اخبار سوريا

الموت البطيء مصير الآلاف من سكان احياء دير الزور المحاصرة وسط صمت وتجاهل دولي

ثمانية شهور مضت ولا يزال حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة النظام في مدينة دير الزور محاصرين من قبل تنظيم الدولة مع قطع جميع الطرقات المؤدية لهذين الحييّن ومنع دخول وخروج المدنيين منهما وخنق كل وسائل الحياة الممكنة عن قاطنيهما , حيث افاد مصدر لوكالة خطوة الإخبارية من داخل حي الجورة ان المدنيين هناك يعيشون أوضاع صعبة للغاية أدى الى وفاة اكثر من 20 شخص نتيجة الجوع منذ بداية الحصار وحتى اليوم عدا عن وفاة اخرين ممن لديهم امراض مزمنة بسبب منع وصول الادوية اللازمة لهم , كما توقفت الافران الأربعة العاملة في تلك الاحياء نتيجة فقدان مادة الطحين والوقود الامر الذي زاد في معاناة المدنيين هناك

وحول إمكانية الخروج من تلك الاحياء المحاصرة قال الناشط محمد العلي احد سكان حي الجورة لوكالة خطوة “حاولت الخروج اكثر من مرة ودفعت للنظام رشاوى تصل الى ما يقارب ال200 الف ليرة الا انه وفي كل مرة كانت تفشل المحاولة واصطدم مع حاجز اخر لقوات النظام يطردني الى الاحياء المحاصرة بحجة اني مطلوب للاحتياط وسيتم اعتقالي في اي لحظة من قبل حواجز أخرى ” وتابع العلي حديثه “حاول عدد كبير من العائلات الخروج وخرج عدد ليس بقليل الا ان شبح الاعتقال من قوات النظام او تنظيم الدولة ما زال يطارد المدنيين ويجبر بعضهم على تفضيل الموت جوعا بدل الوقوع بيد النظام او التنظيم ”
خرجت منذ ما يقارب الأربعة شهور ماضية مجموعة من شبان الحي عبر المعبر المائي وبعد معاناة مع حواجز النظام تمكنوا من اجتيازها الى انهم وجدوا حواجز تنظيم الدولة بانتظارهم والتي قامت باعتقالهم ونقلهم الى مقر الحسبة في بلدة معدان بريف دير الزور ولا يزال مصيرهم مجهول منذ ذلك الحين , كما سجلت العديد من عمليات الاعتقال بحق شبان من أبناء تلك الاحياء على حواجز النظام لسحبهم الى الاحتياط او الخدمة الالزامية في جيش النظام
حيي الجورة والقصور يعيش فيهما اكثر من 300 الف مدني يعانون الجوع والقهر جراء هذا الحصار الخانق من تنظيم الدولة الذي لم يزيد النظام الا قوة ووفر له مبلغ مليار ليرة شهرياً بسبب عدم تسليم الرواتب للمتواجدين خارج الاحياء كما اجبر عدد كبير من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية او المطلوبين للاحتياط للاعتقال اثناء محاولتهم الخروج من تلك الاحياء
يستمر الحصار والجوع والالم في احياء دير الزور المحاصرة مع معاناة من انتهاكات يومية من جيش النظام وامنه ومن قوات تنظيم الدولة وسط صمت عالمي واعلامي كبير وخطر محدق قد ينهي حياة الالاف من المدنيين بينهم أطفال ونساء بينما ينشغل العالم ببلدات صغيرة ككفرية والفوعة ونبل والزهراء فقط لان سكانها من الطائفة الشيعية وهناك من يطالب بهم .

650_433_01416202987

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى