حرب ايران واسرائيل

بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريوهات قد تشعل المنطقة و”فخ” جُهّز قبل 27 عاماً

بعد تهديد ووعيد، نُفِّذ الهجوم الإيراني على إسرائيل بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ليلة أمس، وبقيت تلك الأسلحة بالسماء عابرة عدة دول لساعات قبل أن تصل إلى إسرائيل التي أعلنت بدورها إفشال الهجوم، لكن تل أبيب أكدت أنها سترد وتعاقب طهران لتفتح المنطقة على سيناريوهات صراع كبير قد يتطور إلى حرب لا يحمد عقبها، فيما كشف عدد من الخبراء تفاصيل الضربة الإيرانية وما يمكن أن يجري بعدها.

 

بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريوهات قد تشعل المنطقة و"فخ" جُهّز قبل 27 عاماً
بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريوهات قد تشعل المنطقة و”فخ” جُهّز قبل 27 عاماً

تفاصيل الهجوم الإيراني على إسرائيل

 

صباح اليوم الأحد كشف الجيش الإسرائيلي أن طهران شنت “هجوماً ضد إسرائيل وأطلقت أكثر من 300 تهديد من أنواع مختلفة” منها “صواريخ بالسيتية وطائرات مسيرة وصواريخ كروز”.

 

وأكدت تل أبيب “إحباط” الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكدةً اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي كانت تستهدفها.

 

لكن على جانب آخر، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنّته طهران على إسرائيل ليلاً، “حقق كل أهدافه”.

 

 

لماذا تأخر الهجوم الإيراني على إسرائيل وهل نجح؟ 

 

ومنذ أن قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق، بدأت طهران الترويج لسيناريو الانتقام، وأكدت مراراً أن ردها سيكون عسكرياً، لكن هل نجحت بتحقيق الأهداف؟ 

 

يقول الباحث بالشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر في حديث لوكالة “ستيب نيوز”: “لدى إيران محددات كانت بشأن الرد على إسرائيل أهمها أن الرد يجب أن يكون مباشراً، إضافة إلى أن أي رد يجب ألا يكون يدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة، وكانت إيران قد تأخرت بالرد بانتظار مساومة ما ربما سياسية لكنها حرصت على الرد العسكري المحدود”. 

 

ومن جانبه يقول الباحث السياسي المختص بالشأن الإيراني، إسلام المنسي: “من المؤكد أن إيران لا تريد أن تتورط بحرب مع إسرائيل أو أمريكا، ولذلك تأخر الرد الإيراني لأيام ويبقى محدوداً بنطاق ضيق، لا يؤدي إلى رد فعل كبير قد يؤدي إلى ضرر على النظام والمشروع الإيراني نفسه بالمنطقة”.

 

 

الرسالة الإيرانية 

 

ورغم أن البعض رسم سيناريوهات تتحدث عن أن إيران يمكن أن تعتمد على أذرعها بالمنطقة للرد على إسرائيل كما جرت العادة بمرات سابقة، لكن طهران اعتمدت هذه المرة استهداف إسرائيل من الأراضي الإيرانية، حيث يعتبر ذلك بمثابة رسالة بحسب “أبو عامر”. 

 

ويقول الباحث السياسي: “الرد الإيراني كان من الأراضي الإيرانية بمثابة رسالة لتؤكد للغرب عموماً أنها ردت عندما تم استهدافها، بينما تترك لأذرعها بالمنطقة حرية اختيار ردودهم بأنفسهم، وجاء الرد خصوصاً بالجنوب الإسرائيلي ومنطقة النقب بعيداً عن الكثافة السكانية خوفاً من أخطاء تقلب الطاولة وتجعل إيران بموقف أصعب”.

 

ومن جانبه يرى الكاتب السياسي والخبير بالعلاقات الدولية، يسري عبيد أن الرد الإيراني سيبقى محدوداً مظبوطاً بحيث لا يخرج إلى نطاق المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبذات الوقت يحفظ ماء الوجه الإيراني.

 

 

ما بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل 

 

ووسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية كبيرة بالمنطقة، عادت إسرائيل لتتوعد بالرد على الضربة الإيرانية، فيما يرى الخبراء أن الأمر يحمل سيناريوهات متعددة. 

 

ويقول مأمون أبو عامر: “هناك العديد من السيناريوهات لضربة إيران، منها ما يمكن أن يجعلها تستمر لأيام ويمكن أن تكون انتهت كما قالت البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة، واعتقد أن هدف إيران الأبرز هو إرباك الداخل الإسرائيلي، من خلال الحرب النفسية، مما قد يجعلها تمدد الضربات على دفعات قد تمتد لأيام، وقد تنتهي بصفقة سياسية”.

 

ويضيف: “اعتقد أن إيران مستعدة لتلقي ضربة مضادة من إسرائيل فهي وضعت منظومات الصواريخ الخاصة بها بمواقع تحت الأرض محصّنة حتى ضد الضربات النووية، وعملت على تطوير هذه المواقع ضمن استراتيجيات تطوير المنظومة الصاروخية الخاصة بها منذ سنوات”.

 

ويرى أنه بعد الضربة الإيرانية هناك سيناريوهين، الأول هو أن “توقف إسرائيل حرب غزة وتلتفت إلى جبهة إيران” وهو كما حصل عندما خطفت حماس الجندي شاليط قبل سنوات وقام حزب الله اللبناني بخطف جنديين بعدها، لتنقل إسرائيل حينها الحرب من غزة إلى لبنان بحرب تموز. 

 

أما السيناريو الثاني بحسب الخبير السياسي هو الأخطر بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت قرارها بضرب إيران، ويقول “أبو عامر”: “هذا سيناريو تحدث عنه سيناتور أمريكي عام 199‪7 عندما ذكر أن هناك دولتين خطيرتين يجب ضربهما حينها هي العراق وإيران، والعراق قد نفذ الأمر عام 200‪3، لكن المشهد الإيراني كان أكثر تعقيداً بسبب شبكة الحلفاء والأذرع التي بنتها إيران خلال هذه السنوات”.

 

بدوره يؤكد “يسري عبيد” أن إيران يمكن أن تقبل بمساومة سياسية ما تحت الطاولة لإنهاء أي تصعيد متوقع مع إسرائيل ومنع الانزلاق لحرب.

 

ويقول: “تبقى الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة القرار واليد الطولى بهذا الملف الآن بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل”.

 

ويتفق “إسلام المنسي” مع حديث الخبراء مؤكداً أن “إيران بعد الضربة قد تقبل بمساومة سياسية ولو كانت بإنهاء حرب غزة فستعتبر ذلك انتصاراً كبيراً وأنها هي من أوقفت الحرب وحققت الانجاز الكبير وستبقى تتغنى بذلك لسنوات”. 

 

ويختم “المنسي” حديثه مشيراً إلى أنه لا يوجد وحدة ساحات للمواجهة مع إسرائيل معتبراً أن هذا “مجرد وهم” يتغنى به ما يدعى “محور المقاومة”، وبالتالي فإن الحرب بين إيران وإسرائيل مختلفة عن الحرب بين حماس وإسرائيل تماماً ولكلٍ حساباتها وجبهتها، وبالتالي فإن طهران تبحث عن انتصار خاص بها أما إذا التقى مع أهداف حماس فسيكون بالنسبة لها “إنجاز كبير”. 

 

بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريوهات قد تشعل المنطقة و"فخ" جُهّز قبل 27 عاماً
بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. سيناريوهات قد تشعل المنطقة و”فخ” جُهّز قبل 27 عاماً

 

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى