اليوم الأحد، لا يزال المغرب يقبع تحت الصدمة التي خلفها الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة مراكش ليل الجمعة السبت، موقعاً أكثر من ألفي قتيل، إلا أن المخاوف بدأت تتجلى بسيطرة شبح الركود على المدينة المنكوبة.
- أزمة جديدة تهدد مدينة مراكش
تضررت مدينة مراكش، الوجهة التي يقصدها عدد كبير من السياح الأجانب، وانهارت بعض المباني في المدينة القديمة، المصنفة منذ 1985 على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وانهارت جزئياً أسوار تاريخية تعود إلى القرن الثاني عشر.
وعلى الرغم من الزلزال العنيف لا يزال هناك سياح في مراكش، لكن شبح الركود يخيم على المدينة التي كانت تعج بالنشاط قبل حدوث الزلزال.
[caption id="attachment_546661" align="alignnone" width="773"]

بعد كارثة الزلزال.. الحديث عن أزمة جديدة تهدد مدينة مراكش[/caption]
- سياح لا يزالون في المدينة
وفقاً لوكالة "رويترز" فقد فضلت السائحة الألمانية كيرين فيشر، البقاء في مراكش رغم الزلزال الذي دمر محيطها وأيضاً مباني في المدينة العتيقة، لكن العاصمة السياحية للمملكة فقدت الكثيرين من زوارها وسط مخاوف من أزمة تضرب هذا النشاط الرئيسي لاقتصادها.
وقالت الشابة الألمانية (35 عاماً): "لن نجعل الزلزال يفسد كل شيء، لم نتلق إنذارات باحتمال خطر كبير ففضلنا بالتالي الاستمرار في برنامجنا"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكانت كيرين بصدد القيام بجولة سياحية برفقة مجموعة من 4 مسافرين، وقد تم إجلاؤهم جميعاً من الفندق الذي كانوا فيه عندما اهتزت الأرض تحت أقدامهم ليل الجمعة في أعنف زلزال يضرب المغرب.
فيما لا يزال ركام أجزاء مبان تهدمت متناثراً في أزقة المدينة العتيقة، التي تعد محطة رئيسية في الجولات السياحية بمراكش، كما تضم العديد من النزل.
من جانبه، قال السائح دومينيك أوبير (26 عاماً) "لا نزال مترددين هل نغادر أم لا، لكن الأمور تبدو نسبيا آمنة، إذا بقينا فسنساهم بكل تواضع في دعم المغاربة".
- دمار بعض المباني الأثرية
وقبالة الموقع الذي كانوا يتجولون به تنتصب الأبواب الخشبية العالية لقصر الباهية لكنها مغلقة في وجه الزوار، فيما تظهر قطع قرميد ملقاة على الأرض بعدما تحطمت من وقع الزلزال، وقد بني هذا المعلم السياحي في القرن التاسع عشر.
وعلى طول العديد من الأزقة الضيقة تتخلل الشقوق الكثير من جدران البيوت المصبوغة باللون الأحمر المميز للمدينة، فيما هدم بعضها تماما.
ومن جهته، أشار المرشد السياحي الذي يرافق كيرين ومجموعتها إلى أن القيام بجولة كاملة حول المدينة العتيقة يبدو غير مؤكد، "لكن المرور عبر جل محطاتها ممكن".
وغير بعيد من المكان يطلب 3 سياح إيطاليين معلومات من رجال الأمن حول المواقع التي لا تزال مفتوحة أمام الزوار.
وفضل هؤلاء الزوار عدم تقصير مدة رحلتهم، تماماً كما هو الشأن بالنسبة لزوجين يحتسيان الشاي في شرفة مقهى تزين جدرانه قطع رخام، أو أيضا بالنسبة إلى سائحة تفاوض بائعا في أحد المتاجر السياحية القليلة حول سعر حقيبة جلدية، مغطية رأسها بقبعة نسجت من خصلات القش.
[caption id="attachment_546662" align="alignnone" width="840"]
الحديث عن أزمة جديدة تهدد مدينة مراكش" width="840" height="472" /> بعد كارثة الزلزال.. الحديث عن أزمة جديدة تهدد مدينة مراكش[/caption]
بعد كارثة الزلزال.. الحديث عن أزمة جديدة تهدد مدينة مراكش[/caption]