رؤساء وقادة

ماذا تعرف عن القضية التي أسقطت ساركوزي وتسببت بسجنه؟

لم يسبق لرئيس فرنسي، منذ انطلاقة الجمهورية الخامسة في أواسط القرن الماضي على يد الجنرال شارل ديغول، أن عرف هذا الكم من الفضائح التي عرفها الرئيس اليميني الأسبق نيكولا ساركوزي.

ماذا تعرف عن القضية التي أسقطت ساركوزي؟

ساركوزي الذي سكن قصر الإليزيه بين عامي 2007 و2012 وحاول العودة إليه مجدداً في عام 2017، صدر بحقه اليوم الأربعاء، حكم بالسجن لمدة عام واحد في القضية المعروفة باسم “بيغماليون”.

وقضت محكمة الاستئناف في باريس بسجن الرئيس الفرنسي الأسبق لمدة عام بينها ستة أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة تجاوز سقف الإنفاق خلال حملته للانتخابات الرئاسية التي خسرها عام 2012.

وأوضحت رئيسة المحكمة أثناء قراءة الحكم إنه سيتم تعديل فترة السجن من العقوبة المفروضة على الرئيس الأسبق (2007-2012) في قضية “بيغماليون”، وهو اسم الشركة التي نظمت اجتماعات حملته الانتخابية.

وكات الرئيس الأسبق قد دين في أيلول/سبتمبر 2021 بالسجن مدة عام، وطلبت محكمة الجنايات تنفيذ الحكم مباشرة في المنزل تحت المراقبة الإلكترونية.

واستأنف ساركـوزي وتسعة متهمين آخرين الحكم وأعيدت محاكمتهم في الفترة بين 8 تشرين الثاني/نوفمبر و7 كانون الأول/ديسمبر.

وثمة معلومات وتقارير تشير إلى أنه حصل على تمويل يعد بالملايين وهو ما ينفيه بالطبع.

وقلائل هم الذين يعتقدون أن الحقيقة المجردة ستظهر يوماً ما بشأن هذه القضية بالغة التعقيد التي لا يتردد بعض المتابعين لها في الربط بين الدور الذي لعبه الرئيس ساركـوزي في عام 2011 في الدفع باتجاه التدخل العسكري الغربي في ليبيا وإسقاط نظام القذافي وبين ملف التمويل غير المشروع الذي يحرمه القانون الفرنسي.

AP21060513132240 1692984107

وبيغماليون، في الأساطير اليونانية، كان نحاتاً بارعاً وأبدع تمثالاً لامرأة، ونظراً لجمال وروعة ما أبدعه، فقد وقع في حب التمثال الحجري. ولذا، فقد تضرع لإلهة الحب «أفروديت» التي نفحت الحياة في منحوتته.

لكن بغماليون ساركـوزي ليست لها علاقة بالنحت أو الحب، بل هي ببساطة قصة التفاف ساركوزي والمسؤولين عن حملته الانتخابية على القوانين الفرنسية النافذة في تمويل الحملات الرئاسية.

وينصّ القانون على أنه يتعين أن تبقى تحت سقف الـ22 مليون يورو. والحال أن مصاريف حملة ساركـوزي بلغت 42.8 مليون يورو.

ومن أجل إخفاء هذه المخالفة الخطيرة التي يرى القضاء أنها تقضي على مبدأ المساواة في التمويل بين المرشحين، فقد عمد مسؤولو حملته إلى عملية احتيالية، إذ حرروا فواتير وهمية لمصاريف خاصة بحزب ساركـوزي (الجمهوريون).

sarkozy m 1

متى سطع نجم ساركوزي؟

بدأ نجم ساركـوزي بالسطوع عندما نجح في الوصول إلى رئاسة بلدية مدينة نويي البورجوازية الواقعة على مدخل باريس الغربي وهو دون الثلاثين من العمر.

وتقرب من محيط عائلة الرئيس الأسبق جاك شيراك، الذي هيمن على اليمين الفرنسي من خلال حزبه “التجمع من أجل الجمهورية” منذ أوائل السبعينات وحتى خروجه من قصر الإليزيه بعد ولايتين انتهتا في عام 2007، ليخلفه ساركوزي في ولاية واحدة من خمس سنوات.

إلا أن العلاقة بين شيراك وساركـوزي ساءت أوائل التسعينات عندما اصطف رئيس فرنسا الأسبق، وراء المرشح إدوار بالادور، الذي زكاه شيراك لرئاسة الحكومة بديلاً عنه، في أول «مساكنة» بين رئيس اشتراكي (فرنسوا ميتران) وحكومة يمينية.

وكان ساركـوزي أول رئيس للجمهورية يعمد إلى الطلاق خلال رئاسته والزواج للمرة الثالثة.

وطيلة خمس سنوات، أعطى الرئيس الأسبق صورة لم يحبها الفرنسيون، وهي الظهور المتمادي في الصحافة الشعبية أو رفقة كبار الأثرياء ولديه أصدقاء كثر بينهم.

وكانت صدمته الكبرى أنه خسر الانتخابات بوجه منافسه المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي كان ينظر إليه بكثير من العلياء.

وبعد خروجه من الإليزيه، أدمن ساركوزي إلقاء محاضرات مدفوعة الثمن حول العلاقات الدولية متنقلاً بين العواصم والقارات، كما دخل إلى مجالس إدارة شركات دولية وأصدر مجموعة كتب لاقت رواجاً ملحوظاً.

ساركوزي
ماذا تعرف عن القضية التي أسقطت ساركوزي وتسببت بسجنه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى