أكبر مفاعل نووي في أوروبا يدخل الخدمة في فنلندا

بعد ساعات من إغلاق ألمانيا لعصرها الذري بإيقاف آخر 3 مفاعلات نووية، دخل أكبر مفاعل منفرد في أوروبا، مرحلة الإنتاج المنتظم في فنلندا، بحسب ما أعلنت شركة القائمة على تشغيله، اليوم الأحد.

– أكبر مفاعل نووي في أوروبا 

من المتوقع أن يظل الجيل القادم من Olkiluoto 3، الذي ينتج الآن حوالي 14 % من الكهرباء في فنلندا قيد التشغيل “على الأقل 60 عاما قادمة”، وفقا لمشغل الموقع TVO.

في غضون ذلك، أنهت ألمانيا رسمياً عقوداً من استخدام الطاقة النووية بإيقاف آخر ثلاثة مفاعلات نووية يوم أمس السبت.

وتم فصل مفاعل Isar 2 في جنوب شرق البلاد، ومنشأة Neckarwestheim في الجنوب الغربي، و Emsland في الشمال الغربي عن شبكة الكهرباء قبل منتصف الليل.

وكان أكبر اقتصاد في أوروبا يتطلع إلى التخلي عن الطاقة النووية منذ عام 2002 ، ولكن تم تسريع التخلص التدريجي من قبل المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في عام 2011 بعد الانهيار في محطة فوكوشيما النووية في اليابان.

أما في فنلندا، تم وضع مفاعل الماء المضغوط الأوروبي (EPR) في الخدمة المنتظمة بعد حوالي 18 عاما من بدء تشييد المفاعل، وبعد 14 عاما من الموعد المقرر أصلاً للدخول في الإنتاج التجاري.

وبعد أن وصلت إلى طاقتها الكاملة لأول مرة في سبتمبر من العام الماضي، كان من المفترض أن تدخل الإنتاج التجاري في ديسمبر، لكن تم تأجيل الانطلاقة عدة مرات خلال مرحلة الاختبار.

– “ورقة رابحة”

تم بناء المفاعل من قبل كونسورتيوم Areva-Siemens بقيادة فرنسا، وبدأ تشغيل المفاعل لأول مرة في ديسمبر 2021 وتم توصيله بشبكة الطاقة الفنلندية في مارس من العام الماضي.

وقالت TVO “تم الانتهاء من الإنتاج التجريبي وبدأ إنتاج الكهرباء بشكل منتظم اليوم، من الآن فصاعدًا ، يتم إنتاج حوالي 30 بالمائة من الكهرباء الفنلندية في Olkiluoto”، التي كان يوجد بها بالفعل مفاعلان.

بقدرة توليد 1600 ميغاوات، يعتبر أولكيلوتو 3 أكبر مفاعل نووي منفرد في أوروبا، في حين أن محطة زابوريزهزهيا الأوكرانية، بمفاعلاتها الستة، هي أكبر محطة نووية.

كانت فنلندا تأمل في الاعتماد على المفاعل الجديد لسد احتياجاتها من الكهرباء في وقت سابق من هذا الشتاء، بالنظر إلى المخاوف من نقص الطاقة بعد العملية الروسية في أوكرانيا.

وصف يارمو تانهوا، الرئيس التنفيذي لشركة “TVO” في بيان “إنتاج الكهرباء الصديق للبيئة” بأنه أحد “أفضل الأوراق الرابحة” في فنلندا.

– السلامة مقابل المناخ –

 تم تصميم EPR لإعادة إطلاق الصناعة النووية الأوروبية بعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986، وكان يوصف بأنه يوفر طاقة أعلى وأمانا أفضل.

لكن العديد من مشاريع EPR عانت من التأخيرات وتجاوزات التكلفة بمليارات الدولارات.

وفي نهاية العام الماضي، اضطرت مجموعة الطاقة الفرنسية المملوكة للدولة EDF إلى الإعلان عن تأجيل آخر لمدة ستة أشهر لمفاعل جديد يجري بناؤه في فلامانفيل بشمال غرب فرنسا، مما أدى إلى تأجيل بدايته المتوقعة إلى منتصف عام 2024.

كما عانى مصنع Hinkley Point في بريطانيا ومصنع Taishan في الصين من نكسات في إنتاج EPR وتجاوزات في التكاليف وتأخيرات أيضا.

ودخلت وحدتا EPR في الصين بالفعل الإنتاج التجاري، مما يجعل Olkiluoto 3 ثالث عمل في العالم.

وبالعودة للحديث عن قرار ألمانيا بإنهاء استخدام الطاقة النووية، فقد كان شائعا في بلد به حركة قوية مناهضة للأسلحة النووية.

ولكن البعض انتقد كيف أدى القرار إلى زيادة اعتماد البلاد على الفحم، حيث حاولت إدارة أزمة طاقة سببتها الحرب في أوكرانيا.

ودعا رئيس الوزراء المحافظ لولاية بافاريا الجنوبية، ماركوس سويدير، الحكومة الفيدرالية إلى السماح لولايته بمواصلة استخدام الطاقة النووية.

وقال سودير لصحيفة “بيلد آم سونتاغ” اليوم الأحد: “طالما لم تنته الأزمة ولم يكتمل الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، يجب علينا استخدام كل شكل من أشكال الطاقة حتى نهاية العقد”.

وشهدت التكنولوجيا النووية أيضا شعبية متجددة كطريقة لتقليل انبعاثات الكربون، حيث انتقدت الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا ثونبرج الخطوة الألمانية ووصفتها بأنها “خطأ” إذا كانت تعني حرق المزيد من الفحم.

وأشادت TVO بمفاعل Olkiluoto 3 باعتباره “أعظم عمل مناخي في فنلندا”، مضيفة أنه “سيسرع التحرك نحو مجتمع محايد للكربون”.

وفي فنلندا، أظهر استطلاع للرأي أجري في مايو 2022 أن 60 بالمائة من الفنلنديين يدعمون الطاقة النووية.

اقرأ أيضا:

)) بولندا تعلن عن خطوة “تستفز” روسيا بعد أن حركت “النووي” على إثر قرار بريطاني مشابه