الشأن السوري

تحوّل بموقف أنقرة تجاه الأسد.. تركيا تتمهل بخطوات المصالحة بعد زيارة لواشنطن

على الرغم من الجهود الأخيرة لردء الصدع بالعلاقات مع النظام السوري، إلا أن الإجراءات التركية الأخيرة تشي بتحول مفاجئ بالموقف تجاه دمشق، فأنقرة أعلنت دعمها للجهود الرامية لضمان المساءلة في سوريا، بعد صدور تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والذي أفاد بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية خلال الحرب.

وقالت تركيا إنها ستواصل دعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الرامية لضمان المساءلة عن استخدام تلك الأسلحة في سوريا، وذلك على خلفية الهجوم بغاز الكلور في دوما بريف دمشق، الذي أدى إلى مقتل 48 شخصاً، والمتهم بتنفيذه النظام السوري.

أنقرة تدين الأسد

وذكر وزارة الخارجية التركية، في تعليق على تقرير المنظمة الصادر الجمعة الماضية، حول استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في الهجوم الذي وقع في 7 أبريل/نيسان من عام 2018، أن فريق التحقيق والكشف التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي أنشئ لتحديد الأطراف التي تستخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا، كشف في تقريره الثالث، أن الهجوم بغاز الكلور الذي وقع في دوما نفّذه النظام.

وأضاف البيان التركي أن التحقيقات أثبتت مسؤولية النظام عن الهجوم، مشدداً على أن تركيا ستواصل دعم الجهود الرامية لضمان المساءلة في سوريا، ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وأتى الإعلان التركي بعدما نشرت المنظمة الدولية، ومقرها لاهاي، تقريرها الأخير ذاكرة فيه أن محققيها وجدوا أسباباً وجيهة تفيد بأن النظام السوري أسقط أسطوانتين تحويان غاز الكلور على مدينة دوما في أبريل 2018، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً، مشيراً إلى استخدام نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية خلال الحرب.

وجاء كلام المنظمة استناداً إلى تقييم شامل أجرته للحادث، حيث استنتج فريق التحقيق التابع للمنظمة، أنه مساء يوم 7 أبريل 2018، ألقت طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل من قوات النمر التابعة للنظام، أسطوانتين صفراوي اللون تحتويان غاز الكلور السام على بنايتين سكنيتين بمنطقة مأهولة بالسكان في دوما، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات.

تحوّل بالموقف

والموقف التركي الجديد يترك مفاوضات التطبيع مع النظام السوري في طريق مجهول، وذلك بعد أسابيع من جهود روسية انطلقت في هذا الاتجاه.

ويرى مراقبون أن أنقرة باتت تتمهل في تصريحاتها وخطواتها للتطبيع من النظام السوري، بعد زيارة جاويش أوغلو للولايات المتحدة، التي أعلنت صراحة رفضها أي تقارب من جانب أي دولة مع النظام.

لكن تركيا تطمح في الوقت نفسه إلى تنفيذ مطالبها في شمال سوريا المتعلقة بتنفيذ الولايات المتحدة وروسيا تعهداتهما بإبعاد القوات الكردية عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً بهدف إقامة حزام أمني واستكمال المناطق الآمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين لديها.

واستضافت موسكو الشهر الماضي، محادثات ثلاثية جمعت وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار والسوري محمود عباس، لبحث حل الأزمة السورية وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في دمشق، وفق ما أعلنت الدفاع الروسية.

وعُدّ هذا اللقاء الرسمي الأول على المستوى الوزاري بين تركيا وسوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق. وأعلن الرئيس التركي لاحقاً رغبته بلقاء بشار الأسد، بعد أن يجري وزير خارجيته لقاءً تمهيدياً بنظيره السوري.

الانتخابات ووثيقة للمعارضة

وعلى الرغم من أن خطط أردوغان للتقارب مع النظام، كانت لغايات انتخابية بالدرجة الأولى، إلا أن المعارضة التركية، لا تزال مصطفة ضد الرئيس التركي الحاكم منذ 20 عاماً، حيث أصدرت اليوم الاثنين وثيقة مشتركة لإدارة مرحلة ما بعد الانتخابات في البلاد.

ونصت وثيقة قادة أحزاب المعارضة التركية الرئيسية الستة، خلال مؤتمر موسع اليوم الاثنين، على ولاية واحدة للرئيس مدتها 7 سنوات. كما طالبت بإعادة النظام البرلماني بدلاً عن النظام الرئاسي.

وستعلن المعارضة برنامجها الانتخابي وخطة عملها، ورؤيتها الكاملة للحكم وإدارة البلاد في حال فوزها بالانتخابات.

اقرأ أيضاً: أول تعليق من بشار الأسد حول المصالحة مع أردوغان.. والجولاني يدخل على الخط

تحوّل بموقف أنقرة تجاه الأسد.. تركيا تتمهل بخطوات المصالحة بعد زيارة لواشنطن
تحوّل بموقف أنقرة تجاه الأسد.. تركيا تتمهل بخطوات المصالحة بعد زيارة لواشنطن.. أنقرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى