حورات خاصة

طريقة سقوط طائرة قائد فاغنر تشير إلى من يقف خلف عملية “اغتياله”.. وصمت عرّاب التسوية يثير التساؤلات

في وقت لا تزال التساؤلات مستمرة حول أسباب سقوط طائرة قائد فاغنر وفيما إذا كانت عملية “اغتيال مدبرة”، تحدثت تقارير غربية عن احتمال زراعة عبوة ناسفة داخل الطائرة بينما لفتت أخرى إلى أن صاروخاً ربما قد أسقطها.

ورغم أن التحقيقات الروسية لا تزال جارية ولم تكشف عن أية نتائج حتى اللحظة، إلا أن طريقة سقوط الطائرة أثارت تساؤلات وشكوك عدّة.

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال لوكالة ستيب الإخبارية: “طريقة سقوط الطائرة تقول إما أن هناك شيء اصطدم بالطائرة (أي قصفت من الخارج) أو انفجر فيها شيء بالداخل”.

ويضيف: “لو كان عطلاً فنياً لما سقطت الطائرة بهذه الطريقة وصعد منها الدخان، وفي مثل هذه الحالة يتم تدارك الموقف من قبل الطيار ويستطيع أن يتحكم بها ويهبط في مكانٍ ما، وبالتالي من المرجح أن تكون قد قصفت من الخارج و أُصيبت؛ لذلك سقطت بشكل عامودي أو الأمر الآخر وهو أن يكون هناك شيء قد انفجر داخلها”.

هل لدمشق يد في العملية؟

تداولت صفحات إخبارية ونشطاء خريطة لموقع تتبع طيران يشير إلى أن طائرة قائد فاغنر هبطت في دمشق للتزود بالوقود ومن ثم غادرت إلى باكو وثم إلى موسكو، معتقدين أنه قد تكون جهة ما قامت بزراعة عبوة ناسفة داخلها من مطار دمشق الدولي.

٢٠٢٣٠٨٢٤ ١٣٠٢٣٨

حول هذه النقطة، يقول رحال: “موضوع دمشق لم أسمع عنه، لكن أمر عادي جداً إذا كانت الطائرة قد حطت في مطار دمشق الدولي فهناك المخابرات الروسية وتستطيع وضع تلك العبوة، وبالتالي تمّت عملية الزراعة. ولكن ليس لدي معلومات تؤكد هذا الخبر”.

عملية مدبرة

يقول مراقبون إن قائد فاغنر الذي قاد تمرداً ضد زعيم الكرملين في أواخر يونيو/حزيران الماضي “تم اغتياله” من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولفتوا إلى أنه رغم وساطة الرئيس البيلاروسي وتدخله لإنهاء الأزمة بين زعيم الكرملين وقائد فاغنر، إلا أن بوتين قالها مراراً إنه “يعفو عن كل شيء إلا الخيانة”.

الخبير العسكري أحمد رحال تعليقاً على احتمالية أن يكون لبوتين يد في عملية اغتيال حليفه بريغوجين، يقول: “بعد العملية و التمرد الذي قام به قائد فاغنر، وعقب تهديداته لرئيس الأركان ووزير الدفاع الروسيين، وبعد أن قال إن روسيا بحاجة إلى رئيس جديد بالتأكيد لن يبقى حياً”.

ويتابع: “كل المؤشرات قالت في لحظة التمرد إن الهجوم الذي شنّه قائد فاغنر هو بمثابة قرار إعدام لبريغوجين، وفيما يبدو أن أمس تم التنفيذ”.

في وقتٍ سابق من اليوم، قال المستشار في المكتب الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “كان ينتظر اللحظة للتخلص من بريغوجين”.

وأوضح: “التصفية الواضحة لبريغوجين وقيادة فاغنر بعد شهرين من محاولة الانقلاب إشارة من بوتين إلى النخب الروسية قبل انتخابات عام 2024: احذروا! عدم الولاء يساوي الموت”.

بودولياك أضاف: “هي أيضاً إشارة إلى الجيش الروسي: لن يكون هناك أبطال من قوات العمليات الخاصة. إذا لم تكن المحكمة الأوكرانية، فستكون رصاصة من جهاز الأمن الفيدرالي”.

الصمت البيلاروسي حيال مقتل قائد فاغنر 

رغم مرور يوم كامل على حادثة تحطم طائرة قائد فاغنر و مقتله مع آخرين، إلا أن لوكاشينكو عراب التسوية بين بوتين وبريغوجين، والضامن الوحيد لخروجه من روسيا حياً لا يزال صامتاً ولم يعلق على الحادثة.

حول هذا الموضوع، يقول الصحافي المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، لوكالة ستيب الإخبارية: “بالنسبة لصمت الجانب البيلاروسي، أعتقد أنه طبيعي نظراً لطبيعة العلاقة بين موسكو و مينسك”.

