم الأحد، عملية “المخلب-السيف” الجوية، في ظلّ تساؤلات حول إمكانية تنفيذها عملية برية أيضاً شمالي سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن العملية أُطلقت “وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه”.

تركيا تنفذ ضربات جوية ضد أهداف بشمال العراق

وجّه الطيران التركي ما لا يقل عن 10 ضربات جوية، استهدفت مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني في قنديل وأطراف سوران وسنجار (شنگال) بإقليم كردستان العراق.

حول توقيت العملية، يقول الكاتب والباحث السياسي كفاح محمود، لوكالة ستيب الإخبارية، إنَّ العمليات العسكرية التركية مستمرة منذ سنوات ولا تحتاج لأي توقيت، مضيفاً “فهي وإيران تصدران أزماتهما الداخلية الخانقة خارج كيانهما؛ فالصراعات الداخلية التركية على أبواب الانتخابات تحتاج إلى بهلوانيات من هذا النوع الدموي للآسف”.

ويضيف: “ليس هناك أي تغيير ستحدثه العملية العسكرية التركية إلا مزيد من الضحايا، ولا يمكن حسم هكذا نوع من الصرعات بالحرب والدمار، ولعلَّ التجربة العراقية نموذج يحتذى بها”.

وفيما يتعلق بعدم إصدار العراق أو حكومة الإقليم أي بيان حول العملية وإذا ما كان يعني ذلك موافقة ضمنية، أوضح محمود أن عدم إصدار بيان رسمي لحد الآن من الجانبين “لا يعني الموافقة على الهجوم التركي والإيراني. فقد يُصدر خلال ساعات بيان استنكار”.

تأثير العمال الكردستاني على إقليم كردستان 

حول تأثير تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق على الإقليم وأمنه، يقول الباحث السياسي: “لقد تسبب تواجد عناصر هذه المنظمة المسلحة في قنديل وسنجار بقتل العشرات من المدنيين الأبرياء وتهجير الآلاف من سكان أكثر من 800 قرية شمال دهوك وأربيل. كما منع عودة ربع مليون نازح من سنجار إلى بيوتهم وقراهم بسبب اختطاف أطفالهم وتدهور الوضع الأمني والإنساني في المنطقة”.

20 11 2022 0081 1
العملية العسكرية التركية في شمال سوريا والعراق.. الأهداف والخلفيات

سبب إطلاق تركيا عملية عسكرية جديدة

بحسب بيان وزارة الدفاع التركية، فإن القوات التركية نفذت خلال العملية عدّة غارات في شمال العراق وسوريا، معتبرةً أن هذه المناطق “يستخدمها إرهابيون كقواعد”، وأن العملية هي “بدء ساعة الحساب”؛ وذلك رداً على الاعتداء الأخير في منطقة تقسيم وسط إسطنبول، الذي اتهمت السلطات التركية حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلفه.

الكاتب والسياسي علي تمي يرى أن العملية تعود لسببين: احتمال تورط قسد بتفجير إسطنبول كبير جداً، وأعتقد أن جميع الوثائق أصبحت بحوزة الأمريكان. أما السبب الآخر فهو منع عقد مؤتمر المجلس الوطني الكردي بعد الضمانة الأمريكية، وهذا ما أثار غضب المبعوث الأمريكي في شرق الفرات.

ويضيف في تصريح لوكالة ستيب الإخبارية: “بالمحصلة قسد متورطة بشكل أو آخر بتفجير إسطنبول. بحسب تصريحاتها بأنها ستنقل الحرب إلى الداخل التركي؛ هذه التصريحات بعيدة عن التوجه الأمريكي”، متابعاً “بدلاً من البحث عن الحلول السياسية فهي تقرع طبول الحرب وبالتالي المناطق الكوردية الآمنة ستدفع الثمن في نهاية المطاف”.

حول الاختلاف بين العملية الحالية وسابقاتها، يقول تمي: “أعتقد أنها عملية انتقامية، والمبعوث الأمريكي كان في أنقرة وتم تباحث نقاط عدة، وما صدر عن القنصلية الأمريكية في أربيل قبل العملية بيومٍ واحد دليل واضح على علمهم المسبق بما يجري”.

ويوم الجمعة الماضي، قالت القنصلية الأمريكية في أربيل بإقليم كردستان العراق، إنها “تراقب تقارير موثوقة ومفتوحة المصدر، عن عمل عسكري تركي محتمل في شمال سوريا وشمال العراق خلال الأيام المقبلة”.

وأضافت: “تواصل حكومة الولايات المتحدة تقديم النصيحة الشديدة لمواطني الولايات المتحدة لتجنب هذه المناطق”.

هل تتحول العملية الجوية إلى برية؟

ردّاً على هذا السؤال، يعتقد تمي أنه إذا لم تخرج كوادر حزب العمال الكردستاني من الشريط الحدودي على عمق 30 كم “فكل الاحتمالات ستكون واردة”.

هل ترّد قسد على تركيا؟

عقب إطلاق تركيا عمليتها العسكرية، ناشدت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للتدخل لوقف العملية العسكرية التركية، وأشارت إلى أنها لن تكون في صالح أحد، ملوحةً برّد عليها.

يرى الكاتب السياسي أن “قوة قسد باتت هشة تماماً بعد الضربات الأخيرة”، مضيفاً “لا تستطيع قسد مواجهة ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو، ومن الأفضل البحث عن الحلول السياسية لتجنيب المنطقة من كارثة جديدة”.

وأردف: “إن لم تبحث قسد عن الحلول السياسية والتفاهم مع الأتراك والتنسيق مع إقليم كردستان وتحديداً الرئيس مسعود البارزاني للتدخل وإيجاد الحلول المناسبة، فإن الأمريكان منحوا الضوء الأخضر للأتراك لاجتثاث قسد من الجذور، والمراهنة على الروس مضيعة للوقت والدوران في حلقة مفرغة”.

هل أخبرت تركيا النظام السوري بعمليتها العسكرية؟

تعليقاً على هذا السؤال، يقول تمي: “أعتقد أن المصادر الرسمية التركية أعلنت عن التنسيق مع الروس قبل العملية الجوية، وبالتالي من طبيعي أن يكون النظام السوري لديه علم بذلك”.

ويضيف: “صمت النظام السوري على العملية الجوية يوحي بأنه على علم حول ما حصل”، مواصلاً كلامه: “أعتقد أن قسد تحولت إلى عبئ على المنطقة، وبالتالي فإن الجميع يفكر في التخلص منها”.

ستيب: سامية لاوند

العملية العسكرية التركية بشمال العراق وسوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى