مسابقة خطوة 2014

الأطفال و النزوح

اسم المتسابق : سامر محيميد

 

 

ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

 

في مُخَيَّماتِ النُزُوحِ تَنْكَشِفُ الجُروحُ بينَ إِلتهابِ القَضيَّةِ وَنَزيفِ الُقروحْ, وبِينَ الإِلتهابِ وَالنَزيفِ يوَلدُ طِفلٌ لمْ تَشْفَع لَهُ براءَتَهُ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّمَ أو حَتَّى يَتَكَلَّمْ, يدفع ثمناً لِطفولَتِهِ في حَربٍ لا نَاقَةَ لَهُ فيها وَلا جَمَلْ , ذَنبُهُ الوحيدُ أََنَّه ُطِفْلْ.

هَكَذا تَبدو الطُفولَةُ في مُخَيمِ السَلامَةِ وَفي الكَثير ِمِنْ المُخَيَّماتِ, مَا بينَ بُرودةِ الطَقسِ وَ بُرودةِ المَشاعرْ تَكْبُرُ المُعاناةُ وَ تَتَجَمَّدُ الضَمائِرْ , فَالخيامُ التي يَعيشُ فيها الأطفالُ النازحونَ عِبارةٌ عنْ قِطعَةِ قِماشٍ كالتي تعطى أيضا لِلميتِ حينَ يموتْ . لا مَدافِئ وَ لا ثياب تَدفَعُ غَضَبَ السَماءِ أَو سَخَطَ الأَرض, حُكِمَ عَليهم أنْ يَحمِلوا أوزارَ غَيرهِم وَ أَن يَدفَعوا ثَمَنًا مِن عُمرِهِم عَلى أَرصِفَةِ المَعابِرْ.

حَيثُ تُؤكدُ التَقاريرُ أَنَّ هُناكَ حوالي 7 ملايين نازح في مُخَيَّماتِ الداخلِ وَ الخارجِ وَ أَنَّ الأطفالَ هُمُ الضحيةُ الأكبرُ في الثورةِ السورية,وَ مَع المَديدِ مِنْ عُمرِِ الثورةِ تُساوي المَزيدَ مِنَ المُستقبَلِ الضائعِ وَالمَجهولِ في عالم تَحكُمُهُ المَصالِحُ وَ تَخْتَصِرُهُ الدِماءْ.

وَقَد بَينَت الإحِصاءياتُ أَنَّ عَدَد الأطفالِ الذينَ قُتلوا في سوريا حَوالي 17723 طِفلْ, وَ أن عَددَ الأطفالِ المُعتَقلينَ لَدى النِظامِ حَوالي 9500 طِفلْ بِالإضافَةِ إلى 1600 طفلٍ مُختَفٍ بِشكلٍ قَسري,
كَما تُؤكدُ الدراساتُ أَنَّ عَددَ الأطفالِ الذينَ أُصيبوا حوالي 280 ألفَ طِفل , وَ هناكَ 1.3 مليون طفل حُرموا مِنْ حَقِّ التَعليمْ.وِبِالتالي مَع إِستمرارِ الدوَّامَةِ يَزدادُ عَددُ الأَطفالِ النازِحينَ وَ يستَشري الجَهلُ بينَهمْ لِكي يَرثوا الرَمادَ الذي خلَّفَتهُ النارْ.

هَكَذا الضَياعُ عَندَما يَسقُطُ القِناعُ وَ تُسفِرُ السَرائِرُ في وَطنٍ يَحتَضِرُ وَ طَفولَةٌ تَتلمَّسُ العَودَةَ إلى حُضنٍ دافئٍ يَقيهِم حَرَّ الصيفِ وَ برودةَ الشتاءِ, وَ يُعيدَ لَهُم مَا تَبقَّى مِنْ إنسانيَّتِهِم الغَارقِة في مُستنقعِ الظُلمِ وَ الإِستِغلالِ وَ اللامبالاةِ بِمصيرِهِم.

وَ يَبقَى الأملُ ,,,,حَبلَ النَجاةِ لَهُم ما لم تُقطِّعهُ يَدُ المُستَغلينَ وَ هَمجيَّةُ المتاجرينَ بِبراءَتِهِم وَ عَفويَّتِهِمْ.

 

 

 

سامر محيميد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى