“القرش لا يُهاجم إلا نادراً”.. عالمة تُجيب على 3 أسئلة تُفسّر حادثة الغردقة

لا تزال تداعيات حادثة قرش الغردقة التي راح ضحيتها سائح روسي، الأسبوع الماضي، مستمرة.

فقد قضى الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، في منتجع سياحي بمدينة الغردقة يوم الخميس الماضي، حيث هاجمه قرش ومزقه إلى نصفين على مرأى من والده وبقية الفوج السياحي الذي كان متواجداً على الشاطئ.

وعلى هذه الحادثة علقت أنجيلا زيلتنر، عالمة الأحياء المائية بجامعة زيوريخ السويسرية، أنه وخلال عملها غاصت أكثر من ألف مرة في جميع أنحاء العالم، وكان أكثرها في سواحل البحر الأحمر المصرية، ولم يكن لديها طيلة تاريخها المهني، أي موقف خطير مع أسماك القرش بأنواعها المختلفة، بما فيها سمكة قرش النمر، التي تسببت في حادث الخميس الماضي بسواحل مدينة الغردقة.

وأوضحت زيلتنر أن حوادث اعتداء أسماك القرش على البشر نادرة، وفي أغلبها تترك السمكة البشر عندما تكتشف أنه ليس من طعامها، لذلك فإن هناك 3 أسئلة تحتاج إلى إجابة، حتى يمكن تفسير أسباب مهاجمة سمكة القرش للضحية عدة مرات، وإصرارها على إلحاق الضرر به، وكذلك تفسير سبب وجود السمكة في المياه الضحلة، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.

كما لفتت إلى أنه سيكون من الجيد معرفة ما إذا كان القرش المقتول ذكراً أم أنثى، وسليماً أم مريضاً، وما هي ممارسات الصيد في تلك المنطقة، لأن هذا من شأنه أن يفسر الشكل غير المسبوق لمهاجمة سمكة القرش للضحية ووجود السمكة في المياه الضحلة.

وتابعت أنه عادة ما تلد إناث قرش النمر في المياه الضحلة، وتختلف فترة الحمل من سمكة لأخرى، لكنها تتراوح عادة بين 12 و16 شهراً، لذلك من الجيد معرفة ما إذا كانت السمكة المسؤولة عن الحادث أنثى أم ذكراً، لأن ذلك قد يفسر سبب وجودها في المياه الضحلة.

أيضا أشارت العالمة إلى أنه عندما يكون القرش ضعيفاً أو مريضاً، يكون غير قادر على الإمساك بفريسته العادية، لذلك فهو يبحث عن طعام سهل مثل فضلات الطعام وعن طريق الخطأ أيضاً الإنسان الذي يتناثر على السطح أثناء السباحة، موضحة أنه عادة ما تتناثر الفريسة الضعيفة أو المصابة أيضاً على السطح، وهذا يعني بالنسبة لسمك قـرش النمر، أنها فريسة سهلة للإمساك بها، لذلك فإن تحديد الحالة الصحية للقرش مهم أيضاً.

وذكرت أيضاً أن ممارسات الصيد مهمة أيضاً في التفسير، لأنه إذا لم يكن هناك ما يكفي من الغذاء بسبب الصيد الجائر أو تغير المناخ، فإن سمكة القـرش تبحث أيضاً عن أماكن أخرى لديها طعام للبقاء على قيد الحياة.

وكانت وزارة البيئة المصرية قررت إيقاف أنشطة السباحة والسنوركلينج والرياضات المائية بنطاق المنطقة المحصورة بين منتجع الجونة شمالاً وحتى الحد الجنوبي لخليج أبو سومة جنوباً لمدة يومين، بدأت منذ صباح الجمعة بالتنسيق مع محافظ البحر الأحمر.

إلى ذلك، شددت زيلتنر على ضرورة أن تؤخذ دراسة سلوك أسماك القـرش على محمل الجد، مضيفة أنه وللأسف، لا أحد يراقب أسماك القـرش على مر السنين ويدرس بشكل منهجي سلوكها وتوزيعها ووفرتها في البحر الأحمر.

شاهد أيضاً: قـرش يلتهم سائح روسي قرب شاطئ الغردقة بمصر