تحرك صيني عسكري كبير صوب تايوان.. وجنرال أمريكي يكشف “خطة” ضد غزو محتمل

أجرى الجيش الصيني تدريبات عسكرية، برية وبحرية وجوية، حول تايوان، في ثاني تدريبات من نوعها خلال أقل من شهر، فيما قالت تايوان إن 57 طائرة وأربع سفن تابعة لجيش الصين، شوهدت في جميع أنحاء تايوان خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفي خضم هذه التطورات، كشف جنرال أمريكي رفيع عن سيناريو التعامل مع الغزو الصيني المحتمل للجزيرة.

تحرك صيني

وقالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إن قواتها نظمت “دوريات استعداد قتالي مشتركة وتدريبات قتالية فعلية” في البحر والمجال الجوي حول تايوان.

وأضافت في بيان مقتضب، أن الهدف من التدريبات هو اختبار القدرات القتالية المشتركة و”التصدي بحزم للأعمال الاستفزازية للقوى الخارجية والقوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان”.

تايوان ترد

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن “57 طائرة وأربع سفن تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، شوهدت في جميع أنحاء تايوان خلال الـ 24 ساعة الماضية”.

وأشارت الوزارة إلى أن 28 طائرة دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة، بما في ذلك ثلاث طائرات بدون طيار من طراز “BZK-005″، ستّ مقاتلات من طراز”J-11″، طائرتان من طراز”Su-30s”، و12 طائرة من طراز”J-16″، بالإضافة إلى طائرتين من طراز”J-10″، و2 من طراز “H-6” وطائرة الكشف عن الرادار بعيد المدى والتحكم فيه “KJ-500”.

وذكرت أنّها أرسلت دوريات جوية وبحرية لمراقبة الوضع، كما نشرت أنظمة صواريخ أرضية.

من جانبه، دان مكتب الرئاسة في تايوان التدريبات العسكرية الأخيرة التي أجرتها الصين بالقرب من الجزيرة وقال إن السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة لكل من تايوان والصين.

وأضاف المكتب الرئاسي في بيان أن موقف تايوان واضح للغاية من حيث أنها لن تصعد الصراعات أو تثير الخلافات ولكنها ستدافع عن سيادتها وأمنها.

وأجرت الصين تدريبات مماثلة أواخر الشهر الماضي وقالت تايوان وقتها إن 43 طائرة صينية عبرت خط المنتصف لمضيق تايوان، الذي يمثل عازلاً غير رسمي بين الجانبين.

وقامت الصين بعمليات توغل بشكل منتظم في المياه والمجال الجوي بالقرب من تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وتعتبر الصين تايـوان إقليماً تابعاً لها ولم تعلن مطلقاً تخليها عن استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها.

سيناريو التعامل مع الغزو

وحول المخاوف من غزو صيني محتمل، كشف جنرال رفيع في قوات مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” في اليابان، عن سيناريو التعامل مع الغزو الصيني المحتمل لتايـوان، وقال: إن حجم العمليات التي سيتعين على الصينيين إجراؤها لغزو تايـوان سيعطي “إشارات وتحذيرات تسمح لنا بالتمركز والاستعداد لأقصى درجة”.

وأشار الجنرال جيمس بيرمان إلى إن القوات الأمريكية واليابانية تعملان “بسرعة” على دمج هيكليتهما القيادية.

وأضاف بيرمان، وهو القائد العام لقوة مشاة البحرية الثالثة وقوات المارينز في اليابان، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن جزء من الاستعدادات يتمثل فيما أسماه “خطة الفلبين” التي تمنح القوات الأمريكية “نقطة نفوذ” من خلال 10 قواعد يمكن الوصول إليهم.

وأوضح أن القوات المسلحة الأمريكية واليابانية تعملان على دمج هيكليتهما القيادية، وتوسيع نطاق عملياتهما المشتركة، في إطار استعدادات واشنطن وحلفائها الآسيويين للدخول في صراح محتمل ضد الصين، مثل الحرب على تايـوان.

وتابع أن “الجيشين كثفا بدرجة هائلة خلال العام الماضي” عملياتهما في الأراضي التي سيتعين عليهما الدفاع عنها في حالة نشوب حرب.

إعداد المسرح

وأشار بيرمان إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في آسيا قاموا “بمحاكاة الأعمال الأساسية” التي مكنت الدول الغربية من دعم المقاومة الأوكرانية لروسيا، وذلك “استعداداً لسيناريوهات محتملة” مثل الغزو الصيني لتايـوان.

وأرجع بيرمان “جزءاً كبيراً من مستوى النجاح الذي حققناه في أوكرانيا” إلى أنه “بعد العدوان الروسي على أوكرانيا في عامي 2014 و2015″، “سعينا بحماس من أجل الاستعداد للصراع المستقبلي”، وذلك من خلال “تدريب الأوكرانيين، والتمركز المسبق للإمدادات، وتحديد المواقع التي يمكننا من خلالها تقديم الدعم اللازم، وإجراء عمليات مستدامة”.

ولفت إلى أنه “هذا ما نطلق عليه إعداد المسرح، والآن، نحن نعد المسرح في اليابان والفلبين وفي مواقع أخرى”.

ووفق “فاينانشيال تايمز”، تتزامن المقارنة الصريحة التي عقدها بيرمان بين الحرب في أوكرانيا والصراع المحتمل مع الصين مع “الزيادة الهائلة التي أجرتها بكين على حجم وتعقيد مناوراتها العسكرية بالقرب من تايـوان في السنوات الأخيرة”.

وإزاء ذلك، وفقاً للصحيفة البريطانية، “تكثف اليابان والفلبين أيضاً حجم تعاونهما الدفاعي مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد”.