ويردف: “بالنظر إلى عدم وضوح ما جرى حتى الآن والاتهامات التي يوجهها البعض. إذ أن البعض يحمّل السلطات الروسية المسؤولية، لكن الجهات الرسمية فتحت تحقيقاً وحتى الآن لا توجد نتائج معلنة رسمياً، فالجانب البيلاروسي في هذه الحالة يفضل الصمت حتى لا يحسب له أي موقف على أنه تدخل في الشأن الروسي الداخلي”.

عبد الواحد يُزيد: “الموقف حساس للغاية وطبيعي أن يصمت الجانب البيلاروسي في هذه المرحلة، ولكن أتوقع أن يصدر عن لوكاشينكو ربما في الأيام الثلاثة القادمة تصريح، ولا أتوقع أنه سيخرج عن إطار التصريحات الرسمية الروسية”.

وكان الرئيس البيلاروسي عقب التمرد الفاشل، أكد أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد فاغنر يفغيني بريغوجين.

وقال لوكاشينكو أمام مسؤولين بيلاروسيين: “قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة. إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك”.

هل غيّرت روسيا طريقة الانتقام المعتادة؟

عُرِفَ عن روسيا لجؤها إلى التخلص من “الخونة” ومعارضيها بالسم، لكن طريقة مقتل قائد فاغنر إذا تأكد أن بوتين يقف خلفها مختلفة جداً وتثير التكهنات حول ما إذا كانت هناك أطراف داخلية أخرى تقف وراءها أو ربما أخرى خارجية لها مصلحة في التخلص من بريغوجين.

الخبير العسكري أحمد رحال، رداً على طريقة مقتل بريغوجين، يقول: “سبب تغيير طريقة التخلص من المعارضين تدل على أنه قد تكون الجهة تغيرت. يعني عندما تكون الأوامر من بوتين يتم التخلص من المعارض بطريقة السم كما حاولوا التخلص من المعارض أليكسي نافالني”.

ويضيف: “هناك من قال إن العملية لا علاقة لبوتين بها وإنها تمّت من قبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف. وبالتالي تم الاعتماد على الطرق العسكرية التي هي عملية التفجير”.

من سيخلف قائد فاغنر؟

مع إعلان مقتل قائد ميليشيا فاغنر الروسية، كثرت الأسئلة حول من سيخلف بريغوجين في قيادة فاغنر، لا سيما أن الرجل الثاني في المجموعة ديمتري أوتكين، كان معه على متن الطائرة ولقي حتفه.

رحال يرى أن شركة فاغنر سواء بقي بريغوجين أو لم يبق انتهت، قائلاً: “عندما وضعوا أمام فاغنر 3 شروط بالمبادرة التي توسط فيها الرئيس البيلاروسي، انتهت المجموعة”.

والشروط الثلاثة كانت: إما أن توقع فاغنر العقود مع وزارة الدفاع الروسية (يعني أصبحت عملياً فصيلاً من فصائل وزارة الدفاع) أو أن يعتزلوا القتال أو النفي إلى بيلاروسيا.

ويزيد الخبير العسكري: “حتى أن هناك معلومات تقول إنه تمَّ تشكيل شركة جديدة اسمها «سورتش زيد» على ما أعتقد. وقد تكون هي البديل عن فاغنر، وبالتالي عملية نسف قيادة فاغنر كلها دليل على أن هذه الشركة انتهت والمهام التي تقوم في النيجر أو أفريقيا أو ليبيا وسوريا إما أن يتم استبدالها أو تبقى تحت تصرف وزارة الدفاع”.

من جانبه، يقول الصحافي في الشأن الروسي طه عبد الواحد، إن “فاغنر في الأساس تأسست من عدد من الضباط السابقين في الجيش الروسي وفي الأجهزة الخاصة ومن المؤكد أن هناك ضباط من الصف الأول من المقربين من بريغوجين، وبالتالي من الطبيعي أنهم سيجدون في مؤسسة كهذه شخصية بديلة لقيادة فاغنر“.

وقاد بريغوجين في يونيو الماضي، تمرداً على القيادة العسكرية ووزير الدفاع سيرغي شويغو، سيطر خلاله لفترة وجيزة على مواقع عسكرية في جنوب روسيا وسار على رأس قواته باتجاه موسكو قبل أن يوقف تحركه في غضون ساعات، بتدخل بيلاروسي مباشر.

ستيب: سامية لاوند

قائد فاغنر
طريقة سقوط طائرة قائد ميليشيا فاغنر تكشف من دبر عملية “اغتياله”.. وصمت عراب التسوية بينه وبوتين يثير التساؤلات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى