منوع

فضل من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال وحكمه

صيام رمضان من أعظم العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده المؤمنين، فهو شهر القرآن والتقوى والمغفرة والرحمة والعتق من النار، وقد جعل الله تعالى لمن صام رمضان بإيمان واحتساب أجراً عظيماً لا يعلمه إلا هو، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

ولكن هل ينتهي الأجر بانتهاء رمضان؟ أم أن الله تعالى أعد لـ من صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال فضلاً وثواباً أكبر؟

– فضل من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال

سوف نتناول في هذا المقال فضل وأحكام صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، بحسب ما جاء من أدلة في القرآن والسنة وأقوال العلماء.

هناك فضل كبير لصيام ستة أيام من شوال، حيث جاء أخرج مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر”.

وهذا الحديث يدل على فضل عظيم لمن صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال، فإنه يحصل بذلك على أجر صيام سنة كاملة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بشهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهراً، وهو مدة السنة الهجرية.

وقد بين بعض العلماء حكمة هذا الفضل، فقالوا: إن الله تعالى يحب أن يتم لعبده النعمة، فبعد أن أنعم عليه بشهر رمضان الفضيل، أراد أن يزيد له في الأجر والثواب بصيام ستة أيام من شوال، فكأنه يقول له: لا تقطع صلتك بي بعد رمضان، ولا تنس نعمتي عليك، ولا تضيع ما كسبت في رمضان، بل أتمم عليك النعمة بصيام ستة أيام تكون لك كصيام الدهر.

فضل من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال
فضل من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال

– أحكام من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال:

من المسائل المتعلقة بصيام ستة أيام من شوال ما يلي:

أولا: حكم صيامها:

صيام ستة أيام من شوال سنة مستحبة، لا واجبة، فمن فعلها فله الأجر والثواب، ومن تركها فليس عليه إثم ولا وزر، وقد قال بعض العلماء: إن صيامها من أفضل النوافل، ومن أكمل الصيام بعد رمضان.

ثانيا: شروط صحتها:

لصحة صيام ستة أيام من شوال شرطان: الأول: أن يكون الصائم قد أتم صيام رمضان، أو قضى ما عليه من فوائت قبل صيامها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثم أتبعه”، ولأن الفريضة أولى بالأداء من النفل.

الثاني: أن تكون الستة من شهر شوال، ولا يجوز تأخيرها إلى غيره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من شوال”، ولأن تأخيرها يفوت الفضل المراد.

ثالثا: وقت صيامها:

يجوز للصائم أن يبدأ بصيام الستة من أول شوال، أو من أي يوم منه، ويجوز له أن يصومها متتابعة أو متفرقة، ولكن الأفضل أن يصومها متتابعة، لأن ذلك أقرب إلى الإتباع المراد، ولأنه أسهل على النفس وأقوى على الشيطان.

رابعا: حكم قطعها:

يجوز للصائم أن يقطع صيام الستة لعذر شرعي كالسفر أو المرض أو الحيض أو النفاس أو غيرها، ويجوز له أن يقضي ما قطع منها فيما بقي من شوال أو بعده، وليس عليه كفارة ولا إثم، لأنها من صوم التطوع، وليست من صوم الفرائض.

وفي الختام، صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وبين فضلها العظيم، فهي تعدل صيام الدهر، وتكمل نعمة رمضان، وتزيد في الأجر والثواب.

فضل من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال وحكمه
فضل من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال وحكمه

اقرأ أيضا:

صلاة التهجد في رمضان.. وقتها وفضلها وعدد ركعاتها وكل ما تريد معرفته عنها بالتفصيل  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى