في قرارٍ مفاجىء.. ليبيا توقف تسليم رئيس مخابرات القذافي “السنوسي” لأمريكا وصحيفة تكشف السبب
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الجمعة، في تقريرٍ لها سبب عدول السلطات في ليبيا عن قرار تسليم عبد الله السنوسي رئيس مخابرات القذافي وصهره لأمريكا في اللحظات الأخيرة قبل الموعد المتفق عليه للتسليم هذا الأسبوع.
لماذا غيرت ليبيا رأيها في قرار تسليم السنوسي؟
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة في طرابلس، إنَّ توقيف السلطات في ليبيا قرار تسليم السنوسـي فجأة، جاء “خوفاً من الغضب الشعبي بعد تسليم السلطات ضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود في وقتٍ سابق من هذا الشهر”.
ويوصف السنوسـي بأنه أوثق مساعدي القذافي وأسوؤهم سمعة لدى الولايات المتحدة، إذ تتهمه بالمسؤولية عن مجموعة من التفجيرات التي استهدفت طائرات غربية وأهدافاً أخرى.
وتحتجز السلطات الليبية السـنوسي حالياً في سجن بطرابلس، وتقول عائلته إنه في “حالة صحية سيئة”، وقد حُكم عليه عام 2015 بالإعدام ضمن محاكمة جماعية.
فيما تزعم الولايات المتحدة أنها تريد استجوابه بشأن الهجوم الذي أسقط طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988.
بحسب الصحيفة، يشتبه منذ مدة طويلة في أن السنوسـي هو العقل المدبر للعملية التي أسفرت عن مقتل 270 شخصاً.
تسليم أبو عجيلة لواشنطن
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، أعلنت الولايات المتحدة، أن أبو عجيلة مسعود، المشتبه في مشاركته بتفجير لوكربي، محتجزٌ لديها.
وكان عناصر من “القوة المشتركة” التابعة لحكومة الدبيبة داهمت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، منزل أبو عجيلة في طرابلس، ثم فوجئ أقاربه بأنه في الولايات المتحدة.
وكانت عائلة أبو عجيلة، قد قالت في بيان إنه اختُطف وسُلم بطريقة غير قانونية، أما السفارة الأمريكية في ليبيا فقالت إن العملية كانت “قانونية وتم تنفيذها بالتعاون مع السلطات الليبية”.
ودعت عائلة ضابط المخابرات الليبي السابق، الليبيين للخروج في مظاهرات احتجاجاً على تسليم حكومة الوحدة الرجل للولايات المتحدة.
واحتجت في بيان صوتي ألقاه أحد المنتمين لهم على وصف عبد الحميد الدبيبة أبو عجيلة “بالإرهابي”.
يشار إلى أن تسليم أبو عجيلة أغضب كثيرين في ليبيا، ووضع حكومة رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة تحت ضغوط شديدة، ما أدى إلى إيقاف خطط نقل السـنوسي إلى الاحتجاز بالولايات المتحدة.
وكانت الخطة المتفق عليها بعد أشهر من المناقشات هي تسليم أبو عجيلة أولاً إلى الولايات المتحدة ثم تسليم السـنوسي، إلا أن مسؤولاً ليبياً مطلعاً على القضية قال للغارديان: “شعر المسؤولون الليبيون بالقلق لذلك غيروا قرارهم”.
تسليم السنوسـي “إنجاز”
وترى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تسليم السنوسـي إلى محكمة أمريكية سيكون “إنجازاً مهماً لها” في سياق عزمها على متابعة القضايا التي قُتل فيها مواطنون أمريكيون، وإن مضى عليها عقود من الزمن.
وبحسب مصادر الغارديان، فإن مساعي نقل أبي عجيلة والسنوسي إلى الولايات المتحدة بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنها توقفت ثم استؤنفت خلال الأشهر التسعة الماضية في مناقشات بين مسؤولين أمريكيين والحكومة الليبية.
حيث توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حكومة الدبيبة في أغسطس/آب، لتسليم أبي عجيلة والسنوسي.
اقرأ أيضاً: غضب ليبي بعد تسليم أبو عجيلة.. القبائل تمهل الدبيبة 72 ساعة وخيط جديد قد ينقذه
