ترند - Trend

كانت أول امرأة على وجه الأرض.. أسطورة باندورا وصندوقها الذي يحتوي كل الشرور

ما تزال وثائق باندورا، ذلك التحقيق الذي شارك فيه نحو 600 صحفي بخصوص تورط قادة وزعماء في التهرب الضريبي، حديث معظم وسائل التواصل الاجتماعي، حتى اليوم الثلاثاء، فمن هي “باندورا” وما سبب تسمية التحقيق بهذا الاسم؟.

– أسطورة باندورا

أطلق على التحقيق الذي كشف عن تورط زعماء ومسؤولين رفعين المستوى بقضايا التهرب الضريب، “وثائق بندورا” نسبةً إلى أسطورة صندوق باندورا الذي يحوي كل الشرور.

ووفقاً للصحف العالمية، فإن صندوق باندورا هو قطعة أثرية في الأساطير الإغريقية، ولهذا الصندوق صلة بأسطورة خلق “باندورا”، والمذكورة في كتاب هيسيود “أعمال وأيام هيسيود”.

وهذا الصندوق يأخذ فعلياً شكل جرة كبيرة، والتي تدعى “بيثوس” في اللغة اليونانية، وقد أعطيت هذه الجرة إلى “باندورا”، وهو اسم يعني “الموهوبة”.

وحدث خطأ في الترجمة لاحقاً في القرن الـ 16، حيث ترجم “إيراسموس” الباحث في الإنسانيات قصة “هيسيود” عن “باندورا” من اليونانية إلى اللاتينية، فترجم كلمة “بيثوس” كمثل كلمة “بيكسيس” التي تعني الصندوق، ومنذ ذلك الوقت أصبحت معروفة بـ “صندوق باندورا”.

والأسطورة تقول: “إن الجرة تحوي في داخلها على كل أصناف الشر في العالم، وفي أيامنا هذه تعني عبارة (فتح صندوق الباندورا) أن تقوم بفعل يبدو لك ضئيلاً وغير ضار، لكنه ما يلبث أن يأتي بعواقب وخيمة بعيدة المدى وخارجة عن السيطرة”.

وبحسب الأسطورة الإغريقية القديمة، فإن “باندورا” كانت أول امرأة على وجه الأرض، حيث وضع “زيوس” زعيم الآلهة، خطة للإنتقام من “بروميثيوس” وقرر خلق امرأة جميلة، فاستدعى آلهة الجمال “آفروديت” وطلب من زوجها “هفستوس” وهو إله الحرفة المبدعة بأن يصنعها له.

ومنحتها الآلهة الأخرى عدة هبات: فـ “أثينا” قامت بإلباسها، و”أفروديت” أعطتها الجمال، و”هرمز” منحها النطق والحديث، ونفخ فيها “زيوس” روح الحياة، وأرسلها إلى الأرض، وذلك حسب الأسطورة الإغريقية.

وتقول كتب التاريخ اليونانية: “إن سبب انتقام (زيوس) من (بروميثيوس) هو أن الأخير كان يساعد البشر بكل ما وسعه، ولما رآهم يرتجفون من البرد في الليل القارس، ويأكلون اللحم نيئاً، عرف أنهم بحاجة إلى نار، لكن الآلهة (زيوس) لم تسمح للإنسان بامتلاك النار، لأنه قد يسيء استخدامها وينشر الدمار بواسطتها”.

إلا أن (بروميثيوس) كان متأكداً بأن الرجل الصالح سيتغلب على الأمور السيئة، وينتفع منها من أجل الخير، ولهذا قام بسرقة النار من الآلهة ليعطيها للإنسان، فقرر (زيوس) معاقبته بدهاء، ومن هنا كان قرار خلق (باندورا)، حسبما جاء في كتب الإغريق التاريخية.

اقرأ أيضاً : أول رد من الأردن على وثائق باندورا حول الملك عبد الله وزعماء لبنان يلتزمون الصمت حيال التسريبات وبريطانيا تتعهد بالمحاسبة والعالم يترقّب

– إنطلاق كل الشرور

أما بالنسبة لإنطلاق كافة الشرور من صندوق باندورا، قالت الكتب التاريخية: “إنه عند مجيئ (باندورا) رغب (بروميثيوس) بها ومع ذلك رفضها، لأنه كان يعلم بأنها لا بد أن تكون حيلة من الآلهة، فأصبح (زيوس) غاضباً وعاقب (بروميثيوس) وقيده بالسلاسل على صخرة، ليأتي إليه طائر العقاب يومياً ويتغذى على لحمه”.

615bfb6d4c59b71c704561e1

وأوضحت الكتب التاريخية: “أن إبيميثيوس، شقيق (بروميثيوس) قبل بـ (باندورا) لتكون زوجته، وبعد أن تزوجا أُعطيت لـ (باندورا) آنية جميلة وتعليمات بأن لا تقوم بفتحها مطلقا وتحت أي ظرف”.

وتابعت: “أنه بدافع من الفضول انتهزت (باندورا) فرصة نوم زوجها وفتحت الآنية، فانطلق منها كل الشر الذي كانت تحويه وانتشر ليعم أنحاء الأرض من كراهية وحسد ومرض وكل سيء لم يعرفه البشر من قبل، ولما سارعت إلى إغلاق الآنية كانت جميع محتوياتها قد تحررت منها إلا شيء واحد بقي في قعرها وهو روح الأمل واسمه (إلبيس)”.

وبعد إنطلاق كافة الشرور، شعرت “باندورا” بحزن شديد لما فعلته، وخشيت أن تواجه عقاب “زيوس” لأنها لم تلتزم بوعدها له وبواجبها، ومع ذلك لم يقم “زيوس” بمعاقبتها لأنه كان يعلم أن ذلك سيحصل معها، حسب الروايات الإغريقية القديمة.

كانت أول امرأة على وجه الأرض.. أسطورة باندورا وصندوقها الذي يحتوي كل الشرور
كانت أول امرأة على وجه الأرض.. أسطورة باندورا وصندوقها الذي يحتوي كل الشرور

اقرأ أيضاً : ما هي “وثائق باندورا” ومن هي الشخصيات المتهمة بها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى